رغم التنديد بالغارة الجوية التى استهدفت مركزًا لاحتجاز المهاجرين فى ليبيا، أمس الأول، وأسفرت عن مقتل 53 شخصا، وإصابة 130 آخرين، عرقلت الولايات المتحدة إصدار بيان عن مجلس الأمن يدين الضربة الجوية، ويدعو إلى وقف إطلاق النار فى ليبيا والعودة إلى طاولة الحوار.
عطلت الولايات المتحدة، أمس الأول، خلال جلسة طارئة مغلقة لمجلس الأمن الدولى، صدور بيان يدين الضربة الجوية التى استهدفت مركزا لإيواء المهاجرين فى ليبيا، وقال دبلوماسيون أمريكيون خلال الجلسة إنهم طلبوا الضوء الأخضر من واشنطن للموافقة على النص، وانتهت المحادثات دون الحصول على الموافقة، إذ يدعو مشروع البيان المتحاربين إلى «وقف التصعيد فورا والالتزام بوقف إطلاق النار»، وقالت المصادر إن بريطانيا قدمت مشروع بيان يدين الضربة الجوية، ويدعو إلى وقف إطلاق النار فى ليبيا والعودة إلى طاولة الحوار.
وصرح سفير بيرو لدى الأمم المتحدة، الذى تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، بأن النقاشات حول البيان لاتزال مستمرة، لكن دبلوماسيين فى المجلس قالوا إنهم لا يتوقعون أن تثمر.
وفى الوقت نفسه، قالت الأمم المتحدة إنها تلقت معلومات بأن حراسًا ليبيين أطلقوا النار على لاجئين ومهاجرين كانوا يحاولون الهرب من الهجوم الجوى الذى أصاب مركزا لاحتجاز المهاجرين، وذكر تقرير للأمم المتحدة عن الأوضاع الإنسانية أن المركز تلقى ضربتين جويتين، إحداهما أصابت ساحة سيارات خاوية والأخرى أصابت عنبرا كان يضم حوالى 120 لاجئا ومهاجرا، وقال التقرير: «وردت أنباء عن أن حراسا أطلقوا النار على بعض اللاجئين والمهاجرين أثناء محاولتهم الفرار بعد الهجوم الأول». ومعظم الضحايا أفارقة من الدول الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، كانوا يحاولون الوصول إلى أوروبا عن طريق ليبيا.
وفى الوقت نفسه، عاد مطار معيتيقة الدولى فى طرابلس لاستئناف الرحلات الجوية، بعدما تعرض لغارة شنها الجيش الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر، وأكد المتحدث باسم الجيش، اللواء أحمد المسمارى على صفحته على «فيسبوك»، أن القوات الجوية التابعة للجيش دمرت غرفة التحكم الرئيسة بالطائرات المسيرة داخل قاعدة معيتيقة الجوية، وتم وقف الملاحة الجوية بالمطار لعدة ساعات بسبب الضربة الجوية إلا أنه تم استئناف الرحلات مجددا أمس.