حسب خبراء التغذية، فإن بعض المواد الغذائية يمكن أن تنشّط أجزاءً في عقلك وأمعائك، تدفع للشعور بمزيد من الجوع، حيث يؤدي مشهد أو رائحة أو مذاق بعض الأطعمة، إلى حدوث استجابة الغذاء الرأسية، المتمثلة في عمليات الأمعاء المختلفة التي تعمل عندما يعتقد جسمك أنه يستعد لوجبة، وفي الوقت نفسه، فإن تناول القليل من بعض الأطعمة يولّد رغبة في الاستهلاك أكثر، من أجل تكرار أو الحفاظ على الأحاسيس التي يجربها عقلك عندما تأكلها.
والحقيقة هي أن تناول جزء صغير من أي شيء -خاصة إذا كنت على مقربة من وقت لتناول الطعام- قد يؤدي إلى إزعاج شهيتك وليس التخلص منها. وحسب الخبراء، فإن هناك أطعمة تحمس الرغبة للمزيد أكثر من غيرها، وتعتبر رقائق البطاطس نموذجًا أوليًّا من الكربوهيدرات المعالجة، وكذلك الخبز الأبيض أو القمح المكرر والمقرمشات وغيرها من الأطعمة الخفيفة التي تعتمد على الحبوب، وكذلك الفاكهة سريعة الهضم مثل الموز، فعندما تبتلع الكربوهيدرات المكررة ترتفع مستويات السكر في الدم، فترتفع كمية الأنسولين للتعامل وتخزين الطاقة لوقت الحاجة، فيطلب المزيد والمزيد بإعلان الجوع وإطلاق استجاباته في جسمك.
كذلك فإن السكر -سواء كان في صورة العسل العضوي أو السكر الأبيض- ينشط مسارات شهيتك ودماغك بطريقة مختلفة عن مصادر الطاقة الأخرى، حسب ما توصلت إليه الأبحاث، حيث تميل المنطقة المسؤولة في المخ إلى الخمول بعد تناولك الطعام، ولكن عندما تبتلع الحلويات مثلًا، فإن تلك المناطق تظل نشطة، وباختصار يخبر عقلك جسمك بهذه الطريقة أنك لست ممتلئًا ولديك الرغبة في تناول مزيد من الطعام للشعور بالرضا.
كما وجدت دراسات متعددة، أن مقدار الوقت والمضغ الذي يتطلّبه تناول الطعام يؤثر على مدى شعورك بعد ذلك، وقد وجدت إحدى هذه الدراسات، أن الكثير من المضغ يؤثر في مستويات هرمون الجريلين أو ما يطلق عليه هرمون الجوع، ولعل كوب من اللبن الزبادي يحظى بهذه القدرة بشكل كبير، بينما تميل الأصناف قليلة الدسم إلى أن تكون معبأة بالسكر والكربوهيدرات المصنعة الأخرى، مما يعزز الجوع لجميع الأسباب المذكورة، والقاعدة التي يشير إليها الخبراء تقول، إنه كلما تمكّنت من ابتلاع شيء بسرعة أكبر، زاد احتمال تناول المزيد منه.
وبالنسبة للمُحلّيات ذات السعرات الحرارية الصفرية، فقد وجدت دراسة أنه عندما تضرب المحليات الصناعية لسانك، تضيء مراكز المكافأة في دماغك، وتشير إلى أمعائك لتوقع وصول بعض الطاقة في المستقبل القريب جدًّا، وعندما لا تظهر تلك السعرات الحرارية، فإن عقلك يحاول ضبط هذا الخلل، من خلال دفعك إلى استهلاك مزيد من الطعام، وبهذه الطريقة قد تؤدي المُحلّيات الخالية من السعرات الحرارية، مثل تلك الموجودة في صودا الدايت إلى زيادة الجوع.