أكد أمير قطر، أن «منطقتنا الخليجية تشهد أحداثاً متسارعة وتطورات بالغة الدقة والخطورة تهدد أمن واستقرار المنطقة، مما يستوجب على دولنا والمجتمع الدولي مضاعفة الجهود لوقف التدهور، واعتماد الحوار أسلوباً لحل الخلافات».
وتابع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمس، خلال افتتاح دورة الانعقاد الثامنة والأربعين لمجلس الشورى، أنه «منذ بدء الأزمة أعربنا عن استعدادنا للحوار لحل الخلافات بين دول مجلس التعاون وفي إطار ميثاقه على أسس أربعة، هي: الاحترام المتبادل، المصالح المشتركة، عدم الإملاء في السياسة الخارجية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية».
وقال أمير قطر: «بدأت دول شقيقة تدرك صحة موقفنا من عدم وجود مصلحة لدول مجلس التعاون في توتير الأوضاع، ولوحظ للأسف، غياب دور مجلس التعاون في هذه الظروف بسبب الأزمات المفتعلة والموارد التي تهدرها والطاقات التي تبددها».
وأكد أن «قطر تمكنت من احتواء معظم آثار الحصار السلبية بفضل نهجها الهادئ والحازم في إدارة الأزمة وكشف كل الحقائق المتعلقة بها للعالم أجمع وتمسكنا باستقلالية قرارنا السياسي».
وشدد الشيخ تميم على أن «الشعب القطري وقف بشهامته المعروفة وقفة رجل واحد دفاعاً عن سيادة وطنه ومبادئه، فهو يدرك أن التفريط باستقلالية القرار يقود إلى التفريط بالوطن نفسه وثرواته ومقدراته».
وأكد من ناحية ثانية، أن «قطر أوفت بالتزاماتها في مكافحة الإرهاب ووقف تمويله، وقد شهد العالم بذلك».
واستعرض أمير قطر العديد من المشاريع والسياسات التي بيّنت تخطي آثار الحصار سيراً نحو رؤية قطر 2030، كما أشار إلى أن الدولة تسير على الطريق الصحيح لتحقيق قفزة نوعية وكمية في إنتاج الغاز. وكشف عن أن العجز الكبير الذي حصل في موازنة العام الماضي تحول إلى فائض هذا العام.
وقال: «اتخذت خطوات مهمة مثل تحديث العديد من القوانين المتعلقة بإجراءات التقاضي بما يحقق سرعة الإجراءات وتيسيرها على المتقاضين، ورفعت إليّ تقارير عن وضع آليات لسرعة تنفيذ الأحكام، خصوصاً في ما يتعلق بالنفقات والديون والمنازعات العمالية».
وأضاف: «تمكنّا من استرجاع احتياطات الدولة وإيصالها إلى مستويات أعلى مما كانت عليه قبل الحصار، كما حافظ الريال القطري على استقراره وقيمته، بالرغم من المحاولات المتعددة والممنهجة للتسبب بانهياره».
وأعلن أمير قطر أنه «نتيجة لجهود خفض النفقات مع زيادة الكفاءة تحول العجز الكبير في الموازنة عام 2017 إلى فائض». وتابع: «وبالرغم من تخفيض النفقات فإن الموازنة العامة للدولة تواصل الاهتمام والتركيز على القطاعات ذات الأولوية، خصوصاً التعليم والصحة، والاستثمار فـي البنية التحتية».
وأكد: «مضت مسيرتنا الوطنية، بخطوات واثقة في تنفيذ البرامج التنموية على النحو المرسوم لها، ونما الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية في قطر خلال عام 2018 بنحو 15 في المئة والناتج المحلي غير الهيدروكربوني بنحو 9 في المئة».
من جهة أخرى، أكد أمير قطر دعمه لحكومة الوفاق الوطني الليبية ومقرها طرابلس، معتبراً أن تدخل بعض الدول هو الذي يعرقل جهود تسوية الأزمة الليبية.
ودعا إلى حل سياسي للأزمة اليمنية ومساعدة اليمنيين، من دون تدخلات خارجية، مطالباً القوى الفاعلة في المجتمع الدولي بالعمل على توفير الظروف المناسبة لاستئناف الحل السياسي على أساس المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.
كما أكد أمير قطر، موقفه الثابت بإيجاد حل سلمي تفاوضي يحفظ وحدة سورية وسيادتها واستقرارها، وفقاً لبيان «جنيف 1».
وقال الشيخ تميم: «السلام في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه من دون تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة»، معتبراً أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل من دون حل عادل للقضية الفلسطينية «مجرد سراب».
وثمن الخطوات الإيجابية التي تحققت في العملية السياسية وآخرها تشكيل الحكومة السودانية، وجدد دعم الدوحة لها لتلبية طموحات الشعب كافة.
وكان الشيخ تميم أصدر الأربعاء الماضي مرسوماً أميرياً يقضي بتشكيل لجنة عليا برئاسة رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني وعدد من الوزراء والمختصين للإعداد لانتخابات المجلس.
ويضم المجلس حالياً 45 عضواً ينتخب ثلثاهم عن طريق الاقتراع العام المباشر السري، بينما يعين أمير الدولة 15 عضواً.
في سياق آخر، ذكرت وزارة الخارجية على «تويتر»، أن الدوحة وأنقرة تنويان تعزيز التعاون إلى «مرحلة الشراكة الاستراتيجية الشاملة».
وأضافت أن القرار اتخذ خلال الاجتماع الوزاري للجنة الاستراتيجية العليا، في الدوحة أمس.
شاهد أيضاً
البيت الابيض يهتز بعد نشر “نيويورك تايمز” معلومات صادمة بشأن تفجير خطوط “السيل الشمالي 2”
رفض البيت الأبيض بصورة قاطعة، المعلومات التي قالت إن عبوات ناسفة تحت خطوط “السيل الشمالي …