توصلت الولايات المتحدة والمكسيك إلى اتفاق الجمعة يحول دون نشوب حرب تجارية بين البلدين وذلك بعد أن تعهدت المكسيك باتخاذ ”إجراءات قوية“ لمنع هجرة أشخاص، معظم من أمريكا الوسطى، إلى الولايات المتحدة عبر الحدود بين البلدين.
وكان ترامب، الذي يشن هجوما متواصلا على الهجرة غير الشرعية منذ أن كان مرشحا، قد هدد بفرض رسوم نسبتها خمسة في المئة اعتبارا من يوم الاثنين المقبل تتصاعد إلى 25 في المئة ما لم تفعل المكسيك المزيد لتشديد الرقابة على حدودها.
وفرض تلك الرسوم كان سيدخل الولايات المتحدة في حرب تجارية أخرى مع أحد أكبر ثلاثة شركاء تجاريين لها، وسيزيد من اضطرابات الأسواق المتوترة بالفعل بسبب التراجع الاقتصادي العالمي.
وجاء إعلانه يوم الجمعة بعد ثلاثة أيام من المفاوضات بين البلدين في واشنطن.
وذكر الإعلان الأمريكي المكسيكي المشترك الذي صدر في واشنطن أن المكسيك وافقت عل استقبال مزيد من المهاجرين الذين يطلبون اللجوء السياسي في الولايات المتحدة بينما ينتظرون صدور حكم قضائي بشأن حالاتهم، ووافقت كذلك على زيادة القيود على الهجرة غير الشرعية، ومنها نشر الحرس الوطني على حدودها الجنوبية.
وقال وزير الخارجية المكسيكي مارسيلو إيبرارد في واشنطن إن نشر الحرس الوطني سيبدأ يوم الاثنين. وقال ”أعتقد أنه توازن عادل“.
ولم يلب الاتفاق فيما يبدو مطلبا أمريكيا رئيسيا بقبول المكسيك تصنيف ”دولة ثالثة آمنة“ الذي كان سيجبرها على أن تسمح بشكل دائم بدخول معظم طالبي اللجوء من أمريكا الوسطى.
وقال ترامب على تويتر يوم الجمعة ”الرسوم التي من المفترض أن تطبقها الولايات المتحدة يوم الاثنين (المقبل) على المكسيك عُلقت بموجب ذلك (الاتفاق) لأجل غير مسمى“.
وأفاد الإعلان المشترك بأن البلدين سيواصلان المناقشات، التي ستكتمل خلال 90 يوما، بشأن مزيد من الخطوات.
وأوقف ضباط الحدود الأمريكيون أكثر من 132 ألف شخص لدى عبورهم من المكسيك في مايو أيار، وهو أعلى معدل شهري منذ 2006.
وكانت المكسيك قد أعدت قائمة برسوم جمركية محتملة للرد على العقوبات الأمريكية تستهدف منتجات من ولايات زراعية وصناعية تعتبر قاعدة ترامب الانتخابية، وهو أسلوب تستخدمه الصين بهدف التأثير على محاولة الرئيس الأمريكي الترشح لفترة جديدة عام 2020.
وفرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية تصل إلى 25 في المئة على ما قيمته 200 مليار دولار من الواردات الصينية الشهر الماضي، مما دفع بكين إلى فرض رسوم على سلع أمريكية قيمتها 60 مليار دولار.