تعهد مستشار المرشد الإيراني وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي في البلاد، الادميرال علي شمخاني، الخميس، بإنزال ما اسماه بـ“أقسى العقوبات“ ضد المحتجين الذين خروجوا بمسيرات حاشدة منذ الأسبوع الماضي، ضد قرار الحكومة برفع أسعار البنزين لثلاثة أضعاف.
وقال شمخاني في حديث لوكالة أنباء ”مهر“، ”سيتم معاقبة أي من مثيري الشغب، كما سنقوم بفصل مثيري الشغب عن المحتجين“، وجاءت تصريحات شمخاني من مدينة شهريار التابعة للعاصمة طهران التي كانت مسرحًا للمواجهات بين المحتجين وقوى الأمن خلال الأيام الماضية.
ووصف شمخاني المحتجين بـ“المنافقين والبلطجية“، زاعمًا أنهم لا يمكنهم أن يتدخلوا في إرادة الشعب الإيراني لتحقيق أهدافهم المعادية للنظام والثورة.
وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي: ”لا ينبغي السماح للاحتجاج بأن يتحول إلى أعمال شغب، وقد أظهرت اليقظة في البلاد للجميع أن مثيري الشغب منفصلون عن المحتجين“.
وفي وقت سابق، أعادت السلطات الإيرانية، يوم الخميس، خدمة شبكة الإنترنت في العديد من المدن والمحافظات الإيرانية بعد موجة احتجاجات شعبية واسعة ضد النظام انطلقت الجمعة الماضي، على خلفية رفع أسعار الوقود.
وذكر التلفزيون الإيراني، إنه ”تم إعادة خدمة شبكة الإنترنت في العديد من المدن بعد انقطاع استمر نحو أسبوع واحد“.
وجرى قطع الإنترنت بقرار من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الذي يترأسه حسن روحاني رئيس البلاد.
وكانت الحكومة الإيرانية أعلنت في بيان سابق لها أن ”خدمة الإنترنت لن تعود للبلاد لحين عودة الاستقرار في البلا“.
إيرانيون يحتجون في أوروبا
إلى ذلك، أفادت تقارير إخبارية بتنظيم أعداد من الإيرانيين المقيمين في عدد من العواصم الأوروبية وقفات احتجاجية تضامنًا مع الاحتجاجات الأخيرة التي أطلقها مواطنوهم ضد قرار السلطات بزيادة أسعار البنزين، حيث هتفوا ضد نظام الجمهورية الإسلامية، منددين بسياساته الاقتصادية والأمنية التي تعصف بالمواطنين.
ونشر موقع إذاعة ”فردا“ المعارض يوم الخميس، مقطع فيديو، أظهر تجمع أعداد من الإيرانيين المقيمين بمدينة ”كالغري“ الكندية ضمن احتجاجهم على الأحداث الواقعة في إيران في خضم ما بات يُعرف بـ ”احتجاجات البنزين“، حيث هتف المحتجون شعارات مناهضة للنظام من قبيل: ”الموت للجمهورية الإسلامية“ و“الحرية لإيران“.
وحمل المحتجون الإيرانيون لافتات منددة بسياسات النظام الإيراني التي تنكل بالشعب، حيث كان أبرزها لافتة تظهر المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، ورئيس الجمهورية حسن روحاني، فيما كتب المحتجون عليها: يسقط خامنئي وروحاني.
وفي السياق، أفاد تقرير لصحيفة ”اندبنتت“ في نسختها الفارسية، بتنظيم إيرانيين مقيمين في عدد من العواصم الأوروبية وقفات احتجاجات تضامنًا مع الاحتجاجات التي يشهدها أغلب المدن الإيرانية ضد غلاء الوقود، ومن بين هذه المدن روما الإيطالية، باريس الفرنسية، أمستردام الهولندية.
وندد المحتجون بالمواجهات الأمنية التي ألقها النظام الإيراني ضد المحتجين والتي أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا، فيما رفضوا قطع السلطات بقطع خدمات الإنترنت والاتصال عن المواطنين.
وكان موقع ”ايران واير“ المعارض كشف أمس الأربعاء، عن احتجاج أعداد من اللاجئين الإيرانيين في تركيا تضامنًا مع احتجاجات البنزين في مدينة دنزيلي، فيما قمعت السلطات التركية هذه الاحتجاجات بحجة عدم حصول المتظاهرين في دنزيلي وآخرين في العاصمة أنقرة على تصريح بالتظاهر.
وتشهد إيران احتجاجات شعبية منذ الجمعة اعتراضًا من المواطنين على قرار السلطات المفاجئ بزيادة أسعار البنزين لثلاثة أضعاف في ظل تردي الأوضاع المعيشية وتعاظم أزماتهم الاقتصادية.
وكشفت منظمة العفو الدولية، عن ارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات في إيران خلال المواجهات مع قوات الأمن إلى أكثر من 100 قتيل وإصابة المئات واعتقال أكثر من 1000 من المحتجين حتى الآن في ظل تصعيد المحتجين تظاهراتهم الرافضة لسياسات النظام الاقتصادية وحُكمه للبلاد.