اكدت الكويت انها عملت خلال عضويتها في مجلس الأمن على تفعيل الدبلوماسية الوقائية وتسليط الضوء عليها إيمانا منها بأهميتها لتحقيق السلم والأمن الدوليين.
جاء ذلك خلال كلمة الكويت التي ألقاها السكرتير الثاني بوفدها الدائم لدى الأمم المتحدة فهد حجي مساء أمس الخميس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال مناقشة بند (ثقافة السلام).
وقال حجي إن موقف الكويت تجسد خلال عقد جلسة اثناء رئاستها لمجلس الأمن في شهر يونيو الماضي خاصة بمناقشة (منع نشوب النزاعات والوساطة).
وأضاف “نواجه اليوم تحديات ومخاطر أكثر تعقيدا وتشابكا مما كانت عليه في السابق وهي تحديات تقوض وتهدد انتشار ثقافة السلام”.
وتابع “انه أمر مؤسف أن يكون التعصب والتطرف وانتشار لغة الكراهية والاحتقان الديني والطائفي والعنف عناصر مدعمة للخلافات والنزاعات في عالم اليوم”.
وبين حجي ان “تلك التصرفات تعود أسبابها إلى عدم تقبل الرأي الأخر وعدم التسامح وانتشار لغة الإقصاء وقلة التوعية في التعايش مع الأخرين والبعض أصبح يلجأ إلى التطرف العنيف كأسلوب للتعبير ويتفاخر ببث ممارساته المجرمة عبر وسائل التواصل الحديثة”.
وتابع “لعل العمل الإرهابي الذي وقع في مدينة كرايستشيرش في نيوزيلندا هذا العام دليل على ضرورة بذل مزيد من الجهود لمكافحة سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وهو ما يستوجب تعاونا دوليا لمنع انتشار المواد التي تحرض وتحث على التطرف العنيف والإرهاب”.
واشار حجي الى ان “مثل تلك التصرفات تتطلب منا تضافر الجهود من أجل تحويل ثقافة الكراهية والتعصب والحرب إلى ثقافة حوار وتعايش وسلام” لافتا الى أن أهداف التنمية المستدامة شملت الهدف رقم 16 الذي نص على تعزيز إقامة المجتمعات المسالمة والشاملة للجميع.
واكد أنه “لا يمكن تحقيق سلام مستدام من دون تنمية ولا يمكن تحقيق التنمية من دون سلام مستدام فالأمران مترابطان بشكل وثيق”.
واوضح ان تقرير الامين العام للأمم المتحدة هذا العام اشار إلى الدبلوماسية الوقائية ومنع نشوب النزاعات والوساطة والحوار كأدوات أساسية لتحقيق السلام.
وتابع “نجد في ميثاق الأمم المتحدة ورود هذه الأدوات التي تشجع على حل النزاعات عبر الطرق السلمية وتحديدا في الفصل السادس من الميثاق وان تلك الأدوات تعد ركائز أساسية في السياسة الخارجية للكويت”.
وشدد حجي على ما تطرق له تقرير الأمين العام عن أهمية دور المرأة والشباب في نشر ثقافة السلام مشيرا في هذا الصدد إلى ضرورة تمكينهما وإشراكهما في كافة المجالات بما فيها العمليات السياسية.
وأكد أن “ثقافة السلام مترسخة في الكويت.. فإحدى مواد الدستور الكويتي تنص على أن السلام هدف الدولة” موضحا أن “روح التسامح وتقبل الآخر والحوار مع مختلف الثقافات والأديان والحضارات متأصلة في تاريخ المجتمع الكويتي منذ مئات السنين”.
واضاف حجي ان هذه القيم ترجمت في العصر الحديث بدستور كفل حرية الرأي والتعبير والاعتقاد والسماح بممارسة الشعائر الدينية بكل حرية وأمان.
واكد استعداد الكويت للمشاركة في كل الجهود الإقليمية والدولية التي تهدف إلى تعزيز ثقافة السلام وتفعيل الحوار بين الحضارات ونشر قيم الاعتدال والتسامح والاحترام المتبادل ونبذ التطرف والكراهية والعنف بكل صوره وأشكاله.
وحث جميع الدول الأعضاء على التعاون والعمل بشكل موحد عبر النظام الدولي المتعدد الأطراف لتحقيق عالم أكثر سلاما وتسامحا للجيل الحالي وللأجيال القادمة.