قال رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم إن الظروف الاقليمية الدقيقة وما تتمخض عنه من استحقاقات سياسية وأمنية تتطلب من المجلس والحكومة ممارسة تتصف بالنضج، وعملاً يتسم بالمسؤولية، وأداءً يرقى الى مستوى التحديات.
وأشار إلى إن الأوضاع الماثلة ونذر التصعيد العسكري في المنطقة تحتم على أعضاء الحكومة والمجلس التصرف كرجال دولة مؤتمنين على مصالح البلاد.
وأكد الغانم في ختام أعمال دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الخامس عشر اننا كبرلمان وحكومة مطالبون بالاحتكام دوما الى لغة الأرقام والحقائق، ككشف حساب مفتوح وشفاف أمام الشعب الكويتي، الذي ينظر ويراقب ويتأمل من سلطتيه التنفيذية والتشريعية إنجازات يتلمسها على أرض الواقع .
وجاء في كلمة الغانم: «إننا نعيش في ظروف إقليمية دقيقة، حبلى بالاستحقاقات السياسية والأمنية، ونذر التصعيد العسكري ماثلة بالقرب، الأمر الذي يتطلب منا، حكومة ومجلسا، ممارسة تتصف بالنضج، وعملا يتسم بالمسؤولية، وأداء يرقى الى مستوى التحديات، وكما قلت العام الماضي، فان الأوضاع الماثلة أمامنا تحتم علينا التصرف كرجال دولة مؤتمنين على مصالح البلاد والعباد، وسياسيين متحملين لمسؤوليتهم الوطنية، وبرلمانيين يقيسون نجاحهم بجودة الإنجاز والمكتسبات، لا بكثرة الضجيج السياسي والتشاحن الفارغ. واننا كبرلمان وحكومة، مطالبون بالاحتكام دوما الى لغة الأرقام والحقائق ككشف حساب مفتوح وشفاف أمام الشعب الكويتي، الذي ينظر ويراقب ويتأمل من سلطتيه التنفيذية والتشريعية إنجازات يتلمسها على أرض الواقع. ومطالبون بترجمة الوعود التي صيغت على الورق، الى مكتسبات محسوسة، يشعر بها المواطن في كافة مناحي الحياة.
أقول هذا الكلام، وكلام سمو الأمير حفظه الله ورعاه في رمضان الماضي، لا يزال ملء السمع، حديثه الذي تضمن دعوات صريحة ومباشرة، لا مواربة فيها الى ضرورة التحلي باليقظة وتحمل المسؤولية وتقدير الظروف التي نمر بها. حديثه، الذي تضمن دعوة الى تغليب مصلحة الوطن والمواطن، على كل المصالح الضيقة الأخرى. حديثه الذي تضمن تحذيرا وتنبيها، من الاخطار الوجودية، التي تتربص بنا، وسط هذه المستجدات الإقليمية الملتهبة والمتسارعة.
وسأطرح هنا السؤال الذي رددته العام الماضي: كيف لنا كحكومة وبرلمان أن نترجم دعوات وتخوفات سمو الأمير وتحذيراته؟
إن المسؤوليةَ الملقاة على عاتقنا جسيمة، وقدرنا ان نكون في هذا المكان وفي هذا التوقيت، لنمارس قدراً عالياً من تحمل المسؤولية، ونتحلى بأقصى درجات النضج والحكمة، وتحمل المسؤولية هنا، تعني عملاً تشريعياً منظماً ومحترفاً وخطاباً سياسياً جامعاً وعاقلاً، وأداءً رقابياً راقياً وناضجاً، وتعاوناً برلمانياً متكافئاً ومثمراً، ومن دون تلك الوصفات الضرورية للإنجاز، سنظل نراوح في مكاننا، أو في أحسن الأحوال، ستكون حركتنا في غاية البطء.
والوقت هنا عامل مهم ونحن لا نملك ترف الانتظار والتكاسل، فالعالم من حولنا يمضي بسرعة ولا ينتظر أحداً.
قبل أن أختتم دور الانعقاد الجاري، أود أن أتقدم بالشكر الجزيل لكم أعضاء المجلس من النواب، وأعضاء المجلسِ من الوُزراء وعلى رَأْسِهِمْ سمو رئيس مجلس الوزراء، على ما قمتم به من عمل وجهد طوال دور الانعقاد، والذي توج بإقرار 22 قانوناً، مقارنة مع 12 قانوناً تم اقرارها في دور الانعقاد الثاني، وستة قوانين فقط في دور الانعقاد الأول.
كما لا يفوتني أن أشكر الأخ العزيز نائب الرئيس والإخوين امين السر والمراقب، والإخوة أعضاء مكتب المجلس في إعانتي على إدارة أعمال المجلس.
كما أتقدم بجزيل الشكر والامتنان لأمين عام مجلس الأمة، وكافة العاملين بالأمانة العامة، صغيرهم قبل كبيرهم، الذين يعملون بكامل جهدهم وطاقتهم .
والشكر موصول كذلك لحرس مجلس الأمة، قيادة وضباطا وضباط صف وأفرادا على العمل الدؤوب والتفاني في تأمين مرافق المجلس، مشيدا بحس المسؤولية العالي لديهم وانضباطهم.
كما لا يفوتني أن أشكر كافة وسائل الإِعلام المقروءة والمرئية والمسموعة على حسن متابعتها وتغطياتها لنشاطات وأعمال المجلس المختلفة من جلسات ولجان وفعاليات مختلفة».