بدأت تظهر للعيان تفاصيل جديدة عن مقتل الجنرال قاسم سليماني وأبومهدي المهندس، اللذان يعدان من كبار القادة العسكريين في إيران، بضربة جوية أميركية مفاجئة، فقد كان هناك حديث عن وجود «خيانة» من شخص مقرب من سليماني تسببت في اغتياله، وهو الأمر الذي كشف عنه رئيس مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية الدكتور سامي الفرج في تصريح سابق نشرته «القبس الإلكتروني».
الدكتور سامي الفرج، قال أنه «من المتوقع وجود خيانة من شخص قريب جداً من سليماني كان يعرف تحركاته، وهناك جزء آخر هو قضية التقاعس في الإجرات الأمنية فمن بين القتلى مسؤول بروتكول في الحشد الشعبي، وهذا يؤكد أن هناك خيانة حدثت، والدليل أن الأميركان لم يطلقوا صواريخاً تجاه المطار لأن ذلك فيه ضرر كبير على المطار، وتهديد لأمن المسافرين، وهذا مافعلوه عندما انتظروه ليصل إلى نقطة التفتيش، وهناك ضربوا النقطة ومن فيها من قيادات بارزة».
اعتقال أشخاص
ما يؤكد «فرضية الخيانة» التي تعرض لها قاسم سليماني هي أن «مسؤولين أمنيين، كشفوا اليوم السبت، عن أن السلطات العراقية اعتقلت شخصين أحدهما سوري الجنسية والآخر وعراقي، وباشرت التحقيق مع موظف استخبارات بمطار بغداد وطاقم الطائرة التي أقلت قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، إلى العاصمة العراقية»، وفق SKY NEWS.
ويقول المسؤولون الأمنيون أن «السلطات العراقية باشرت التحقيقات للوقوف على تفاصيل زيارة قاسم سليماني ومجريات الأحداث لحين مقتله».
تتبع سليماني
صحيفة «نيويورك تايمز» كانت قد ذكرت في تقرير لها أن «تتبع موقع قاسم سليماني كان في أي وقت من الأوقات أولوية لخدمات التجسس والجيش الأميركية والإسرائيلية، وقال القادة والمسؤولون الأميركيون الحاليون والسابقون إن الهجوم استند إلى مزيج من المعلومات السرية للغاية من المخبرين، والاعتراض الإلكتروني، وطائرة الاستطلاع ، وغيرها من طرق المراقبة».
وتضيف الصحيفة: «مع كل المؤشرات التي تشير إلى ما لا يقل عن ساعة ونصف من الاستعداد والطيران، فإن الاحتمالات ترجح أن تكون الغارة الجوية بدون طيار التي قتلت قاسم سليماني جزءًا من عملية معقدة تستند إلى عمل استخباراتي».
وتضيف: «بالنظر إلى أن الولايات المتحدة أبقت حلفاءها البريطانيين غير عالمين بشأن غارة الطائرات بدون طيار، يبدو من المرجح أن الضربة تم طلبها على أساس معلومات تم استلامها في اللحظة الأخيرة حول مكان وجود قاسم سليماني».
وكان هناك من يتحدث عن دور لـ«الموساد الإسرائيلي« في العملية، لكن مقالاً نشر في صحيفة «جيروساليم بوست» الإسرائيلية ذكر أن «غارة الطائرة بدون طيار التي قتلت قاسم سليماني لم تكن تحمل بصمات تورط الموساد، لقد كانت عملية من الطراز الأميركي»، وفق الصحيفة.
خيانة داخلية
ويقول موقع TrT world: «مع التوقيت الضروري للقيام بالضربة لدى مغادرته مطار بغداد الدولي بعد رحلة استغرقت قرابة ساعتين و 30 دقيقة من طهران أو أقل من سوريا أو لبنان، يشير الأمر إلى احتمال قيام مخبر أو ضابط مخابرات جاسوس بإبلاغ المخابرات الأميركية بمجرد صعود سليماني إلى رحلته والتوجه كان في طريقه إلى بغداد».
ويضيف الموقع أن «حقيقة أن أبو مهدي المهندس، نائب قائد قوات الحشد الشعبي، قابل قاسم سليماني على المدرج توحي بوجود احتمال أقوى أن الخيانة جاءت من داخل العراق».
لكن الموقع يقول أنه: «بالنظر إلى الصعوبة التي ينطوي عليها تحديد وتأكيد وجود قاسم سليماني أو وصوله، فيبقى من غير الممكن تأكيد أن المخبر أو الجاسوس الذي سرب وصوله إلى بغداد متوجداً حقاً في العراق أو أنه كان في مكان آخر، لكنه كان يعلم بوقت وصوله بشكل دقيق».