صوت مجلس النواب الأمريكي امس الاربعاء بالأغلبية لصالح توجيه تهمتين لعزل رئيس البلاد دونالد ترمب وذلك بعد حوالي ثلاثة اشهر على انطلاق تحقيق العزل.
وصوت لصالح تهمة “استغلال السلطة” 230 نائبا جميعهم من الحزب الديمقراطي بينما اعلن 197 عضوا في المجلس بينها ديمقراطيان معارضتهم لها.
أما تهمة “عرقلة عمل الكونغرس” فقد صوت لصالحها 229 من اعضاء مجلس النواب منتمون جميعا للحزب الديمقراطي في حين صوت 198 عضوا بينهم ثلاثة ديمقراطيين برفضها.
وعارضت رئيسة مجلس النواب الامريكي نانسي بيلوسي طوال اشهر عديدة دعوات من بعض اعضاء حزبها لعزل ترمب لكن السياسية الديمقراطية اعلنت رسميا في ال24 سبتمبر الماضي بدء تحقيق لعزل ترمب.
وجاء اعلان بيلوسي بعد اتهامات وجهت للرئيس ال45 لبلادها بالضغط على أوكرانيا من اجل فتح تحقيق يضر بمنافسه السياسي جو بايدن الذي يعتبر اكثر المرشحين الديمقراطيين حظا للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لمنافسة ترمب في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
واعقبت هذا الاعلان العديد من جلسات الاستماع التي عقدت خلف ابواب مغلقة بإشراف لجان الاستخبارات والشؤون الخارجية والرقابة والاصلاح في المجلس اذ ادلى مسؤولون كبار سابقون وحاليون في ادراة ترمب بشهاداتهم حول التهم الموجهة للرئيس.
ومن ابرز من شاركوا في تلك الجلسات السفيرة الامريكية السابقة في أوكرانيا ماري يوفانوفيتش والسفير الامريكي لدى الاتحاد الاوروبي غوردون سوندلاند.
ووصف ترمب مرارا خلال مؤتمرات صحفية وفي تغريدات على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر) تحقيق العزل بأنه “مطاردة ساحرات وخدعة وعار” بينما اعتبر البيت الابيض ان التحقيق “غير دستوري”.
وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض ستيفاني غريشام في بيان ان الرئيس “لم يفعل اي شيء خطأ والديموقراطيون يعرفون ذلك”.
واعتبرت ان تحقيق العزل “غير شرعي” مشددة على انه “لا يضر الرئيس بل يضر الشعب الامريكي”.
وبعد اسابيع من جلسات التحقيق التي عقدت خلف ابواب مغلقة صوت مجلس النواب نهاية اكتوبر الماضي بالأغلبية لصالح قرار لإضفاء الطابع الرسمي على التحقيق وعقد جلسات علنية.
وتم تمرير القرار بموافقة 232 عضوا مقابل تصويت 196 عضوا بالرفض فيما لم يصوت لصالح القرار اي جمهوري.
ومباشرة بعد التصويت كتب ترمب على حسابه الرسمي في (تويتر) “اعظم مطاردة ساحرات في التاريخ الامريكي”.
وبدأت جلسات الاستماع العلنية منتصف الشهر الماضي في لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب والتي استمعت لعدد من الشهود بينهم القائم بأعمال السفير الامريكي في أوكرانيا ويليام تايلور والمستشارة الخاصة حول روسيا واوروبا في مكتب نائب الرئيس جينيفر ويليامز.
ورغم صدور اكثر من دعوة رسمية للرئيس الامريكي من قبل مجلس النواب للمشاركة في جلسات الاستماع إلا ان ترمب ظل يرفض المشاركة.
وقال محامي البيت الابيض بات سيبولون مطلع الشهر الجاري ردا على دعوة وجهها رئيس اللجنة القضائية في المجلس جيري نادلر الى ترمب من اجل المشاركة في جلسات علنية عقدتها اللجنة ان “الرئيس لن يشارك”.
واضاف سيبولون في رسالة وجهها الى نادلر “لا يمكن توقع مشاركتنا في جلسة استماع بينما لم تعلن اسماء الشهود بعد ويبقى ايضا من غير الواضح ان كانت لجنة الشؤون القانونية ستوفر للرئيس اجراءات عادلة من خلال السماح بجلسات استماع اضافية”.
وكان نادلر وجه دعوة الى ترمب نهاية الشهر الماضي لحضور جلسات الاستماع بشكل شخصي او من خلال محام يقوم بتمثيله.
وصوتت اللجنة التي يرأسها نادلر الاسبوع الماضي لصالح توجيه تهمتي “استغلال السلطة” و”عرقلة عمل الكونغرس” لترمب.
وتفجر تحقيق العزل نهاية سبتمبر الماضي بعد الكشف عن شكوى تقدم بها عميل في الاستخبارات الامريكية افادت بأن ترمب طلب مساعدة زعيم دولة اجنبية لفتح تحقيق حول مواطن امريكي.
ولاحقا نشر البيت الابيض محضر اتصال هاتفي جرى في ال25 يوليو الماضي بين ترمب ونظيره الأوكراني فلاديمير زيلنسكي وطلب ترمب خلاله من الرئيس الأوكراني فتح تحقيق في اعمال تجارية قام بها في أوكرانيا هنتر بايدن ابن نائب الرئيس السابق جو بايدن والمرشح الحالي للانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ورأى الديمقراطيون في هذا الطب “تهديدا للامن القومي الامريكي ولنزاهة الانتخابات المقررة السنة المقبلة”.
ويعتبر ترمب ثالث رئيس للبلاد يصوت مجلس النواب لصالح عزله لكن اي رئيس لم يسبق ان عزل من منصبه من قبل مجلس الشيوخ.
ولا يملك مجلس النواب (الغرفة السفلى للكونغرس) سلطة عزل الرئيس من منصبه بل تقتصر صلاحياته على توجيه تهم العزل.
في المقابل يملك مجلس الشيوخ (الغرفة العليا للكونغرس) سلطة عزل الرئيس من منصبه إذا صوتت اغلبية الثلثين لصالح التهم التي وجهها مجلس النواب.
وينتظر ان يعقد مجلس الشيوخ الشهر المقبل محاكمة لترمب لكن من المستبعد ان تؤدي الى ازاحته من منصبه.
وسبق ان شدد رئيس الاغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل خلال مقابلة مع شبكة (فوكس نيوز) الامريكية على “عدم وجود احتمال” لإزاحة الرئيس الحالي للبلاد من منصبه في البيت الابيض.
شاهد أيضاً
البيت الابيض يهتز بعد نشر “نيويورك تايمز” معلومات صادمة بشأن تفجير خطوط “السيل الشمالي 2”
رفض البيت الأبيض بصورة قاطعة، المعلومات التي قالت إن عبوات ناسفة تحت خطوط “السيل الشمالي …