كويت تايمز 
حضر ألوف حفلا موسيقيا مجانيا في بيروت نُظم للتضامن مع فرقة مشروع ليلى اللبنانية، التي تم إلغاء حفل غنائي لها كان مقررا في نفس اليوم.
وضجت مقاهي بيروت وبعض شوارعها ليل الجمعة بأغنيات فرقة «مشروع ليلى» في وقت كان من المقرر أن تحيي فيه الفرقة حفلا ضمن مهرجانات بيبلوس الدولية اللبنانية لكن تم إلغاؤه تحت ضغوط دينية من الكنيسة.
وأحيا ناشطون موسيقيون الحفل البديل لمشروع ليلى حيث أقيم مهرجان حمل عنوان «صوت الموسيقى أعلى» على مسرح «ذا بالاس» في شارع الحمرا في بيروت فيما خصصت المقاهي المحيطة في المدينة ليلها لأغنيات الفرقة.
وحمل الحفل البديل شعار «للوطن» بتنظيم من مركز الدفاع عن الحريات «سكايز» ومشاركة ناشطين وفنانين وصحفيين.
وكانت مهرجانات بيبلوس قد ألغت حفلا للفرقة وذلك «منعا لإراقة الدماء» حسبما جاء في بيانها بعد احتجاجات من زعماء كنيسة اتهموا الفرقة بالتجديف.
وأمام جمهور فاق ثلاثة آلاف شخص، حسب المنظمين، ردد هتاف «القمع مش مشروع» تمت قراءة رسالة وجهها أعضاء فرقة مشروع ليلى إلى الحضور نظرا لوجود الفرقة خارج لبنان.
وعبّرت واحدة من مؤيدي مشروع ليلى، هي الصحافية ماري جوزي القزي، عن قلقها مما جرى، قائلة «حرية التعبير بلبنان صارت شيء عن جد مقلق، كل حدا عم يحكي على وسائل التواصل الاجتماعي عم يتحقق معه، عم بيصير فيه إجراءات قضائية بحقه، وأنا كمواطنة يعني أكيد بتمسني إنه حدا يتوقف بهيدي الطريقة أو تنمنع غنية أو تنمنع فرقة موسيقية من الغنا».
وذكرت الفرقة اللبنانية، التي يجاهر أحد أعضائها بمثليته الجنسية والتي تقدم عروضا في مدن كبرى بجميع أنحاء العالم، أنها هدف لحملة تشهير في لبنان بهدف النيل من حرية التعبير.
وقال عازف البيانو فلاديمير كيروميليان الذي شارك بالحفل إن مشاركته هي لإيصال رسالة رافضة للرقابة على الأعمال الفنية.
وأضاف متسائلا «لماذا أشارك؟. لأن حتى أنا أشعر إنه فيني أكون هدفا في يوم ما إذا شيء نهار جيت قررت أعمل موضوع ع بالي أعبر عنه، بفضل ما يكون عندي ذات التحول اللي طلعلهن لمشروع على الحفل تبعهن».
وقال الموسيقي وعازف العود زياد سحاب إن هذا هو المكان الطبيعي لأي موسيقي يتحسس الخطر من هيمنة المؤسسات الدينية على الأعمال الفنية.
وأضاف «هدا المكان الطبيعي باعتبر لأي موسيقي أو فنان بالمطلق، عايش بهيدا البلد ومتحسس الخطر الكتير كبير من موضوع إذا بدك هيمنة المؤسسات الدينية على الأعمال الفنية».
وعلى مدار العقد الماضي أثارت أغاني «مشروع ليلى» جدلا في المنطقة من خلال كلمات تتناول الاضطهاد والطبقية والطائفية ورهاب المثلية والمساواة بين الجنسين.
واعتبر جان قصير، أحد منظمي الحفل، أن ما حدث مع «مشروع ليلى» شكل إهانة لكثيرين، وقال «اعتقد اللي صار مع مشروع ليلى كان فظيع وكان مهين بالنسبة لكثير قسم منا، من ناحية من ورا الحملة التضليل يا اللي صارت وحملة الكراهية يا اللي صارت ضدهم، بس كمان من ورا الدولة كيف تعاطت مع هيدا الملف، وما أمنت الحماية الكافية، كرما لهيدي الحفلة تقوم بنفس الليلة، فبالنسبة لنا كان بديهة إنه حفلة انلغت، بدنا نعمل حفلة مضادة أو حفلة بديلة، وهيدي الحفلة بدها تضم أوسع عدد من الفنانين ليفرجوا عن تضامنهن مع مشروع ليلى، أكيد، بس كمان مع حرية التعبير بلبنان بشكل عام».
وأضاف «اليوم ما برأينا راح يصير أي شيء، القوة الأمنية موجودة، وعم تحمي المكان، وكمان فيه تدابير أمنية أخرى نحنا قمنا فيها، إذا صار ما صار، بس فعلاً ما بنتوقع إنه يكون فيه أي شيء من هيدا النوع، وفعلاً هيدي الحفلة ما انها حفلة استفزازية، هيدي حفلة للكل».
وعبرت فرقة مشروع ليلى في رسالتها عن رفضها لتحويل المجتمع اللبناني إلى مجتمع «الظلامية».
وقالت في الرسالة، التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، «…قلوبنا (ترفرف) من كمية الدعم التي تصلنا حتى من ناس ما بيحبو شغلنا لكنهم رفضوا رؤية مجتمعنا يسير إلى الظلامية».
وأضافت ماري جوزي القزي «هيدا أكبر دليل اليوم إنه ما رح نقبل بالقمع، إنه ما بيقدروا يسكتونا، ويقرروا عنا شو بدنا نسمع أغاني، وكيف بدنا ننبسط وكيف بدنا نرقص».
وأهدت فرقة مشروع ليلى الحفل قطعة موسيقية مصورة كان من المقرر عرضها قبيل حفلة بيبلوس وتحمل عنوان «راديو رومانس».
وقدمت على المسرح أغنية «الجن» والتي سبق وأن اعترضت عليها السلطات الدينية المسيحية في لبنان لأنها تسيء للقيم الدينية.
وألقت منظمة العفو الدولية باللوم على السلطات اللبنانية الأسبوع الماضي لفشلها في حماية الموسيقيين ووصفت الإلغاء بأنه «مؤشر ينذر بالخطر» لتراجع حرية التعبير في لبنان.
