الكويت دافعت عن القضايا العربية في مجلس الأمن

حققت الكويت انجازات دبلوماسية مهمة خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الامن خلال العامين الماضيين تمثلت في الدفاع عن القضايا العربية ومن ابرزها القضية الفلسطينية والازمتين السورية واليمنية فضلا عن استصدار قرار يعد الاول من نوعه حول المفقودين في النزاعات المسلحة وقرار انساني للازمة السورية وبيان رئاسي بشان اليمن.
وبذلك تكون الكويت قد اسدلت الستار على عضويتها بمجلس الامن بنجاح كبير حيث تمكنت وبكل جدارة من حمل العبء الكبير كونها العضو العربي بالمجلس ونجحت بالتنسيق مع الدول العربية المعنية في عكس مواقفها وهمومها في القرارات او البيانات التي يناقشها المجلس وايضا من خلال الكلمات التي تلقيها اثناء الجلسات والتي حرصت من خلالها على التعبير عن مواقف متفق عليها تنسجم مع مطالب الدول العربية.
وبمناسبة انتهاء العام الثاني على عضوية الكويت بمجلس الامن، قال مندوب الكويت الدائم لدى الامم المتحدة السفير منصور العتيبي متحدثا حول هذا الدور في لقاء “كونا” اليوم الاحد “للاسف الشديد القضايا العربية كثيرة بمجلس الامن وبعضها مضى عليه سنوات طويلة كالقضية الفلسطينية وهناك قضايا اخرى مدرجة منذ السبعينات ومنذ 2011 فالوضع كان صعبا جدا وبحسب احصائيات سكرتارية مجلس الامن فان القضايا العربية التي ينشغل فيها المجلس تشكل 50 بالمئة تقريبا من مجمل اشغاله”.
واضاف ان الكويت ساهمت خلال عضويتها بالعمل في قضايا تخص الدول العربية كالعراق وسوريا ولبنان والسودان والصومال واليمن وليبيا حيث كان العمل يتطلب تنسيقا دائما على مستويات مختلفة مع البعثات العربية الموجودة بنيويورك معربا عن امله في ان تكون الكويت قد نجحت بالدفاع عن بعض مشاغل هذه الدول.
واكد العتيبي انه ليس من السهل ان تتفاوض نيابة عن دول خارج المجلس وتحاول ان تضمن بان كل التعديلات التي يطالبون بها والمواقف التي يحرصون على عكسها لا تمس فهذه مسائل تكون حساسة بالنسبة لهذه الدول.
وحول رأي الدول العربية باداء الكويت في المجلس قال “اعتقد من واقع اتصالاتنا في نيويورك او العواصم العربية هناك رضى واشادة بدور الكويت وتنسيقها المستمر وعملها بشفافية مع جميع الدول العربية”.
وبالنسبة لما تمثله عضوية مجلس الامن من اهمية اوضح العتيبي “انها تجربة مفيدة ومحطة مهمة جدا بتاريخ الدبلوماسية الكويتية كون الكويت دولة صغيرة لا توجد لديها اجندة خفية في اي من المواضيع المدرجة على جدول اعمال مجلس الامن والمواضيع التي تهمنا بالدرجة الاولى تلك الخاصة بالدول العربية اضافة الى بعض القضايا التي تمس السلم والامن في المنطقة العربية”.
واضاف ان مرتكزات ومبادئ السياسة الخارجية الكويتية هي ذاتها المنصوص عليها في ميثاق الامم المتحدة وتستند على عدم التدخل في الشؤون الداخلية وحل النزاعات بالطرق والوسائل السلمية واحترام سيادة الدول فهذه هي المرتكزات الاساسية التي تنطلق منها سياسة الكويت الخارجية والتي شكلت اولويات الكويت التي اعلنت عنها قبل دخولها المجلس.
