سجلت لائحة الاختبارات الجديدة في وزارة التربية، التي هدفت إلى القضاء على ظاهرة الغش في لجان الصف الثاني عشر، التي انتهت يوم الخميس الماضي، رقما قياسيا في حالات تسجيل محاضر الغش، بلغت 1200 محضر، لطلبة شطبت أسماؤهم ودخلوا ضمن قائمة الحرمان والرسوب، بمعدل بلغ صفراً في جميع المجالات الدراسية، فيما تجاوزت حالات الغياب وفق مصدر تربوي 12 ألف طالب وطالبة في القسمين العلمي والأدبي والقسم الديني، الغالبية العظمى منهم هربوا من التضييق على الغش، تحينا لفرصة جديد في الدور الثاني.
وأكد مصدر تربوي لـ«الراي» أن كلفة ضبط اللجان والقضاء على الانفلات السائد كبيرة على الوزارة بهذا الرقم الكبير للمحرومين، حيث لم يسبق للوزارة أن حرمت هذا العدد من اختبارات الثانوية العامة، مبيناً أنه «وإن كان السواد الأعظم من المحرومين هم من طلبة التعليم المسائي المعروف عنهم الاعتماد على الغش بشكل أساسي في الامتحانات، إلا أنهم طلبة دارسون ضمن قائمة المتعلمين في الوزارة أولاً وأخيراً».
وأوضح المصدر أن «جميع المحاضر التي سجلت في المناطق التعليمية بحق الطلبة الغشاشين، هي محاضر مكتملة الأركان بأداة الغش وأقوال الملاحظين وتوقيعهم، ومعظم أداة الغش المثبتة في المحضر سماعة أذن، وعدد قليل من البراشيم وبعض الوسائل الأخرى» مؤكداً أن «لا فائدة من الدخول مع الإدارات المدرسية بأي مواجهات، فالمدارس تطبق القوانين الوزارية، وقد سبق للقضاء أن قال كلمته في هذا الموضوع ووقف إلى جانب الوزارة في تحصين المنظومة التربوية، برفضه جميع دعاوى الغش التي رفعت من قبل أولياء أمور ضد الوزارة».
وكشف عن «مواجهات عدة وقعت في بعض المدارس بين أولياء أمور وإدارات، استخدمت فيها جميع الألفاظ، وتم خلالها تبادل التهم في شأن محاضر الغش التي اجتاحت المدارس الحكومية والخاصة على حد سواء، فيما سجلت شكاوى من قبل أولياء أمور في الإدارة العامة للتعليم الخاص وفي المناطق التعليمية على بعض المدارس التي اتهمها أولياء الأمور بأنها غير عادلة في هذا الجانب وتفتقر إداراتها إلى الحس التربوي والإنساني».
وزود المصدر «الراي» ببعض مقاطع الفيديو التي تثبت بالصوت والصورة حجم المصادمات التي وقعت بين الأهالي والإدارات المدرسية، في شأن محاضر الغش وحرمان الطلبة من مواصلة الاختبارات واحتسابهم ضمن قائمة الراسبين والباقين للإعادة في العام الدراسي الجديد، فيما قال «من المؤلم في الموضوع دخول بعض الطالبات خاصة في المرحلة المتوسطة بنوبات بكاء هستيرية إزاء هذا الحرمان، وهنا خلل كبير يجب أن تعالجه الوزارة». وبين أن «لائحة الاختبارات الجديدة وإن أثبتت إيجابيتها في ضبط اللجان وتقنين مظاهر الغش في لجان الثانوية إلا انها تحمل الكثير من القسوة على الطالب، وهناك بعض المراهقين وصغار السن ممن تنقصهم الخبرة وينقصهم الوعي إزاء هذه الأمور، ولا بد من التعامل معهم ضمن نطاق تربوي يخلو من الشدة وتحطيم المستقبل» لافتاً إلى محاضر غش سجلت في بعض المدارس بحق بعض الطالبات وصل الحال بهن إلى البكاء طوال أيام شهر رمضان المبارك.
واقترح على قطاع التعليم العام في الوزارة ورئيس عام الامتحانات الدكتور سعود الحربي، «إيجاد حل أمثل في التعامل مع هذه الحالات، من خلال تنقيح اللائحة وتعديل بند العقوبات على الطلبة الغشاشين من حرمان كامل إلى جزئي في المادة التي تم بها الغش فقط، فهذا أكثر عدلاً من إلغاء كل درجات الطالب بما فيها درجات الأعمال اليومية التي ليس للامتحانات أي علاقة بها».
شاهد أيضاً
«الشؤون»: تأكدوا من التبرع للجمعيات الخيرية المعتمدة.. وبالوسائل المصرح بها
أهابت وزارة الشؤون الاجتماعية بالمواطنين والمقيمين التأكد من التبرع للجمعيات الخيرية المعتمدة والمسجلة لديها. ونوهت …