تسعى الطيارة الإماراتية عائشة الهاملي لأن تصبح أول رئيسة لمنظمة الطيران المدني الدولي، فعلى مدار العقد الماضي، كانت الطيارة ”عائشة الهاملي“ الممثل الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى منظمة الأمم المتحدة، حيث كانت تمثل البلد في المجلس الذي يتخذ القرارات المتعلقة بالملاحة الجوية والنقل والسلامة الدولية.
ووفقًا لمجلة ”أوتاوا لايف“ الكندية، فإن منظمة الطيران المدني الدولي أو إيكاو، والتي تتخذ من مدينة مونتريال الكندية مقرًا لها، هي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، تأسست في عام 1944 لإدارة الطيران المدني الدولي.
وتعمل منظمة الطيران المدني الدولي مع 193 دولة ومجموعة في مجال الطيران لوضع معايير الطيران المدني الدولي والممارسات الموصى بها، ولدعم أمان وفعالية واستدامة قطاع الطيران المدني.
وتستخدم المنظمة هذه المعايير والسياسات لضمان توافق عمليات وأنظمة الطيران المدني المحلية مع المعايير العالمية، والتي تسمح بدورها بإطلاق أكثر من 100 ألف رحلة يومية في الشبكة العالمية للطيران بأمان في كل منطقة من مناطق العالم.
وخلال العقود الـ 8 الماضية، كانت منظمة إيكاو تنتخب رئيسها ليديرها لمدة 3 سنوات، كما يمكن إعادة انتخابه، وكما هو الحال في العديد من المنظمات الكبيرة، غالبًا ما يكون الرئيس رجلًا، فعلى سبيل المثال كان الرؤساء الخمسة السابقين رجالًا، إذ تم انتخاب الرئيس الحالي الدكتور ”أولومويوا بينارد أليو“ لأول مرة في يناير 2014 وأعيد انتخابه بالتزكية في نوفمبر 2016، إلا أن انتخابات 25 نوفمبر 2019 تعد المرة الأولى التي تترشح فيها امرأة تمتلك فرصة حقيقية في الفوز بالمنصب.
وتمتلك الطيارة الإماراتية ”عائشة الهاملي“ تاريخًا قويًا في مجال الطيران، والذي يظهر أنها شخص قادر على تجاوز أي تحد يواجهه خلال حياته المهنية.
عائشة الهاملي حاصلة على رخصة طيار نقل جوي، وشهادة بكالوريوس في العلوم الاجتماعية والسلوكية مع تخصص في الدراسات الدولية من جامعة ”زايد“، وماجستير في إدارة النقل الجوي من جامعة مدينة لندن، وشهادة الدراسات العليا في قانون الجو والفضاء من جامعة ماكجيل، وشهادة دكتوراه فخرية في اقتصاديات السياحة وإدارتها من جامعة إيجة.
وكانت عائشة هي أول طيارة في الإمارات، وبدأت حياتها المهنية كطيارة في مجال النقل الجوي التجاري وانضمت لاحقًا إلى هيئة الطيران المدني في الإمارات العربية المتحدة.
كما أسست قسم النقل الجوي وأصبحت المفاوض الرئيسي لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث قادت أكثر من 80 مفاوضات ثنائية حول الخدمات الجوية.
وأدت الترقيات والسمعة الجيدة إلى تعيين كابتن عائشة كأول ممثل لدولة الإمارات العربية المتحدة في مجلس منظمة الطيران المدني الدولي في عام 2009، وبعد عقد من الزمان، أصبحت واحدة من أبرز ممثلي المنظمة.
ومنذ انضمامها إلى منظمة الطيران المدني الدولي، عملت عائشة على زيادة الشفافية والكفاءة والشمولية والابتكار، وأدت مهاراتها وخبرتها الفريدة في شؤون الطيران المدني الدولي إلى تعيينها النائب الأول لرئيس مجلس إيكاو؛ وكرئيسة فريق التنفيذ والتخطيط الاستراتيجي؛ ورئيسة لجنة الموارد البشرية؛ ورئيسة مجموعة التدابير البيئية في الأسواق العالمية الحساسة سياسيًا.
وخلال العقد الماضي، شغلت ”الهاملي“ منصب المدير التنفيذي لكثير من سياسات ومبادرات المنظمة بما في ذلك التخطيط الاستراتيجي وإدارة الأداء.
وفي عالم تتحدث فيه العديد من المنظمات عن المساواة بين الجنسين وتمكين الجيل القادم من المتخصصين في مجال الطيران، تتحدث إنجازات الكابتن عائشة عن نفسها، فهي واحدة من المؤسسين وداعمة رئيسية للمبادرة الرئيسية لمنظمة الطيران المدني الدولي ”عدم ترك أي بلد وراء الركب“، والعديد من المبادرات التي تهتم مجال الأمن السيبراني وعمليات الفضاء الخارجي وغيرها.
وتدعو عائشة للتعليم والمعرفة، مشيرة إلى أن ”المعلومات هي مفتاح صنع السياسات بكفاءة وفعالية والنهوض بها“، وهي تعتقد أن ”مستقبل الإيكاو يعتمد على تبني الكفاءات القائمة على التكنولوجيا، وأن قيادتها يجب أن تكون مجهزة بمعرفة الحقائق الجديدة التي لا يمكن اكتسابها إلا من خلال عيشها“.
وأوضحت الكابتن عائشة الهاملي أنه عندما يكون لديك المهارات والتعليم والتصميم على التغلب على التحديات والتألق بين صفوف مجال أو منظمة يهيمن عليها الذكور، كل شيء ممكن، وذكّرت الجميع، وخاصة الشابات اللائي يتبعن خطاها، أنه يمكنهن المشاركة في صنع القرار وتحقيق الأهداف من خلال الشغف والمهنية والتفاني.
وأشارت المجلة إلى أن عائشة مناسبة للغاية لمنصب أول رئيسة لمنظمة إيكاو، كما من شأن هذا الأمر أن يسعد كندا التي بذلت الكثير من الجهود خلال العقد الماضي للحصول على أمثلة حقيقية وملموسة عن المساواة والإنصاف بين الجنسين في مناصب القيادة.
كما أشارت المجلة إلى أن حياة الكابتن عائشة الهاملي المهنية كانت مبنية على نهج تعاوني مع زملائها، وتحمل المسؤولية الكاملة عن مهامها واستعدادها للخروج من منطقة راحتها، وبسبب هذه السمات، لعبت دورًا مهمًا في المساهمة في تحسين السلامة الجوية في الإمارات العربية المتحدة ودوليا، وهذا ما سيجعلها رئيسة عظيمة للإيكاو.