تُسجل كل عام أكثر من 6500 حالة من سرطان المثانة، أي ما يقارب 5% من جميع حالات السرطان في أوروبا، وتعزا هذه الحالة إلى التعرض لمركب كيميائي ثلاثي الميثانول (THMs) في مياه الشرب.
وللتحقق من نوعية المياه في البلدان الأوروبية، غطت الدراسة 75% من مجموع سكان الاتحاد الأوروبي، حيث شملت 26 بلدا أوروبيا بدلا من 28، نظرا لأنه لا يمكن الحصول على بيانات كافية عن بلغاريا ورومانيا، في الفترة ما بين 2005 و2018.
وتعرف مركبات ثلاثي الميثانول (trihalomethanes)، بأنها فئة من الجزيئات التي تظهر كمنتج ثانوي للمطهرات المستخدمة في تنظيف مياه الشرب.
وعندما يتلامس الكلور، وهو المادة الكيميائية الرئيسية المستخدمة في تنظيف مياه الشرب، مع المواد العضوية، فإنه ينقسم إلى ثلاثي الميثانول (THMs).
وعلى الرغم من أن وجود ثلاثي الميثانول (THMs) قانوني بمستويات معينة، إلا أن التعرض له على المدى الطويل يرتبط باستمرار بزيادة خطر الإصابة بسرطان المثانة لدى الرجال.
وأجريت الدراسة من قبل معهد برشلونة للصحة العالمية، وتوصلت النتائج إلى أن البلدان التي تملك أعلى نسب إصابة بسرطان المثانة الذي يعزا إلى التعرض لمستويات مرتفعة من ثلاثي الميثانول، هي: قبرص بنسبة 23%، ومالطا بنسبة 18% وإيرلندا بنسبة 17%.
وبعبارة أخرى، من المرجح أن يكون 23 من أصل 100 مريض من قبرص ممن وقع تشخيصهم بسرطان المثانة في عام معين، أصيبوا بالمرض جراء مياه الشرب.
وفي الوقت نفسه، لم تكن بقية دول أوروبا أفضل حالا، حيث يبلغ معدل الإصابة بسرطان المثانة الناجم عن مياه الشرب في إسبانيا 11%، وفي اليونان 10%.
بينما كانت النسبة في الدنمارك وهولندا أقل بكثير، حيث تقدر بـ0.1% فقط من الحالات، وألمانيا 0.2%، من الحالات و0.4% في كل من النمسا وليتوانيا.
وفي المجموع، قدر الباحثون أن 6561 حالة من سرطان المثانة في السنة سببها التعرض إلى ثلاثي الميثانول (THMs) في الاتحاد الأوروبي.
ومن المستحيل أن نعزو حالة أي فرد بعينه إلى مياه الشرب، حيث أن العوامل المختلفة التي تساهم في حدوث هذا المرض المعقد لا يمكن تحديدها في الوقت الحالي. لكن الأساليب الإحصائية التي استخدمها الباحثون لتقدير الحالات المنسوبة ، على الأقل ، تضع رقمًا تقريبيًا على الأرواح المتضررة من هذا الملوث ،ويجب أن تكون كافية لجذب انتباه أولئك الذين يتحكمون في شبكات المياه العامة.
ويشير مؤلفو الدراسة إلى أنه إذا أمكن لثلاثة عشر بلدا من أسوأ الدول في تصنيف الدراسة أن تخفض مستويات ثلاثي الميثانول إلى المتوسط الحالي للاتحاد الأوروبي، فمن الممكن تجنب 2868 حالة من حالات سرطان المثانة التي تحدثها مياه الشرب سنويا أي تخفيضها بنسبة 44%.