مع الانتشار الكبير والمتواصل للأجهزة الإلكترونية، بات من الصعب منع الجيل الجديد من الدخول إلى عالم التقنيات والتطورات، من بوابة جهاز الهاتف الخاص بهم، والذي بات ضرورة لا غنى عنها، مع تزايد الأعباء الحياتية والمعيشية، واضطرار الأبوين للبقاء خارج المنزل لأوقات طويلة نسبياً كل يوم في أماكن العمل.
إلا أن الحصول على جهاز ذكي خاص به في عمر صغير، قد يحمل في طيّاته العديد من السلبيات، فهو سيف ذو حدين، يفرض على الأبوين أو أحدهما على الأقل، التفتيش على الطرق الأنسب التي تجعلهما يراقبان ما يقوم به فلذة كبدهما على الهاتف، وتحديد التطبيقات المناسبة له، خصوصاً في ظل العدد الكبير، والنمو المتواصل لأعدادها مع التطور والتغير الذي يشهده العالم على الصعيد التكنولوجي يوماً بعد يوم.
التحدي الكبير يأتي في ظل وقوع الأهل اليوم في مأزق إن صح التعبير، فالعديد منهم قد يحبّذون عدم حصول أطفالهم على هواتف ذكية قد تخلعهم عن عيش حياتهم بعفوية وممارسة الألعاب على أرض الواقع وما أكثرها، إلا أنهم في الوقت نفسه يجب عليهم الاعتراف أنه من غير الصحي إن صح القول، حرمان أطفالهم من معايشة التطور الكبير الذي يطرأ على الحياة في كل ثانية، وملاحقة التطورات التي تجعلهم يتعرفون على ما يجري حولهم في العالم ولو بكبسة زر واحدة.
ومن هنا انتبهت العديد من شركات إلى تطوير البرامج إلى هذا الامر، حتى بات الأهل قادرين على التحكم وإدارة أجهزة أطفالهم ولو عن بعد عشرات الكيلومترات بكبسة زر واحدة، وبدون خوف من تلقيهم أي محتويات ضارة بأعمارهم، وبدون حرمانهم في الوقت نفسه من مواكبة التقنيات الحديثة واستخدامها بما يتناسب وحياتهم العمرية.
في الوقت نفسه، تأتي إتاحة الفرصة للأهل للتحكم بأجهزة أطفالهم، في ظل الإدمان الذي قد يقع هؤلاء به، بحكم عجزهم عن التحكم بإرادتهم بما يتعلق بهذا الأمر بترك الهاتف أو استعماله لفترة زمنية محددة كل يوم، والتنبه لأداء الواجبات الدراسية، ولعدم تمكنهم خصوصاً في عمر صغير من تحديد التطبيقات المناسبة لهم من عدمها، ومن هنا تأتي أهمية السماح للأهل بالولوج إلى عالم أبنائهم الذكي بما يحميهم من استخدام أي تطبيقات تؤثر سلباً على دراستهم وممارسة حياتهم بشكلها الطبيعي ولو بالحد الادنى.
تحديد الموقع
في ظل اضطرار الأب والأم للغياب عن المنزل لفترات طويلة، تأتي العديد من البرامج لمساعدتهما على تحديد موقع الطفل عند الغياب عنه، وهنا يمكن للأهل تحديد بعض الأماكن التي ينبغي للطفل أن يتواجد بها، مثل غرفة الجلوس أو النوم أو المطبخ، على أن يتلقى من يتولى إدارة جهاز الطفل، إنذار أو رسالة في حال ابتعاد الطفل عن تلك الأماكن، واقترابه من بعض الأماكن الخطرة عليه، مثل الوقوف على حائط، أو بالقرب من فرن الغاز في المنزل، ما يساعدهم على الاتصال والتنبيه من عدم الدخول إلى تلك الأماكن مجدداً.
وتعمل هذه الطريقة عن طريق تحديد مسار خاص عن طريق «GPS» للجهاز المرتبط بالإنترنت، يسمح للأب والأم بإنشاء طريق خاص بالأطفال، وتحديد الأماكن الثلاثة على سبيل المثال التي يريدان أن يبقى ابنهما فيها، وإرسال إخطار في حال تواجده بمكان غيرها.
إدارة الوقت
يمكن للأهل عن طريق بعض البرامج، الحصول على نبذة أسبوعية عن نشاط أولادهم على جهاز الهاتف الخاص بهم، ما يتيح لهم معرفة التطبيقات الأكثر شهرة لديهم، والتعرف على التطبيقات التي تحتوي مواد خطيرة أو غير ملائمة لأعمارهم، بما يتيح لهم الفرصة للتحاور بين الأهل والأولاد، وتنبيههم بضرورة الابتعاد عن تلك التطبيقات التي تلحق ضرراً وتترك آثاراً سلبية عليهم سواء على صعيد الدراسة أو اللعب بعيداً عن الأجهزة الذكية أو غيرها.
