ازدادت حدة التوتر بين المحتجين العراقيين، وأنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الداعم لرئيس الوزراء المكلف حديثاً محمد توفيق علاوي، في ساحات الاحتجاج، رغم الإعلان في النجف عن اتفاق على انسحاب «القبعات الزرق» من شوارع المدينة.
وشهد جنوب العراق دعوات من مجموعات من الحراك الاحتجاجي إلى تظاهرة حاشدة، رفضاً لسلوك «القبعات الزرق».
كما توافد آلاف الطلبة إلى ساحة التحرير وسط العاصمة، تلبية لدعوة اتحاد جامعات بغداد إلى «مليونية طارئة» للتنديد بتكليف علاوي بتشكيل الحكومة.
وبعد صدامات شهدتها ساحة التحرير بين عدد متظاهرين وصدريين، تمكن المحتجون من استرجاع المطعم التركي، الذي كان أنصار الصدر، سيطروا عليه في وقت سابق.
وفي الديوانية، تطور الخلاف إلى مواجهات بين متظاهرين شباب ومؤيدي الصدر، إلى أن تدخلت الشرطة لفصل الطرفين، لكن المحتجين أطلقوا هتافات مناهضة للصدر والسلطات العراقية وإيران التي يتهمونها بدعم السلطة وقمع الاحتجاجات.
ونشرت قوات الأمن دوريات عند المدارس والداوئر الحكومية لتأمين عودة الدراسة والعمل بعد توقف غالبيتها منذ أشهر في معظم مدن الجنوب على يد متظاهرين، بهدف الضغط على الحكومة للقيام بإصلاحات.
وتأتي تلك الإجراءات بعد إعلان وزارة الداخلية مساء الاثنين، تأمين حماية المؤسسات التعليمية، ما شجع بعض الطلبة للتوجه صباح أمس للدراسة.
ورغم ذلك، رفض مئات الطلبة هذا الأمر وتوجهوا إلى الساحات، وهم يرفعون أعلاماً ولافتات كتب على إحداها «مسيرة اعتصام اعداديات الديوانية».
وفي الناصرية، أعيد افتتاح كل المدارس بعدما نشرت الشرطة دورياتها، لكن الطلبة خرجوا إلى الشوارع مُصرّين على مواصلة احتجاجاتهم.
وليل الاثنين – الثلاثاء، أعلن محافظ النجف لؤي الياسري عن اتفاق مع قيادات في التيار الصدري على انسحاب «القبعات الزرق» من شوارع المحافظة.
وقال في بيان: «تم الاتفاق مع قيادات التيار الصدري على انسحاب أصحاب القبعات الزرق من شوارع المدينة».
وبالتزامن مع الاحتجاجات الرافضة لتكليف علاوي، التقى عدد من الكتل النيابية برئيس الوزراء الجديد، مساء الاثنين، مؤكدين «إعطائه الحرية الكاملة في اختيار الوزراء».
وقال النائب عبود العيساوي إن «مجموعة من النواب من كتل مختلفة التقوا علاوي، لمعرفة وجهة نظره لإدارة البلاد، وإمكانية تطبيق برنامجه الحكومي».
وأضاف أن «الكتل السياسية أعطت علاوي صلاحية اختيار وزراء الحكومة بكل حرية، على أن يتم اختيارهم، وفق الخبرة ومن الشخصيات المستقلة والنزيهة».
وتابع أن «النواب طلبوا من علاوي أيضاً تواصل الوزراء مع اللجان المختصة في البرلمان، شهرياً أو أسبوعيا»، مشيراً إلى أن «علاوي وعد بتشكيل دوائر استشارية تابعة لمكتب رئيس الوزراء تشرف على الوزارات وتتابع تطبيق البرنامج الحكومي»