مع استمرار مناقشة الأوضاع التنظيمية لمشروبات الطاقة في عدد من الدول، يتساءل عدد متزايد من المستهلكين والمدافعين عن الصحة العامة: لماذا وكيف أصبح منتج محمل بالكافيين ومنشطات أخرى شائعًا بين الشباب؟ وهنا يجيب الخبراء بأن الأمر يتعلق بمزيج من عدم التنظيم مع استخدام الكافيين كمحسن للأداء الرياضي بين البالغين، وقبل كل ذلك عدم اليقين العلمي والتضارب حول بعض النتائج، بالإضافة إلى الإعلان الذكي!
وعلى سبيل المثال يقول الخبراء إن الوكالات الحكومية الأمريكية كإدارة الغذاء والدواء كافحت تاريخيًّا لتنظيم المشروبات التي تحتوي على الكافيين الإضافي، وعلى الرغم من أنها تقدم بعض الإرشادات فإنها تسمح لمصنعي المنتجات السائلة بتحديد ما إذا كانت ستقوم بتسويق منتجاتها كمكملات غذائية أو كأغذية ومشروبات تقليدية تحمل متطلبات تنظيمية مختلفة، وجميع صانعي مشروبات الطاقة الآن يسوقون معظم منتجاتهم كغذاء.
وقد لاحظ باحثون من كلية طب جونز هوبكنز، في مراجعة نشرت في مجلة إدمان المخدرات والكحول، أن عدم الاتساق يرجع جزئيًّا إلى علاقة الحب الطويلة مع المشروبات التي المحتوية بشكل طبيعي على الكافيين بما في ذلك القهوة والشاي، وفي عام 1980 وعلى أثر المخاوف الصحية، اقترحت إدارة الغذاء والدواء القضاء على الكافيين من المشروبات الغازية، ومع ذلك ادعى المصنعون أن الكافيين كان كمحسن للنكهات فقط، فوافقت الإدارة على مادة الكافيين، لكنها حصرت الحد الأقصى للمحتوى من المشروبات الغازية من نوع الكولا إلى 0.02 في المائة، أو ما يقرب من 71 مليجرامًا لكل 12 أونصة.
وعندما ظهرت مشروبات الطاقة لأول مرة في السوق الأمريكية في أواخر التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن العشرين، ادعت بعض الشركات المصنعة أن المنتجات ليست أدوية ولا أطعمة تقليدية بل مكملات غذائية؛ حيث تتطلب الأدوية التي تحتوي على الكافيين علامات تحذير، لكن المكملات الغذائية لا تتطلب ذلك، وهو تناقض ملفت للنظر، ففي الولايات المتحدة يجب أن يشتمل الدواء المنبه دون وصفة طبية والذي يحتوي على 100 ملج من الكافيين لكل قرص على التحذيرات، بينما يمكن تسويق مشروب الطاقة الذي يحتوي على 500 ملج دون وجود مثل هذه التحذيرات أو معلومات عن كمية جرعة الكافيين في المنتج.
وفي وقت مبكر من العام 2009 بدأت المنظمات الرياضية والطبية بإصدار بيانات لا تُشجع الشباب على استهلاك مشروبات الطاقة، في العام 2011 خلصت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال إلى أن مشروبات الطاقة ليست مناسبة للأطفال والمراهقين، ويجب ألا يتم استهلاكها أبدًا، ولكن الإعلانات التي تستهدف الشباب ساهمت في حدوث فوضى، وفي العام 2013، وصلت الأسئلة المتعلقة بالسلامة والتسويق إلى القمة في الكونجرس الأمريكي، وبدأ ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ تحقيقًا في الممارسات التسويقية لشركات مشروبات الطاقة، ووجدوا أن المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا هم أهداف متكررة لتسويق مشروبات الطاقة، وذكروا في تقريرهم أن هؤلاء معرضون للخطر؛ بسبب الآثار الضارة لاستهلاك مشروب الطاقة، كما أشار التقرير إلى مجموعة من المطالبات التي لم يتم تقييمها أو إثباتها، مثل تسويق إحدى الشركات لمشروباتها على أنها تساعد على تنشيط الجسم وترطيبه، بينما وعدت إعلانات شركة أخرى بزيادة التركيز وسرعة رد الفعل!