شخصتْ «العين» الكويتية في الساعات الماضية على الواقع الأمني في لبنان و«أمن السفارة» في بيروت، مع تَناقُل رسائل وتقارير وفيديوات على مواقع التواصل الاجتماعي حول مزاعم عن اشتباك وقع في نزلة السفارة الكويتية وأسفر عن قتيل وسط انتشار كثيف للجيش اللبناني على «دوار السفارة» وعن حواجز وإغلاق مداخل في أكثر من منطقة.
وطمأنتْ مصادر ديبلوماسية كويتية إلى «أن ما يتم تَداوُله عن حادث أمني قرب سفارتنا في بيروت هو مجرّد إطلاق نار حصل يوم الأربعاء من قبل الجيش اللبناني على سيارة كان يقودها شخص من التابعية السورية لم يمتثل لأوامر الحاجز العسكري في ما يُعرف بمنطقة السفارة الكويتية، وتالياً لم يكن ما جرى ينطوي على أيّ استهدافٍ لا للسفارة ولا لأيّ مصالح كويتية في لبنان».
ومعلوم أن «منطقة السفارة الكويتية» في بئر حسن حيث وقع إطلاق النار احتضنتْ لوقت طويل مقرّ السفارة في بيروت قبل أن ينتقل المقرّ الى منطقة الرملة البيضاء.
وما حصل الأربعاء أن سيارة «غراند شيروكي» يقودها شخص من التابعية السورية وصلتْ الى حاجز للجيش في «منطقة السفارة الكويتية» ولكنه لم يمتثل لأوامر الحاجز، فأطلق عناصره النار عليه، فأصيب في خاصرته وتم نقله إلى أحد مستشفيات المنطقة.
وتَرافقتْ الشائعات حول الحادث في محيط السفارة «القديمة» مع أخبار جرى تَداوُلُها عن قفْل الجيش اللبناني جميع مداخل الضاحية الجنوبية وتدقيقه في هوية المارين وعن انتشار كثيف للجيش والمخابرات على «دوار السفارة الكويتية» وعن حواجز تفتيش في مناطق عدة بينها قبرشمون والشويفات وخلدة (عاليه) وأخرى في مناطق من الشوف.
وأوحتْ هذه الأخبار بأن شيئاً ما يجري في بيروت ومناطق أخرى. إلا أن مصادر أمنية أكدت لـ «الراي» أن الوضع في لبنان طبيعي جداً والواقع الأمني مستقرّ كلياً وما يتم تناقُله يعود إلى إجراءاتٍ كان اتخّذها الجيش اللبناني يوم الأربعاء الماضي في إطار اليوم الأمني الذي نفّذه في كل لبنان.
وكان الأربعاء شهد انتشار وحدات من الجيش اللبناني على طول الطرق الرئيسية (جنوباً) بين صيدا وجزين وصيدا والزهراني وعند مداخلها، في موازاة إقامته حواجز في مختلف مناطق عكار، وأيضاً في منطقتيْ طرابلس والميناء حيث ترافق الانتشار مع تفتيش دقيق للسيارات وهوياّت المارة.
ونفّذ الجيش في «الأربعاء الأمني» انتشاراً وبقوة كبيرة في منطقة عاليه، خصوصا في المناطق التي شهدت توتراً الأحد الماضي من إعتصامات او قطع طرق. والمناطق هي: الشويفات – قبر شمون، عاليه، بعلشميه، صوفر، اضافة الى اقامة الحواجز في قبرشمون – البستاني، طريق عيناب شملان، بعلشمية صوفر، ولاقت هذه الخطوة ارتياحا لدى المواطنين في تلك المناطق.
وأقام الجيش في إطار الإجراءات عيْنها حواجز ثابتة ومتنقّلة على مداخل الضاحية الجنوبية، وبرج الليلكي، والمعمورة، والمريجة وطريق المطار. كما نفذ انتشاراً عسكرياً ومؤللاً عند كل المفاصل الرئيسية والمداخل في مدينة الهرمل (البقاع).
وكانت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية أفادت إن الجيش سيّر (الأربعاء) دوريات على امتداد المناطق الحدودية مع سورية للتأكد من قفل المعابر غير الشرعية.
وفي بيان أصدرتْه قيادة الجيش – مديرية التوجيه يوم الأربعاء عن حصيلة اليوم الأمني أنّه «نتيجة التدابير الأمنية في مختلف المناطق اللبنانية أوقفت وحدات الجيش 171 شخصاً من جنسيات عدّة للأسباب التالية: محاولة الفرار من عناصر الحاجز وصدم أحد العسكريين، حيازة أسلحة وممنوعات، وقيادة سيارات ودرّاجات نارية من دون أوراق قانونية. وشملت المضبوطات أسلحة حربية خفيفة، وكمية من المخدرات، بالإضافة إلى عدد من السيارات والدرّاجات النارية».
كما أفادت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني في اليوم نفسه عن «توقيف كل من المطلوب (خ.ن) بجرم أعمال خطف وسرقة، وهو من أبرز مهربي السوريين في المنطقة، والمطلوب (ع.ن) بجرم تجارة المخدرات، في مدينة الهرمل. وأوقفت عدداً من السوريين الداخلين خلسة إلى لبنان».