وفيما يتعلق بابرز التحديات التي واجهت الكويت خلال عضويتها بين العتيبي “التحديات تقتصر على صعوبة بعض المسائل التي يناقشها المجلس وضرورة اتخاذ مواقف حيالها فقد تكون بعضها حساسة واغلب الدول الاعضاء لا ترغب بان تناقش المسائل التي تعنيها بمجلس الامن لاعتبارات كثيرة خاصة وان ما يجري في هذه الدول من اضطرابات او مظاهرات تعتبرها كثير من دول العالم شأن داخلي لا يجب ان يتم مناقشته في المجلس”.
وحول تجربة حمل الكويت القلم للملف الانساني السوري افاد بان ذلك يعني ان تكون مسؤولا عن صياغة مخرجات المجلس وتكون في صلب عملية صنع القرار وهي مسؤولية كبيرة لان ذلك يتطلب التنسيق مع اعضاء مجلس الامن وصياغة مشروع القرار او البيانات الرئاسية او الصحفية ومناقشتها مع الاعضاء وتوزيعها وقيادة عملية مفاوضات تستغرق احيانا اكثر من اربعة اسابيع.
واشار الى ان الكويت نجحت مع السويد في اعتماد قرارين الاول في عام 2018 ويحمل رقم 2401 ويطالب بوقف اطلاق النار في جميع مناطق سوريا والسماح بوصول المساعدات الانسانية دون عوائق والمطالبة باحترام تعهدات القانون الانساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الانسان وعدم استهداف المدنيين او المرافق المدنية والبنية التحتية حيث اعتمد القرار بالاجماع ويعد نجاحا كبيرا للكويت خاصة في التعامل مع الملف السوري الذي شهد جمودا بسبب تكرار استخدام حق النقض (فيتو).
وتابع العتيبي “تمكنا مع السويد في ديسمبر 2018 من اصدار قرار بتجديد الية دخول المساعدات الانسانية عبر نقاط عبور حددها القرار مع تركيا والاردن والعراق وهي الية ساهمت بانقاذ حياة ملايين السوريين ممن يعتمدون على هذه المساعدات التي تأتي عبر المنافذ الحدودية”.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية اكد العتيبي “هي قضية العرب الاولى وهي القضية المركزية وهناك مواقف عربية ثابتة من القضية وعلى مستويات مختلفة كمجلس الجامعة العربية الوزاري او على مستوى القمة والكويت العضو العربي في المجلس تمثل الدول العربية فرغم تصويتنا باسم الكويت ورغم القائنا كلماتنا باسمها لكن مواقفنا حيال القضايا العربية وعلى راسها القضية الفلسطينية متسقة ومتفقة تماما مع الموقف العربي المعلن”.
وذكر “هناك تنسيق كامل مع الاخوان الفلسطينيين وقد كان مشروع القرار الخاص بتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني بالتنسيق مع الوفد الفلسطيني الذي طرح فكرة حماية الفلسطينيين من قوات الاحتلال الاسرائيلية لاسيما وان هذه السلطة لا تقوم بمسؤولياتها بموجب اتفاقيات جنيف الاربع لانها سلطة احتلال وبالتالي عليها مسؤولية حماية المدنيين.. ولكنها لا تقوم بذلك بل هي من ينتهك حقوقهم”.
وتابع العتيبي “طرحنا مشروع القرار بالتنسيق مع الوفد الفلسطيني وهذا القرار طرح باسم الدول العربية لان هناك قرارات صدرت من الدول العربية تكلف الكويت بطرح مشروع القرار حول حماية الفلسطينيين وكان موقف الولايات المتحدة معروف مسبقا ونعلم انها ستستخدم الفيتو ولكن طموحنا كان الحصول على الاصوات ال14 في المجلس وتاييد مشروع القرار”.

شاهد أيضاً

«الشؤون»: تأكدوا من التبرع للجمعيات الخيرية المعتمدة.. وبالوسائل المصرح بها

أهابت وزارة الشؤون الاجتماعية بالمواطنين والمقيمين التأكد من التبرع للجمعيات الخيرية المعتمدة والمسجلة لديها. ونوهت …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.