كويت تايمز: نشر موقع “Science Alert” تقريرا حديثا يفيد أن هناك باحثين يدفعون بعدم وجود مخدر يتسبب في الإدمان على الدوام، ومن هنا تنتج الإجابة على ما هي أكثر المخدرات المسببة للإدمان؟
وبحسب “هفتجتون بوست عربي” الإخباري، فمن خلال وجهات نظر الباحثين المختلفين، يمكن الحكم على احتمالية أن يكون المخدر مُسببًا للإدمان وفقًا لعدة عوامل منها الضرر الذي يسببه، والقيمة السوقية للمخدر، ومدى تنشيط المخدر لنظام الدوبامين في الدماغ، ومقدار المتعة التي يُحدثها وفقًا لما يتناقله الناس، ومقدار ما يسببه من أعراض انسحابية، وإلى أي مدى يسهل على الشخص الذي يجرب المخدر أن يتعلق به.
وبالنظر لاختلاف الباحثين حول تحديد المعايير حول المخدرات والإدمان، توجه الباحث في علم النفس في جامعة بريستول البريطانية ديفيد نات، إلى عدة خبراء إدمان ليطلب منهم تحديد أشد المواد المسببة للإدمان وتأثيرها على المتعاطي فكانت النتيجة كما يلي:
الكحول
رغم كونه قانونيًا في الولايات المتحدة ودول الغرب، نال الكحول من قِبل نات وفريق الخبراء على 1.9 نقطة من أصل 3.
للكحول الكثير من التأثيرات على الدماغ، لكنه في التجارب المعملية على الحيوانات رفع من مستويات الدوبامين في نظام المكافأة بالدماغ بحوالي 40 إلى 360% – وكلما كانت الحيوانات ثملة كانت مستويات الدوبامين أعلى -.
وسيتطور الأمر مع حوالي 22% من هؤلاء الذين تناولوا المشروبات ويعتمدون على الكحول عند مرحلة ما خلال حياتهم، كما قدّرت منظمة الصحة العالمية أن 2 مليون شخص استخدموا الكحول في العام 2002، وأن أكثر من 3 ملايين شخص ماتوا في العام 2012 بسبب تلف ما وقع بالجسد ناتج عن تناول المشروبات الكحولية.
وصُنّف الكحول باعتباره أكثر المخدرات إحداثًا للتدمير من قِبل خبراء آخرين كذلك.
المهدئات
والتي تُعرف كذلك بالرصاصات الزرقاء وحيوانات الغوريلا والنصال والسيدات الورديات -، فئةً من المخدرات التي استُخدمت في البداية لأجل معالجة القلق وتحفيز النوم.
فهي تتداخل مع الإشارات الكيميائية في الدماغ، ويكمن أثرها في إغلاق مناطق متنوعة في الدماغ. عند تناول الجرعات القليلة، تُسبب الباربتيورات النشوة، لكن تناول الجرعات الأكبر قد يجعلها مميتة لأنها تكبح عملية التنفس.
وكان الاعتماد على الباربتيورات شائعًا عندما كانت العقاقير التي تحتويها متوفرة بسهولة من خلال الوصفات الطبية، لكن ذلك الأمر تراجع بصورة كبيرة عندما حلّت مكانها أدوية أخرى.
وبحسب الدكتور نات وفريقه فإذا لم يكن المخدر المتسبب في الإدمان متوفرًا بصورة هائلة، يمكنه أن يُحدث ضررًا قليلًا، صنّفوها باعتبارها رابع أكبر مادة مُسببة للإدمان.
النيكوتين
يُعد النيكوتين المكون الرئيسي المتسبب في الإدمان للتبغ، فعندما يدخن أحدهم سيجارةً، تمتص الرئة النيكوتين سريعًا وتوصله إلى الدماغ، وصنّفه الباحث نات وفريق الخبراء النيكوتين (التبغ) باعتباره ثالث أكثر مادة متسببة في الإدمان.
نقلت التقارير أن أكثر من ثلثي الأميركيين الذين جربوا التدخين أصبحوا معتمدين عليه خلال حياتهم. وفي العام 2002 قدّرت منظمة الصحة العالمية وجود أكثر من مليار مدخّن، وقُدّرت أن التبغ سيتسبب في مقتل أكثر من 8 ملايين شخص سنويًا بحلول العام 2030.
الكوكايين
يتداخل الكوكايين مباشرة مع استهلاك الدماغ من الدوبامين – الهرمون الذي يسبب الشعور بالسعادة – لينقل الرسائل من إحدى الخلايا العصبية لأخرى، فهو يمنع الخلايا العصبية من إيقاف إشارة الدوبامين، متسببًا في تنشيط غير طبيعي لمساراته في الدماغ.
يسبب الكوكايين في رفع مستويات الدوبامين عند تجربته على الحيوانات، لأكثر من 3 مرات عن المستوى الطبيعي، ويُقدر عدد مستخدمي الكوكايين بين 14 و20 مليون شخص حول العالم، وبلغ سوق الكوكايين في العام 2009 حوالي 75 مليار دولار أميركي.
كما صنّفه الخبراء باعتباره ثالث مخدر من حيث حجم التدمير، وهو يشابه المنشطات الأخرى المتسببة في الإدمان، مثل الأمفيتامين – الذي أصبح جزءًا كبيرًا من المشكلة بسبب توافره على نحوٍ واسع – والميثامفيتامين.
الهيروين
صنّف نات وخبراء آخرون الهيروين باعتباره أكثر المخدرات تسببًا في الإدمان، ومنحوه 3 نقاط من أصل 3، إذ يُعتبر الهيروين من الأفيونات التي تتسبب في زيادة مستوى الدوبامين في نظام المكافأة بالدماغ حتى نسبة 200% في حالة حيوانات التجارب.
إضافةً إلى اعتباره أكثر مخدر يتسبب في الإدمان، فإن الهيروين مادة خطيرة كذلك، لأن الجرعة التي يمكن أن تتسبب في الوفاة تعادل 5 مرات فقط مقدار الجرعة اللازمة للشعور بالنشوة.
ما صُنف الهيروين باعتباره ثاني أكثر المخدرات ضررًا فيما يتعلق بالتدمير الذي يلحقه بكلٍ من المستخدمين والمجتمع. ويُقدر سوق الأفيونات غير المشروعة، بما فيها الهيروين، بمبلغ 68 مليار دولار أميركي على مستوى العالم في العام 2009.