أسدلت محكمة جنح قسم الجيزة، الستار على قضية الإعلامية ريهام سعيد المعروفة إعلاميا بإهانة مرضى البدانة، وقضت ببراءتها من الاتهامات المنسوبة إليها بالسخرية من طائفة من الشعب المصري، ورفضت المحكمة الشقين المدني والجنائي لرفع الدعوى من غير ذي صفة، ووضعت ريهام تعليقا قصيرا على الحكم واستشهدت بآية قرآنية تقول: ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
وتقدم فريق الدفاع عن ريهام سعيد بمذكرة طلب فيها عدم قبول الدعوى الجنائية لانعدام ركني الصفة والمصلحة التي تتطلبهما الدعوى المدنية، وانتفاء الركن المادي لعدم تحديد أي شخص بالعبارات التي وردت في الحلقة، كما دفع بحسن نية الإعلامية وانتفاء القصد الجنائي، ووجود سبب للإباحة وهو حق النقد المتوافر لوسائل الإعلام، بالإضافة إلى كيدية الاتهام لأن المحامي مقيم الدعوى هو محامي “فتاة المول”، التي كانت بينها وبين الإعلامية ريهام سعيد خصومة قضائية سابقة.
وقال مقيم الدعوى إن الإعلامية ريهام سعيد، سخرت من مرضى السمنة، وقالت عنهم إنهم ميتين، وعالة على أسرهم والمجتمع، وزعمت: “المرأة التخينة تشوه المنظر ورائحتها كريهة، وتحتوي على سموم في تعميم غريب عن جميع مرضى السمنة، ما أهان عددا كبيرا من الشعب”.
وتضمنت الدعوى أن ما صدر من المعلن إليها يعد تصريحا غريبا أن يصدر من مذيعة كبيرة على الهواء مباشرة، وفي برنامج شهير يذاع في جميع أرجاء الوطن العربي، ما تسبب في أن تقوم النقابة العامة للإعلاميين، وكذلك قناة الحياة بوقف البرنامج.
ووجهت ريهام سعيد الشكر لكل من ساندها في أول ظهور لها بعد صدور حكم البراءة، وقالت عبر مقطع فيديو تم نشره على حسابها بموقع إنستقرام أن الأزمة الأخيرة كشفت لها من هو صديقها الحقيقي ومن كان يدعي الصداقة، ووجهت الشكر لمحاميها شعبان حسين
يذكر أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر أصدر قرارا رسميا بمعاقبة سعيد بمنع ظهورها لمدة عام على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية كافة، بناء على توصية لجنة الشكاوى التي تولت التحقيق مع ريهام سعيد، في شكوى تقدم بها المجلس القومي للمرأة بعد توجيه ريهام إهانة للبدينات، والمفاجأة أن المجلس أوصي باستمرار برنامج “صبايا الخير” بمذيعة جديدة لضمان استمرار دوره في خدمة الجمهور.
القرار الرسمي صدر بعد مناقشة نتائج التحقيقات مع ريهام سعيد وطبقا للبيان الرسمي الصادر بالعقوبة، فقد خلصت لجنة الشكاوى إلى أن المذيعة المشكو في حقها ارتكبت جريمة إعلامية بالإساءة إلى سيدات مصر وخلطت بين رأيها الشخصي وبين واجبها الإعلامي، وخالفت المعايير المهنية باستخدام عبارات وألفاظ وأوصاف تمثل إهانة واضحة وصريحة وبشكل عام لسيدات مصر.
وأكد تقرير لجنة التحقيق أن المشكو في حقها تفتقر إلى الحس الإعلامي والإنساني، حيث ارتكبت المخالفات الآتية: خلطت بين مرضى السمنة، وبين أصحاب الأجسام الممتلئة، وسببت الإحباط للمرضى والاستياء للمشاهدين باستخدامها عبارات وأوصاف تمثل إهانات بالغة للمرأة المصرية، تلميحاً وتصريحاً، تضاربت أقوالها خلال جلسة التحقيق فتارة تعتذر وتارة أخرى تؤكد أنها لم تخطئ، ما يعني عدم قدرتها على التمييز والتفرقة بين القواعد الإعلامية الواضحة وبين الآراء الشخصية الرخيصة، وبين النصيحة والإهانة.
وترى اللجنة أن برنامج “صبايا” كما بينت التحقيقات وأقوال المشكو في حقها يقدم خدمة للمجتمع، ولا يوجد أي مبرر لوقفه، وتثمن اللجنة في هذا الصدد القرار الذي أصدرته إدارة قنوات الحياة بوقف البرنامج فور استياء المشاهدين من الحلقة، ما يعكس احتراماً واضحاً للمشاهدين وتقديراً لحقوقهم.
