الغانم: العقيدة السياسية الكويتية تقضي بالاستثمار في السلام بوصفه خيارا استراتيجيا

D88v8thX4AEWnTh

أكد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم أن العقيدة السياسية الكويتية التي دشن أسسها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد تقضي بقيام الكويت كدولة صغيرة بالاستثمار في السلام بوصفه خيارا استراتيجيا.

وقال الغانم إن الكويت تريد أن تنتصر في معارك السلام لأنها تملك رصيدا أخلاقيا يساعدها على ذلك، ولأنها من الناحية المبدئية غير راغبة في خوض المغامرات السياسية التي لا تعرف عواقبها.

جاء ذلك في كلمة للغانم خلال الجلسة الختامية للمنتدى العالمي لثقافة السلام والذي أقامته مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية في مدينة لاهاي الهولندية بمشاركة واسعة من رؤساء دول ورؤساء حكومات وبرلمانات وأكاديميين ومثقفين من كافة دول العالم.

وأضاف الغانم «نحن في الكويت نريد أن نراكم الأصدقاء لا الأعداء لأننا نؤمن أن الاحتراب والتنازع هو خيار الفاشلين سياسيا وديدن الموتورين والمنفعلين، ونؤمن انه في أجواء الحرب يتم وأد الديموقراطيات ومكاسب الإنسان الحقوقية التي ناضل قرونا لتعزيزها، وتموت فرص التنمية وتتلاشي إمكانيات التواصل الثقافي ويتوقف البناء».

وأشار إلى أن «الحرب ليست لعبة ولا تسلية، لقد جربنا في الكويت أثر الآلة العسكرية وقدرتها التخريبية ولا نريد لغيرنا ان يخوض ذات التجربة المريرة».

وقال الغانم «من أجل السلام ولا غيره استضافت الكويت بتوجيهات من سمو امير البلاد ثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين في سورية، إضافة الى ترؤسها للمؤتمر الرابع الذي عقد في لندن، ومن أجل السلام استضافت الكويت مؤتمرا دوليا واسعا من أجل إعادة اعمار ما دمره الإرهاب في العراق، العراق الذي احتل بلدي قبل 29 عاما».

ومضى الغانم قائلا «ومن أجل السلام استضافت الكويت على مدى شهرين المفاوضات السياسية بين الفرقاء في اليمن، إضافة الى رعايتها للمفاوضات لاحقا في ستوكهولم».

وأضاف «ومن أجل السلام و لا شيء غير السلام تقف الكويت موقفا مبدئيا ثابتا و صامدا ضد كل جرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل».

وقال رئيس مجلس الأمة «نعم أيها الأخوة نحن في الكويت ندعم، ودون كلل او ملل، كل الجهود الاقليمية والدولية التي تصب في صالح استتباب السلام في مناطق الصراع المختلفة».

وأضاف «نحن ندعم الحلول السياسية السلمية القائمة على التحاور في سورية واليمن وليبيا والسودان وأفغانستان وغيرها، مثلما ندعم الحوار السياسي المفتوح والشفاف لحل الأزمة العابرة بين الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي».

وقال «هذه عقيدتنا السياسية التي دشنها سمو الأمير عبر عقود من الزمن، ونحن ماضون بها، ونعمل وفق مقتضياتها».

وقال «انا لا أحبذ الحديث عن السلام، بوصفه بديلا ومقابلا للحرب ولا استسيغ فكرة وضع السلام والحرب في ثنائية متقابلة كالليل والنهار، أوالشر والخير، أواليمين واليسار لانني رافض لمبدأ مناصفة هذين الخيارين».

وأضاف ان «مرد هذا الرفض، هو قناعتي وايماني، بأن السلام هو خيارنا الوحيد للعيش، ولانني مؤمن (وان اتهمت بانني حالم ) بأن الحرب استثناء عابر وارتجال عرضي وخروج موقت على نص الحياة».

واستدرك الغانم «ولكن وبرغم قناعتي تلك الا انني دائما ما أكون مسكونا بالقلق إزاء هذا الاستثناء، استثناء الحرب والدم، لانني اعرف ان العمل من اجل السلام وترسيخه يحتاج على الدوم الى ملايين من الحكماء والعقلاء والناضجين،،، بينما خيار اشعال حرب لا تبقي ولا تذر، لا يحتاج أحيانا الا الى شخص احمق».

وقال «المجرم صدام حسين بمفرده اشعل حربا، وانشغل بعده ملايين من الكويتيين والعراقيين بعرقهم ودمهم من اجل ترسيخ سلامهم الذي يستحقونه كبشر، وهتلر فعل ذات الشي، لينشغل الالمان بعده في العمل حثيثا لعقود من الزمن من اجل ترميم ما هدمه هتلر في لحظة».

وقال الغانم «هذا القلق هو ما يدعوني دائما الى التحذير من الأجواء المستنقعية التي يكثر فيها دعاة الصراع وقارعو طبول الحرب، وهذا القلق هو الذي يجعلنا في الكويت وعلى رأسنا سمو الأمير، نعمل بشكل حثيث من اجل تفادي الاحترابات والنزاعات المسلحة».

وأضاف «سمو الأمير، طالما علق الجرس، خلال السنوات الماضية، محذرا من ويلات الدخول في صراعات ونزاعات مسلحة، كان يمكن تفاديها، نعم، يمكن تفاديها لو أعطينا للجهد الديبلوماسي والسياسي فرصة أخرى، وآمنا قليلا ان الفعل السياسي يغلب الانفعال، لو تريثنا قليلا».

ومضى قائلا «هل احتاج ان اذكركم بما كان يقوله سمو الأمير منذ العام 2011، عندما اندلع الصراع في سورية، سموه ما انفك ينادي بالحل السياسي، ويؤكد على ان خيار الحسم العسكري مكلف ومتعذر».

وأضاف «لقد كان سموه يقول هذا الكلام في الوقت الذي كان البعض ينظر للحسم العسكري، سواء مع هذا الطرف او ذاك، وها نحن اليوم في العام 2019، نسمع الكل ينادي بالحل السياسي».

وقال «وسؤالي هنا، هل كنا بحاجة الى ثمان سنوات من الرعب والقتل والتهجير والإرهاب، لنعرف ان الحل هناك هو حل سياسي؟؟».

واختتم الغانم كلمته بتوجيه الشكر الجزيل لمؤسسة البابطين الثقافية، وعلى رأسها عبدالعزيز سعود البابطين ولكافة الشركاء الدوليين على المساهمة المميزة والفاعلة لانجاح المنتدى العالمي لثقافة السلام.

وكان الغانم قد وصل لاهاي امس يرافقه النائبان عبدالوهاب البابطين وعمر الطبطبائي للمشاركة في أعمال المنتدى الذي شهد مشاركة حكومية كويتية ممثلة بوزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور حامد العازمي ووزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري.

شاهد أيضاً

غياب الحكومة «يُطيّر» جلسات الثلاثاء والأربعاء والخميس

غابت الحكومة، فرفع رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون جلسة مجلس الأمة العادية أمس الثلاثاء. وقال …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.