سيخضع التابوت المذهَّب للملك توت عنخ آمون، لعملية ترميم تستغرق نحو ثمانية أشهر، بعد نقله لأول مرة خارج مقبرته في وادي الملوك بالأقصر، وقال وزير الآثار المصري خالد العناني: إن الوزارة نقلت التابوت من المقبرة إلى مركز الترميم بالمتحف المصري الجديد القريب من أهرامات الجيزة، حيث أجريت له تدعيمات أولية.
وفيما تمَّ عرض التابوت داخل كبسولة معقمة، فقد قال العناني (بحسب وكالة رويترز): إنَّه عند اكتشاف عالم الآثار، هوارد كارتر، مقبرة توت عنخ آمون في نوفمبر 1922، كانت مومياء الملك داخل ثلاثة توابيت، حيث كان التابوت الداخلي مصنوعًا من الذهب الخالص، ويزن 110 كيلوجرامات، بينما التابوت الأوسط من الخشب المذهب- تم نقلهما منذ زمن إلى المتحف المصري بالتحرير- وظل التابوت الثالث الخارجي في مكانه بالمقبرة منذ 97 عامًا.
وأشار إلى أنَّ التابوت الثالث الخارجي كان في حالة سيئة لعدم خضوعه لأي نوع من الترميم منذ اكتشافه، وهو ما استدعى نقله إلى مركز الترميم الحديث المقام بالمتحف المصري الكبير، وقال العناني: «نتوقع ثمانية أشهر من العمل على الأقل حتى ننقذ التابوت، خاصة قاعدته، طبقات الجص التي سقطت، الطبقات المذهبة التي سقطت، الشروخ الموجودة في التابوت».
وأضاف: «بعد الانتهاء من الترميم سيكون التابوت معدًّا للعرض في المتحف المصري الكبير مع التابوتين الآخرين وباقي مجموعة توت عنخ آمون التي تزيد على خمسة آلاف قطعة»، وتتوقع مصر افتتاح المتحف المصري الكبير نهاية عام 2020 والذي سيضمّ أكبر وأهم القطع المكتشفة للحضارة المصرية القديمة مع الإبقاء على المتحف المصري بالتحرير الذي شيد قبل نحو 116 عامًا.
وتوت عنخ أمون أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشرة في تاريخ مصر القديم، وكان فرعون مصر من 1334 إلى 1325 ق.م. في عصر الدولة الحديثة. ويعدّ من أشهر الفراعنة لأسباب لا تتعلق بإنجازات حقّقها أو حروب انتصر فيها كما هو الحال مع الكثير من الفراعنة؛ وإنما لأسباب أخرى تعدّ مهمة من الناحية التاريخية.
ويتصدر أسباب الأهمية التى يحظى بها اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون أي تلف، واللغز الذي أحاط بظروف وفاته إذ اعتبر الكثير وفاة فرعون في سن مبكرة جدًا أمرًا غير طبيعي، وخاصة مع وجود آثار لكسور في عظمي الفخذ والجمجمة، وزواج وزيره من أرملته من بعد وفاته وتنصيب نفسه فرعونًا.
كل هذه الأحداث الغامضة، والاستعمال الكثيف لأسطورة «لعنة الفراعنة»، المرتبطة بمقبرة توت عنخ أمون التي استخدمت في الأفلام وألعاب الفيديو جعلته من أشهر الفراعنة لألغاز وأسئلة لا تزال بلا جواب، اعتبرها البعض من أقدم الاغتيالات في تاريخ الإنسانية، وتوفي توت عنخ أمون صغير السن ودفن في مقبرته –رقم 62 – في وادي الملوك.
كان توت عنخ أمون بعمر التاسعة عندما أصبح فرعون مصر، وعاش توت عنخ آمون في فترة انتقالية في تاريخ مصر القديمة وتم اكتشاف قبره عام 1922 في وادي الملوك من قبل عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، وأحدث هذا الاكتشاف ضجة إعلامية واسعة النطاق في العالم.
وقد أعلن المجلس الأعلى للآثار المصرية في شهر أبريل عام 2010 أنه بناء على اختبارات الحمض النووي المعروف (DNA) تبيَّن أنَّ توت عنخ آمون هو ابن الملك أخناتون.