لدى الإصابة بالإنفلونزا، غالبًا ما يقضي المريض وقتًا أكثر من المعتاد في الفراش، وهو ما يثير الحيرة بشأن الآلام التي تحدث في معظم عضلات الجسم، وتبين بحسب خبراء أن آلام العضلات أثناء الإصابة بـ الإنفلونزا، لا تختلف عن الألم الذي يشعر به الشخص بعد التمارين الرياضية المكثفة، لأنه في كلتا الحالتين ناتج عن الالتهاب.
وفي حال الإصابة بالإنفلونزا، يحدث الفيروس التهابًا في العضلات يؤدي إلى تلف الخلايا، وكما هو الحال مع الأعراض الأخرى المرتبطة بالإنفلونزا، يجب أن تتلاشى آلام العضلات عندما يزول الفيروس من الجسم.
وقد يتعافى البعض في غضون أيام قليلة من الإنفلونزا، بينما يستغرق آخرون مدة أسبوعين أحيانًا، ولتخفيف آلام العضلات خلال تلك الفترة، ومنع مزيد من الالتهابات توصي إميلي كاردويل، الممرضة المسجلة لدى برنامج Show Me Your Stethoscope بتجنّب ممارسة الرياضة واتباع نصائح مقدمي الرعاية الصحية في ما يتعلق بمضادات الالتهاب، التي يمكن أن تساعد على تخفيف الألم.
لقاح الإنفلونزا
يعد فصل الشتاء موسم الإصابة بالإنفلونزا، التي قد تهدِّد الحياة في بعض الحالات، ويعدّ لقاح الإنفلونزا بمثابة درع الوقاية والحماية من العواقب الوخيمة التي قد تترتب عليها.
مَن الذي يتعين عليه أخذ اللقاح؟
توصي لجنة التطعيم الدائمة الألمانية بتطعيم جميع الأشخاص، الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، وجميع المقيمين في دور المسنين والرعاية، وجميع الحوامل اعتبارًا من الشهر الرابع، وجميع الأشخاص، الذين يعانون من مخاطر صحية متزايدة؛ فالأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب على سبيل المثال مُعرَّضون بشكل خاص لخطر الإصابة بالإنفلونزا.
بالإضافة إلى ذلك يجب تطعيم جميع الأشخاص، الذين يهتمون أو يتعاملون مع هذه الفئة الأكثر عُرضة لخطر الإصابة بالإنفلونزا مثل الأطقم الطبية.
ماذا عن الآخرين؟
يوصي البروفيسور جيرد فيتكينهوير، رئيس الجمعية الألمانية لطب الأمراض المعدية، بالحصول على التطعيم، ليس فقط لأنَّه يقلّل من خطر العدوى، ولكن أيضًا لأنَّه يوفر حماية أفضل للجميع.
ما الحالات التي يجب فيها عدم التطعيم؟
تشير لجنة التطعيم الدائمة إلى أنَّ من هذه الحالات وجود حساسية من مكونات اللقاح، مثل بروتين البيض، لذا يجب التحدث مع الطبيب قبل التطعيم. وكذلك أي شخص مصاب بأمراض حادة وخطيرة، مع حمى تزيد عن 38.5 درجة على سبيل المثال.
ما الوقت الصحيح لتلقّي التطعيم؟
من حيث المبدأ يعدّ شهر نوفمبر وقتًا مناسبًا للتطعيم، وأوضح فيتكينهوير أنَّ اللقاح يستغرق حوالي 14 يومًا حتى يعمل على توفير الحماية بشكل صحيح، ويمكن أيضًا القيام بالتطعيم في شهر يناير أو فبراير، إذا لم يتم التطعيم في شهر نوفمبر.
ما مخاطر التطعيم؟
يؤكد فيتكينهوير أن لقاح الأنفلونزا آمن من حيث المبدأ، ولا توجد له أية آثار سلبية بصرف النظر عن بعض المشكلات البسيطة، كالاحمرار والألم في موضع الحقن أو الشعور بعدم الراحة في اليوم التالي.
هل يمكن تطعيم الحوامل؟
يقول مايكل فويسينسكي، خبير اللقاحات لدى الرابطة الألمانية لأطباء أمراض النساء: إنَّه يجب على المرأة الحامل تلقي اللقاح؛ نظرًا لأنها أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، فضلًا عن ارتفاع خطر المضاعفات لديها، ومن المهم أن يتم تطعيم المحيطين بالحوامل، وخاصة الزوج، أمَّا بالنسبة للمرضعات فإنّه يمكنهن تناول اللقاح وأحيانًا يتعين عليهن ذلك.
لماذا يجب تطعيم الحوامل في وقت معين؟
توصي لجنة التطعيم بتطعيم النساء الحوامل خلال الثلث الثاني من الحمل. ويقول فويسينسكي: إنَّ هذا ليس له أية أسباب طبية؛ فاللقاح آمن دائمًا بدليل أنه يتم تطعيم الحامل إذا أصيبت في وقت مبكر.
هل تشكل الإنفلونزا خطورة على الجنين؟
يجيب فويسينسكي بنعم؛ لأنَّ الحمى المرتفعة تزيد من خطر الولادة المبكرة والإجهاض، كما أنها تزيد من خطر حدوث اضطرابات في الإمداد كنقص الأكسجين. يقول فويسينسكي: إنَّ تطعيم الأم يكون في صالح الجنين من خلال إقراض الأجسام المضادة، وهو ما يترتب عليه حماية أفضل من الإنفلونزا في الأشهر القليلة الأولى من حياة الطفل بعد الولادة.
هل يجب تطعيم الأطفال؟
من حيث المبدأ لا توصي لجنة التطعيم بهذا أو على الأقل في حال المخاطر الصحية الناجمة عن أمراض أخرى، ووفقًا للجنة فإنه يمكن الحصول على لقاح الإنفلونزا بدءًا من عمر ستة أشهر، وفي الغالب تكون نفس جرعة اللقاح، التي يتلقاها البالغون، كما يوجد لقاح آخر للأطفال يُعطى عن طريق الأنف في حال التخوف من الحقن.
بعد التطعيم هل أنا محمي تمامًا من العدوى؟
يجيب فيتكينهوير بلا، حيث إنَّ اللقاح لا يؤثر بنسبة 100%، وذلك بسبب أن الفيروس يتحور من آن لآخر، ما يترتب عليه أن اللقاح لم يعد مناسبًا، وهو نفس السبب في اختلاف تأثير اللقاح من موسم لآخر، وفي ظل ظروف مثالية يصل التأثير الوقائي لحوالي 80%.
كم مرة يجب أخذ اللقاح؟
مرة واحدة فقط كل عام، من ناحية؛ لأن حماية اللقاح تتلاشى بمرور الوقت؛ حيث تستمر المناعة من 6 إلى 12 شهرًا. بالإضافة إلى ذلك فإنَّ فيروس الإنفلونزا شديد التحور، وهو ما يترتب عليه تغير تركيب اللقاح باستمرار.