أول تصريحات لـ«إنفانتينو» بعد جلوسه مجددًا على «عرش فيفا»

5cf7f9854aa11

تعهد السويسري، جياني إنفانتينو (49 عامًا)، اليوم الأربعاء، بـ«مستقبل أكثر إشراقًا ينتظر فيفا، بعد فترة عانى فيها الاتحاد بشكل كبير من فضائح فساد كانت قد هددت بقائه»، وقال: «خلال ما يزيد قليلًا على ثلاثة أعوام، تحولت هذه المنظمة من كيان مسمم وشبه إجرامي إلى ما يجب أن تكون عليه: مؤسسة تطور كرة القدم…»، وأضاف: «فيفا بوضعه الجديد لديه مهمة وخطة لتنفيذها، وهو ما يدعو للعمل خلال الأعوام الأربعة المقبلة»، وقال: «في الحقيقة، بدأ هذا بالفعل.. لقد وضعنا أسس بناء صلبة للمستقبل…».

جاء هذا بعد إعلان فوزه برئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (بالتزكية)؛ حيث تستمر بولايته الثانية أربعة أعوام، تنتهي في 2023، خلال اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد (كونجرس الفيفا) المنعقد في العاصمة الفرنسية باريس، وللمرة الأولى منذ عام 2007، عندما انتخب بلاتر رئيسًا للفيفا لولاية ثالثة، لم تشهد الانتخابات تصويتا لاختيار الرئيس وذلك بعد أن صوت 197 مندوبًا من ممثلي الاتحادات الأعضاء على تغيير القوانين وإتاحة التزكية، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وفيما يعقد «كونجرس فيفا» اجتماعه المقبل في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، في مايو 2020، فقد قال «إنفانتينو»، إنه «بعد مرور فيفا بأسوأ أزمة له، بات الآن في وضع مالي قوي بشكل غير مسبوق»، ووعد الاتحادات الوطنية الأعضاء بفيفا بأنهم «سيواصلون الاستفادة بعد أن تلقوا 1.1 مليار دولار في الدورة ما بين عامي 2015 و2018»، علما بأنهم تلقوا 326 مليون دولار فقط خلال الدورة السابقة.

وبينما ذكر إنفانتينو إنه جرى «تخصيص 75.1 مليار دولار للاتحادات الوطنية خلال الفترة حتى عام 2022»، فقد أكد أن «الاتحاد الدولي سيراقب عن كثب كيفية إنفاق الأموال»، يأتي هذا فيما لا تزال التحقيقات جارية في فضائح الفساد التي طالت فيفا من قبل السلطات في الولايات المتحدة وسويسرا.

وأضاف إنفانتينو: «فترة الأعوام الثلاثة والأشهر الأربعة الماضية لم تكن مثالية بالطبع.. بالتأكيد ارتكبت أخطاء.. لقد حاولت تطوير نفسي، واليوم لم يعد أحد يتحدث عن أزمات.. لا أحد يتحدث عن فضائح أو مزيد من الفساد»، وأثنى إنفانتينو على التطورات الإيجابية التي شهدتها الجوانب المالية وكذلك الشفافية في الفيفا، قائلًا: «لم يعد من الممكن في الفيفا إخفاء الأرقام… نحن نعرف تحديدًا من أين يأتي كل دولار وإلى أين يذهب…».

وصعد إنفانتينو من منصب السكرتير العام للاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) الذي شغله تحت قيادة الرئيس السابق للاتحاد ميشيل بلاتيني، الموقوف ضمن قضية الفساد، إلى رئاسة الفيفا، ويتولى إنفانتينو المنصب منذ انتخابه في فبراير 2016، ليستكمل الفترة المتبقية من ولاية الرئيس السابق للفيفا، السويسري جوزيف بلاتر، الذي خضع للإيقاف ستة أعوام عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم، في إطار قضية فساد.

وقبل إعلان استمراره في رئاسة الفيفا، قال إنفانتينو في كلمة أمام ممثلي الاتحادات الوطنية ال211 الأعضاء في الفيفا، إن الاتحاد قد قطع شوطًا طويلًا بعد أن ضربته سلسلة من فضائح الفساد التي أطاحت بمواطنه بلاتر من المنصب في 2015، وواجه فيفا ورئيسه السابق بلاتر لأعوام في مواجهة اتهامات الفساد بين مسؤولي الاتحاد وفي عمليات التصويت على منح حق استضافة المونديال.

وتفاقمت الأمور بشكل هائل قبيل كونجرس الفيفا الذي عقد في زيوريخ عام 2015؛ حيث ألقت الشرطة السويسرية القبض على عدد من مسؤولي الاتحاد مع توجيه اتهامات الرشوة وتهريب الأموال ضمن تحقيقات تجرى من قبل الولايات المتحدة، ورغم حملة الاعتقالات، أعيد انتخاب بلاتر رئيسًا للفيفا لولاية خامسة.

لكن بنهاية العام نفسه، أوقف عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم لمدة ثمانية أعوام بقرار لجنة القيم بالفيفا، وجرى تقليص العقوبة بعدها إلى ستة أعوام، بعدها وعد إنفانتينو بـ«عهد جديد» للفيفا، لكنه اضطر في العام الماضي للدفاع عن نفسه في مواجهة مزاعم أنشطة غير قانونية استندت على وثائق داخلية سربها موقع التسريبات المتعلقة بكرة القدم (فوتبول ليكس)، وقال إنفانتينو إن النقاد يحاولون تشويه صورته منذ أن تولى المنصب.

وواجه إنفانتينو اعتراضات على خطط التعديلات في كأس العالم للأندية وإطلاق دوري أمم عالمي وكذلك مقترح التوسع في كأس العالم 2022 المقررة بقطر لتشهد مشاركة 48 منتخبًا، وهو المقترح الذي كان من المفترض التصويت عليه خلال الكونجرس في باريس اليوم الأربعاء، لكن تم إعلان استبعاد الفكرة في مايو الماضي، وسيجرى التوسع في كأس العالم للأندية لتشهد مشاركة 24 فريقًا اعتبارًا من نسخة 2021، والتي ستحل مكان كأس القارات التي تقام في العام السابق لعام إقامة المونديال.

ومع الاستفادة من عائدات كأس العالم 2018 التي استضافتها روسيا، أعلن الفيفا عن فائض مالي قيمته 053.1 مليار دولار للدورة ما بين عامي 2015 و2018. وبلغت عائدات كأس العالم 2018 وحدها 641.4 مليار دولار، وهو ما يزيد بفارق 75.1 مليار دولار على النسخة السابقة من المونديال التي استضافتها البرازيل عام 2014، ومع ذلك، يتوقع الفيفا خسائر بقيمة 624 مليون دولار في عام 2020.

أما الاحتياطي، الذي انخفض إلى أقل من مليار دولار للمرة الأولى في عام 2017، فقد سجل ارتفاعًا غير مسبوق ليصل إلى 745.2 مليار دولار في نهاية ديسمبر 2018، وكانت فضائح الفساد بالفيفا، والتي أطاحت برئيسه السابق بلاتر وأسفرت عن اتهامات جنائية بحق عدد من مسؤوليه السابقين، قد أثارت مشكلات مالية بالاتحاد لأسباب عديدة منها التكاليف العالية للإجراءات القانونية، كما أن عددًا من الجهات الراعية لم تجدد عقودها.

شاهد أيضاً

أنس جابر تنسحب من بطولتي قطر ودبي للتنس

أعلنت البطلة التونسية أنس جابر، اعتذارها عن المشاركة في بطولتي قطر ودبي للتنس، وجاء ذلك …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.