لطالما استخدمت المواد البلاستيكية لصنع كل ما يحيط بنا تقريبًا. ولكن تلك المواد تسربت من عبوات التغليف والأشياء التي دخلت في تركيبها لتستقر أخيرًا في البيئة التي تحيطنا.. الطعام الذي نأكله والهواء الذي نتنفسه.
وحسب بحث جديد نُشر في مجلة العلوم البيئية والتكنولوجيا، فإن الأمريكيين على سبيل المثال، يستهلكون ما يراوح بين 74000 و121000 جزيء مجهري من البلاستيك كل عام، وربما يكون الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير؛ لأنه بعض المصادر المحتملة للبلاستيك، لا توجد بيانات قوية متاحة عنها. ويقول مؤلف الدراسة كيران كوكس: «نظرًا إلى أننا وضعنا الكثير من البلاستيك في بيئات مختلفة، فليس من المستغرب أن تعود إلينا».
وتدخل المواد البلاستيكية الدقيقة في الهواء بعدة طرق.. يبدأ الكثير منها جزءًا من المنتجات البلاستيكية الأكبر حجمًا التي تتفتت بمرور الوقت إلى قطع أصغر وأصغر حتى يصبح قطرها 5 ملليمترات أو أقل، أو صغيرة مثل بذرة السمسم. ولا يمكن للناس رؤية معظم المواد البلاستيكية التي يستهلكونها، كما يتناولها الحيوانات (التي تصبح بعد ذلك طعامنا)، وتطفو في الهواء حتى يستنشقها الناس، كما تستقر في الطعام الذي يأكله الناس.
وقد حلل الباحثون بيانات من 26 دراسة تقيس عدد جزيئات البلاستيك الدقيقة الموجودة في الأطعمة التي يتناولها الناس أو في الهواء الذي يتنفسونه، فوجدوا بيانات مقبولة عن التركيزات البلاستيكية في المأكولات البحرية والسكريات المضافة والأملاح والبيرة والماء والهواء، لكن لا بيانات عن الحبوب والخضراوات ولحم البقر والدواجن. وباستخدام الإرشادات الغذائية ومعدلات التنفس من وكالة حماية البيئة الأمريكية، قدر الباحثون بعد ذلك عدد المواد البلاستيكية الدقيقة التي يستهلكها الأمريكيون فقط من هذه الأطعمة ومن التنفس، فاكتشفوا أنها جرعة ليست تافهة.
حيث كان الهواء والماء المعبأ والمأكولات البحرية أكبر مصادر البلاستيك المصنوع. ويشير الباحثون إلى أن هذه التقديرات متحفظ عليها؛ لأن الأطعمة المشمولة لا تشكل سوى نحو 15% من متوسط النظام الغذائي، ولم تُعرَف بعدُ كمية البلاستيك في الـ85% المتبقية من النظام الغذائي المعتاد، فيما يقول الباحثون إن من غير المعروف تمامًا ما يحدث بمجرد دخول هذه الجزيئات في جسم الإنسان.
وينصح الخبراء كبداية للحد من تعرضك للمواد البلاستيكية، الاعتماد مثلاً على مياه الصنبور النظيفة والآمنة، بدلًا من المعبأة في زجاجات؛ فعندما يشرب الناس مياههم فقط من مصادر معبأة في زجاجات، فإنهم يبتلعون نحو 90 ألف جزيء من البلاستيك المصغر كل عام من تلك المياه، لكن الذين يشربون ماء الصنبور فقط يحصلون على 4000 من هذه الجزيئات سنويًّا.