قالت فيونا هيل، المساعدة السابقة في البيت الأبيض، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاهل نصائح كبار مستشاريه ودفع بفرضية زائفة مفادها أن أوكرانيا تدخلت في انتخابات عام 2016.
وأضافت هيل، أمام لجنة في الكونغرس تجري تحقيقا قد يفضي إلى عزل ترامب، أن الرئيس استمع بدلا من ذلك إلى آراء محاميه الشخصي، رودي جولياني.
ووصفت هيل المزاعم حول أوكرانيا بأنها “رواية خيالية”.
وتقيّم لجنة التحقيق ما إذا كان ترامب قد حجب مساعدات ومارس ضغوطا على أوكرانيا للتحقيق مع منافس محتمل في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ويعد طلب مساعدة دولة أجنبية لتحقيق مكاسب انتخابية، أمرا غير قانوني في الولايات المتحدة، لكن ترامب ينفي ارتكابه أية مخالفات.
وفقا للفرضية “الزائفة”، فإن أوكرانيين أو أفرادا لديهم صلات مع أوكرانيا هم مَن تدخلوا في انتخابات عام 2016، وليست روسيا.
وتركز التحقيقات على مكالمة هاتفية حث خلالها ترامب الرئيس الأوكراني، على فتح تحقيق مع جو بايدن، الذي يسعى للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وكان الخميس آخر يوم في جلسات الاستماع العلنية التي تعقدها لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي.
وفي ختام الإجراءات، قال النائب الديمقراطي، آدم شيف، الذي يرأس لجنة التحقيق إن سلوك ترامب كان أكثر خطورة من أي شيء أقدم عليه الرئيس ريتشارد نيكسون خلال فضيحة ووترغيت في سبعينيات القرن الماضي.
وأضاف: “ما نتحدث عنه هنا هو حجب الاعتراف في اجتماع البيت الأبيض وحجب المساعدات العسكرية عن حليف في الحرب”.
ماذا قالت فيونا هيل؟
اتهمت هيل، الخبيرة السابقة بالشأن الروسي في البيت الأبيض، أعضاء آخرين في الحزب الجمهوري بمحاولة إثارة شكوك حول التدخل الروسي في انتخابات عام 2016.
وقالت: “بناء على الأسئلة والبيانات التي سمعتها، يبدو أن بعضا منكم في هذه اللجنة يعتقدون أن روسيا وأجهزتها الأمنية لم تشن حملة ضد بلدنا، وربما، ولسبب ما يرون أن أوكرانيا فعلت”.
كما حثت المشرعين على عدم تشجيع “أكاذيب ذات دوافع سياسية” تشكك في تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية.
وقالت: “هذه قصة خيالية ألفتها ونشرتها أجهزة الأمن الروسية نفسها”.
كما حذرت من أن محامي ترامب كان يطلق ادعاءات “تحريضية” بشأن أوكرانيا.
وشهدت هيل بإجرائها “لقاءات صعبة” مع غوردن سوندلاند، السفير الأمريكي لدى الاتحاد الأوروبي الذي أدلى بشهادته يوم الأربعاء، حول أوكرانيا، لأنه لم يطلعها على “جميع الاجتماعات التي كان يجريها”.
لكنها أدركت في وقت لاحق أنه كان لديه “اختصاص مختلف”.
وقالت: “كان يدير مهمة سياسية داخلية شخصية، بينما كنا مهتمين بالأمن القومي”.
من أدلى بشهادته أيضا؟
قال الدبلوماسي الأمريكي لدى أوكرانيا ديفيد هولمز، الذي أدلى بشهادته أيضا في جلسة يوم الخميس: “لقد أدركت أن جولياني، كان له دور مباشر في الدبلوماسية الأوكرانية”.
وصُدم هولمز في 18 يوليو/ تموز عندما أعلن مسؤول من مكتب الإدارة والميزانية بالبيت الأبيض أنه تم حجب المساعدات العسكرية عن أوكرانيا.
وقال هولمز في إشارة إلى القائم بأعمال كبير الموظفين في البيت الأبيض، ميك مولفاني: “قال المسؤول إن الأمر جاء من الرئيس ونقله مولفاني إلى مكتب الإدارة والميزانية دون أي تفسير إضافي”.
كما أضاف أنه سمع مكالمة هاتفية في 26 يوليو/ تموز بين ترامب وسوندلاند، الأمر الذي قد لا يصب في مصلحة ترامب.
وأكد سندلاند، في جلسة الاستماع، أنهما ناقشا “التحقيقات” التي أراد الرئيس أن تطلقها أوكرانيا خلال هذه المكالمة.