كما يمكن للأهل أن يقوموا بتثبيت تطبيق خاص يتيح لهم تحديد الوقت الذي يسمحون من خلاله لأبنائهم بممارسة اللعب أو استخدام التطبيق، من خلال الدخول إلى الخصائص، والضغط على تحديد الوقت واختيار المدة التي يرونها مناسبة، وسط نصائح العديد من الخبراء بألا تتجاوز الساعة يومياً، بما يحمي ذوي الأعمار الصغيرة من الوقوع في شرك الإدمان الإلكتروني.
منع الخطر والاختراقات
يمكن للأهل من خلال التحكم بالأجهزة أيضاً، التعرف على التطبيقات التي تحتوي على مواد غير مناسبة أو تحتوي على مشاهد العنف، على أن يقوموا بتحديد هذه المواد وحظرها أو منعها من المرور خلال استعمال الجهاز من قبل الأطفال، وهو ما يحمي هؤلاء من خلال الوقوع في خطر تقليدها، والتعرض لإصابة معينة.
في الوقت نفسه، يمكن للوالدين ومن خلال مثل هذه التطبيقات، منع تعرض الإلكترونيين الصغار إلى خطر السرقات والاختراق، عبر تنزيل برامج الحماية التي ترفض أي رسالة يشتبه بمضمونها، ويحمي المستخدمين من التعرض للسرقة والاضطرار إلى دفع الأموال من أجل عودة تشغيل الأجهزة على سبيل المثال.
أفضل 5 تطبيقات
«secure teen parental control»
وهو يعد من أفضل 5 تطبيقات للتحكم في هاتف الطفل، بحيث يساعد الآباء في حظر بعض المحتويات غير المرغوب فيها، مع إيقاف بعض البرامج والتطبيقات، ومراقبة المكالمات والرسائل كافة التي يقوم بها الأطفال، مع تعريف الآباء الجدول الزمني الذي تم استغراقه في التصفح على الإنترنت.
«qustodio parental control»
ويقدم العديد من المميزات الرائعة التي تتوفر في أفضل 5 تطبيقات للتحكم في هاتف الطفل، ومنها تصفية المحتويات التي يقوم الطفل بالتعرض لها، من أجل ضمان ما يتعرض له للابتعاد عن المحتوى غير المرغوب فيه، ومراقبة الأنشطة الخاصة بالأطفال والوقت المستخدم في استخدام التطبيق، كما يتيح للآباء الفترة التي يتم فيها تأمين الجهاز، ومراقبة المكالمات والرسائل التي يقوم بها الطفل، مع إمكانية تنبيه الأبناء في حالة تعرض الأطفال لأي حالة من الطوارئ للتدخل بشكل سريع.
«kids zone parental controls»
ويوفر الاستخدام الآمن للهاتف الذكي، من خلال تثبيته على الهاتف الذكي بمختلف أنظمة تشغيلها سواء الأندرويد أو الأيفون، لإنشاء ملف تعريف خاص بالوظائف التي يرغب الآباء أن يعرضوا الأبناء عليها لإعطاء الهاتف للطفل وهو آمن من الملفات الضارة، كما يساعد في تحليل التطبيقات التي يتعرض لها الأطفال من أجل اختيار أفضلها ومنع أي محاولة للمشتريات الخاصة بالتطبيقات، وحظر الرسائل والمكالمات في أوقات خاصة.
«kaspersky safekids- kids mode»
ويساعد في حماية الهواتف من الفيروسات والملفات الضارة التي يمكن أن تخترق الهواتف من خلال الأطفال، بحيث يتيح للآباء تحديد التطبيقات الآمنة للأطفال للدخول عليها، منعاً للتعرض لمراقبة الهواتف من خلالها، مع إتاحة الفرصة لمراقبة الاتصالات والأنشطة التي يقوم بها الأطفال على الهواتف.
«mmguardian parent app»
ويتيح للآباء مراقبة شبكة الإنترنت بوجه عام من حيث التصفح والمحادثات وتحديد موقع الأبناء على الخريطة، مع معرفة أوقات التصفح والسجلات الخاصة بالتطبيقات، بما يتيح تصفية المحتويات كافة، وتعيين حدود زمنية لقفل الهاتف لتحديد موعد النوم لأبنائهم وتنظيم جدول بالمواقع الخاصة بهم والتحكم في اتصالاتهم أيضاً.
مليون مستخدم جديد يومياً
كشفت إحصائية قدمتها خدمة «Hootsuite»، بالتعاون مع «We Are Socia»، في العديد من الأمور المهمة التي ربما تكون غائبة عن سلم اهتمام المتابعين لأحدث التقنيات والتطورات والتكنولوجيا.
وتشمل أبرز الأرقام في الإحصائية:
● دخول مليون مستخدم جديد إلى عالم الإنترنت يومياً
● 15 شخصاً يبدأون كل ثانية باستخدام الشبكات الاجتماعية
● 7 أشخاص حول العالم يباشرون استخدام الهواتف المحمولة كل ثانية
● بين كل 7 أشخاص يحملون هاتفاً للمرة الأولى، هناك 6 يشترونه «ذكياً».
