نشرت مجلة «علم التشخيص الجزيئي» الطبية المتخصصة تقريراً عن ابتكار تشخيصي جديد لاكتشاف سرطانات الفم والحلق في مراحلها الأولى المبكرة.
بالنسبة للسرطانات التي تصيب أنسجة الفم والحلق، ظلت المشكلة منذ سنوات طويلة كامنة في أن اكتشافها لا يأتي إلا متأخراً بعد أن تتفاقم وتصل إلى مرحلة متقدمة ويصبح علاجها عصياً.
لكن باحثون من جامعة «ديوك» الأميركية استطاعوا أخيرا ابتكار اختبار سهل وسريع جديد يعتمد ببساطة على تحليل عينة من اللعاب لرصد وجود الفيروس الحليمي البشري (HPV-16) المتسبب عادة في الإصابة بسرطانات الفم والحلق.
وأكد الباحثون أن نسبة دقة نتائج هذا الاختبار الجديد وصلت حتى الآن إلى 80 في المئة، كما أن هناك إمكانية لزيادة تلك النسبة من خلال مزيد من الأبحاث والتطوير.
المشكلة التي كانت تواجه العلماء في الماضي هي صعوبة عزل تلك البصمات الورمية واستخلاصها من اللعاب لتأكيد وجود المرض. وهذا تحديداً ما نجح فيه الاختبار الجديد، إذ إنه يستخدم تقنية حديثة تُدعى «Acoustofluidics»، وتعتمد على استخدام الموجات فوق الصوتية لاستخلاص تلك البصمات الورمية وفرزها حسب أحجامها.
وتعتمد فكرة عمل الاختبار على أنه عند الإصابة بسرطان في الفم أو الحلق، يطلق الجسم في اللعاب بصمات ورمية يمكن من خلالها الكشف عن وجود الورم السرطاني.
ومن المتوقع لهذا الاختبار الرائد أن يتيح طريقة تشخيصية سريعة ولا تعتمد على أخذ عينة من الأنسجة، فضلا عن كونها تتمتع بدقة ممتازة نسبياً.
كما يتوقع الباحثون لتقنية «Acoustofluidics» أن تفتح الباب مستقبلاً أمام تطوير طرق متطورة لفحص واختبار سوائل جسمية أخرى، كالدم والبول، بهدف الكشف المبكر عن أمراض كثيرة أخرى.
ومن بين أبرز أعراض سرطان الفم والحلق ما يلي:
* نزيف في تجويف الفم مع وجود تقرحات
* صعوبة البلع
* تغير في طبقة وقوة الصوت
* آلام في الحلق والأذنين
* رائحة الفم الكريهة
* الشعور بوجود مذاق غريب في الحلق
* ألم وتنميل في عضلات الوجه
ويؤكد الأطباء على ضرورة المسارعة إلى استشارة طبيب فور ملاحظة هذه الأعراض؛ حيث إن التشخيص المبكر يزيد فرص العلاج، الذي يتنوع بين العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي، أو الجراحة كخيار أخير.
وللوقاية من سرطان الفم والحلق، ينصح أهل الاختصاص بالإقلاع عن التدخين وعن احتساء الخمور، مع العناية الجيدة والمنتظمة بصحة الفم والخضوع لفحوصات دورية لدى طبيب أسنان وطبيب أنف وأذن وحنجرة.