وترى اللجنة ومن خلال التحقيقات ومشاهدة الحلقة المذكورة أن المذيعة لم تبدِ الحرص الكافي عند الحديث عن المرأة المصرية، ولم تبدِ الاحترام الواجب لنساء مصر العظيمات فأخرجت الكلمات القبيحة لتصيب ملايين المصريات بالإحباط والقلق وهو ما يتعارض تماماً مع دور الإعلامي في تقديم الأمل للمرضى والاحترام الكافي للمشاهدين، باختيار الألفاظ والعبارات الواضحة والصريحة والتي تعكس الدور الحقيقي للإعلام في خدمة المجتمع وليس إهانة أغلى ما فيه.
وأكد مصدر من داخل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر أن قرار إيقاف ريهام سعيد استند للمادة 27 من لائحة الجزاءات التي وضعها المجلس لمواجهة حالات مخالفة ميثاق الشرف المهني أو المعايير التي يقرها المجلس أو الأعراف المكتوبة “الأكواد”، وارتكاب ما يشكل جريمة جنائية أو التحريض على ارتكابها، أو ارتكاب إحدى المخالفات المنصوص عليها في القانون أو اللوائح الصادرة بناء عليه، واعتبارات الأمن القومي بعدم إثارة الجماهير أو الإضرار بمصالح الدولة، ويكون قرار المجلس في جميع الحالات مسببا.
وحاولت ريهام سعيد تجنب عاصفة العقوبات وأصدرت توضيحا عبر مقطع فيديو مصور قالت فيه: الأيام دي بتفكرني بأي فترة نعمل فيها حلقات قوية، وأنا مبسوطة جدًا إننا غايظين ناس كتير.. عملنا جراحات سمنة لناس كتير الأسبوع الماضي والستات كلهم زي الفل وصحتهم كويس، وعارفة إن فيه دكاترة اتضايقت وناس تانية اتضايقت والنجاح بيضايق أنا عارفة، وللمرة الأخيرة لجمهوري اللي بيحيني، إحنا مجرحناش حد ولا اتكلمنا وحش على حد، الناس اللي اتكلمنا عنهم فوق الـ 200 كيلو وهما عبء على الدولة فعلاً لأنهم مبيشتغلوش، والسمنة لو معندكش مشاكل في الغدد أو الجينات أنت اللي جبته لنفسك ويمكن تغيره.
وأضافت: الناس اللي لابسة جلابية وإسدال ناس بسيطة هنقول جزء منهم أمي لازم تكلمهم بطريقة مختلفة غير اللي الناس بتقوله علشان يفوقوا.. لازم الناس تعرف إن شكلها وحش ومنظرها مش لطيف ويدل على عدم التحضر، الناس غريبة سيبونا نساعدهم ونوعيهم وننصحهم.
ومع صدور قرار وقف برنامجها على شبكة قناة الحياة، وإعلان نقابة الإعلاميين منع ظهور ريهام نهائيا على أية قناة فضائية لأنها غير مقيدة بجدول النقابة ولا تملك ترخيصا لمزاولة المهنة، أعلنت سعيد اعتزالها النهائي للعمل الإعلامي والفني، وقالت عبر مقطع فيديو تم بثه عبر حسابها بموقع إنستقرام: أن الحملة القاسية الموجهة إليها فرصة للتفرغ لعبادة الله والاعتناء بنفسها وأسرتها بعد 16 عاما من العمل المتواصل.
وأكدت ريهام أن بعض الناس فهمت كلامها غلط وقالت: كل الحكاية إني قلت التخين شكله مش حلو، ومش قادر يمشي على رجليه، وعايش كأنه ميت، مشيرة إلى أنها تتحدث عن السيدات والرجال اللي فوق الـ 200 و250 كيلو.
واعتذرت ريهام سعيد، من كل الذين غضبوا منها دون وجه حق، مؤكدة أنها لم تقل شيئا، وأن اعتذارها ليس من أجل العودة، متابعة: أنا مش بعتذر عشان أرجع، أنا عمري ما هشتغل في الإعلام تاني ولا همثل تاني لان العمل الإعلامي أخطر من السرطان نفسه.
وأضافت: أنا أريد أن أعيش حياتي وأعيش لنفسي ولـ جوزي فقط وذلك بعد رحلتي الذي بلغت ما يقرب من 16 عام من العمل الإعلامي.