عندما يتعلق الأمر بزيادة الوزن أثناء الحمل، هناك جدل مستمر بين الخبراء حول النسبة الأمثل لهذه الزيادة، والحدود التي يمكن اعتبارها صحية أو غير صحية، في وقت تقول فيه الإرشادات الحالية الأمريكية، إن زيادة الوزن بالنسبة للنساء يجب أن لا تتخطى 40 رطلًا، استنادًا إلى مؤشر كتلة الجسم قبل الحمل، ولكن هناك تباين كبير في زيادة الوزن بين النساء، بالإضافة إلى الحديث عن التأثير الذي يمكن أن يحدثه ضغط الوزن على الصحة العقلية للمرأة.
وحسب الخبراء من المعروف منذ بعض الوقت أن زيادة الوزن أثناء الحمل ترتبط عمومًا بحجم الطفل، وغالبًا ما تشير إرشادات الصحة العامة إلى الصلة بين زيادة الوزن التي تقع خارج المبادئ التوجيهية الموصى بها، وفرصة إنجاب طفل صغير أو كبير بالنسبة لعمر الحمل، ويمكن أن يرتبط إنجاب طفل يندرج في هذه الفئات ببعض النتائج، مثل الطفل الذي يعاني من صعوبة في التنفس أو تنظيم نسبة السكر في الدم، ولكن دراسة أجريت عام 2000، وتتبعت أكثر من 1000 طفل حتى سن البلوغ، أفادت أنه على الرغم من أن التحصيل الدراسي لدى هؤلاء أقل من البالغين الذين كانوا طبيعيين بالنسبة لحجمهم عند الولادة، إلا أنه لم تكن هناك عواقب اجتماعية أو عاطفية طويلة الأجل.
وتؤكد دراسة نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، أن الغالبية العظمى من النساء يكسبن أكثر من الموصى به من زيادة في الوزن أثناء الحمل، وقد أجرى الباحثون تحليلًا لدراسات تضمّنت بيانات من 1.3 مليون حالة حمل، واكتشفوا أن 47 في المئة من النساء اكتسبن وزنًا أكبر من الموصي به، بينما 23 في المئة كن أقل من ما ينصح به، كما ارتبطت زيادة الوزن باحتمال وجود رضيع أكبر أو أصغر من المعدل الطبيعي.
وبشكل عامّ، تكون مخاطر الولادة منخفضة، على الرغم من أن الدراسة تشير إلى أنها يمكن أن تؤثر على عدد كبير من الولادات، نظرًا لأن زيادة الوزن كانت مرتبطة بفرصة أكبر لإجراء عملية جراحية، ومع ذلك فإن الدراسة لا تثبت أن زيادة وزن الأم، سواء كانت كبيرة جدًّا أو قليلة جدًّا، هي السبب في النتائج المرتبطة، وعلى الرغم من أن الدراسة أظهرت أن 70 في المئة من النساء لا يكتسبن وزنًا ضمن النطاق الموصى به، إلا أن الباحثين يرون أن على الأطباء -وليس النساء- إيلاء اهتمام أكبر بذلك، فالفشل هنا يعني فشل الطبيب في متابعة الحالة وليس فشل المرأة الحامل.