● 2.7 مليار عدد مستخدمي الشبكات الاجتماعية حول العالم
● 4.9 مليار عدد مستخدمي الهواتف المحمولة في جميع الدول
● 147 مليون عميل للإنترنت في الشرق الأوسط
● 93 مليون مستخدم نشط لشبكات التواصل الاجتماعي في المنطقة
● 313 مليون شخص لديهم هواتف محمولة في المنطقة… يعادلون 127 في المئة من عدد سكانها
● 15 في المئة معدل النمو السنوي وبحو 19 مليوناً لعدد مستخدمي الإنترنت بالشرق الأوسط
● 30 مليون مستخدم جديد في المنطقة لشبكات التواصل الاجتماعي في المنطقة سنوياً
● 15 مليون مشترك جديد سنوياً بالهواتف المحملة في الشرق الأوسط
● الإمارات صاحبة أعلى نسبة انتشار للإنترنت بين السكان بـ99 في المئة
● أعلى متوسط لسرعة الإنترنت في كوريا الجنوبية 26.3 ميغابت في الثانية
● المتوسط العالمي لسرعة الإنترنت هو 6.3 ميغابت في الثانية
أرقام استثنائية
تشهد الدقيقة الواحدة على شبكة الإنترنت، تسجيل العديد من الأرقام الاستثنائية، وأبرزها:
3.7
مليون عملية بحث على «غوغل».
18
مليون رسالة نصية.
4.3
مليون مشاهدة فيديو على يوتيوب.
973
ألف تسجيل دخول على «فيسبوك»
375
ألف عملية تنزيل تطبيقات
( غوغل بلاي وأبل ستور).
174
ألف تصفح على «إنستغرام».
481
ألف تغريدة.
187
مليون بريد الكتروني.
38
مليون رسالة واتساب.
862
مليون دولار تسوق عبر الإنترنت.
266
ساعة مشاهدة على خدمة «نتفليكس».
675 ألف دولار
خسائر الهجمات الإلكترونية
كشفت «كاسبرسكي» الشركة المتخصصة في أمن الحواسيب، عن نتائج دراسة مسحية لاقتصاديات تقنية المعلومات، بالتعاون مع شركة «بي تو بي إنترناشونال» للأبحاث، موضحة أن خسائر الشركات التي لديها مركز داخلي لعمليات الأمن الرقمي تقدِّر، الناجمة عن الهجمات الإلكترونية بنحو 675 ألف دولار، أي أقلّ من نصف متوسط تكلفة التأثير الذي تُحدثه هذه الهجمات في جميع المؤسسات والبالغ 1.41 مليون دولار.
وأفادت أن التغييرات التي تتيح للشركات تقليل خسائرها، تشمل توظيف مسؤول لحماية البيانات، إذ أفادت 34 في المئة منها التي لديها مسؤول مختص بحماية البيانات بأنه لم ينجم خسائر مع تعرضها لحادث إلكتروني.
106 آلاف دولار تتكبدها شركات
بـ 500 شخص مع «الأمن القومي»
يمكن للشركات العمل من أجل الحدّ من التأثير المالي لحوادث الاختراق الإلكتروني، من خلال إنشاء مراكز داخلية لعمليات الأمن الرقمي، تكون مسؤولة عن المراقبة المستمرة للحوادث الأمنية وتنفيذ الاستجابة المطلوبة لها.
ويحقق إنشاء مثل هذه المراكز توفيراً للمنشآت الأكبر حجماً من فئة الشركات الصغيرة والمتوسطة، والتي يزيد عدد موظفيها على 500 موظف، إذ يؤدي اختراق البيانات في هذه الشركات إلى خسائر تُقدّر في المتوسط بنحو 106 آلاف دولار، مقارنة بنحو 129 ألف دولار للمتوسط في الشركات من الحجم نفسه التي ليس لديها مثل هذه المراكز.
1.41 مليون دولار
تكلفة اختراق البيانات
تزداد سنوياً التكاليف التي تتحملها الشركات جرّاء حوادث اختراق البيانات، ففي العام 2019 ارتفع متوسط هذه التكلفة إلى 1.41 مليون دولار، من 1.23 مليون دولار في العام 2018، وفق ما أظهر التقرير الذي صدر عن دراسة «كاسبرسكي»، وحمل عنوان «اقتصاديات أمن تقنية المعلومات 2019: كيف تخسر الشركات الأموال وتوفر في التكاليف في خِضمّ الهجمات الإلكترونية».
وغدت الشركات الكبيرة تزيد استثماراتها في مجال الأمن الإلكتروني في استجابة مع هذا الارتفاع، إذ بلغ متوسط موازنات أمن تقنية المعلومات في الشركات هذا العام 18.9 مليون دولار، مقارنة بمتوسط قدره 8.9 مليون دولار في 2018.