6 آلاف كيلوغرام، هي باكورة استهلاك الفسيخ في الكويت، بعد افتتاح أول محل لبيعه في منطقة الفروانية في أعقاب نجاح تجربة سلسلة مطاعم فسيخ في الإمارات، والتي كانت حصيلتها 10 أفرع، فضلاً عن 15 فرعا في مصر لبيع هذا النوع من السمك المملح.
مسؤول محل «النجار»، الذي يعد الأول لبيع الفسيخ في الكويت محمد الصاوي روى لـ«الراي» قصة مجيء الفسيخ ورفاقه (السردين والرنجة وأم الخلول) إلى الكويت، قائلاً «المصريون يطلبون من معارفهم المسافرين دائماً أن يجلبوا معهم كميات من الفسيخ من مصر، ومحلات النجار كان لها تجربة ناجحة في الإمارات حيث افتتحنا 10 أفرع هناك فضلاً عن 15 في القاهرة، ومن هنا أتت فكرة افتتاح أول محل لبيع الفسيخ في الكويت».
وكشف عن أن «كمية الفسيخ التي تم استهلاكها خلال أول شهرين منذ افتتاح المحل في 8 ديسمبر الماضي، بلغت قرابة ستة أطنان»، مشيراً إلى أن «الإقبال الكبير على الفسيخ جعلنا نفكر في إنشاء فرع ثان قد يكون في السالمية أو حولي».
وأوضح أنه «من نيل محافظة كفر الشيخ، التي تبعد عن القاهرة قرابة 140 كيلومترا مربعا يتم اصطياد السمك البوري الذي يتم تمليحه بطريقة معينة ليصبح بعد ذلك فسيخاً جاهزاً للقدوم للكويت»، مبيناً أنه «من باب الحرص على جودة وسلامة المنتج تم إنشاء وافتتاح مصنع خاص بمحلات النجار لتصنيع الفسيخ، وذلك في مدينة بسيون مسقط رأس صاحب هذه المحلات محمد النجار، وإحدى أشهر المدن المصرية في صناعة الفسيخ».
تأتي شحنات الفسيخ من مدينة بسيون، التابعة لمحافظة الغربية، عبر الشحن الجوي وصولاً إلى الكويت، وفقاً للصاوي، الذي أكد أن «شحنات الفسيخ لا تخرج من مطارات مصر إلا بعد حصولها على شهادة صحية لضمان الجودة، كما أن الإدارة العامة للجمارك في الكويت لا تفرج عن تلك الشحنات إلا بعد التأكد من سلامتها».
وبشأن الأنواع التي يقدمها هذا المحل المتخصص في الأسماك المملحة، أوضح الصاوي أنها «تشمل الفسيخ والسردين والملوحة وأم الخلول وبطارخ الرنجة وبطارخ البوري»، لافتاً إلى أن «الفسيخ أكثر هذه الأنواع طلباً لدى الزبائن».
وعن الجنسيات التي تقبل على شراء الفسيخ ورفاقه، قال إن «90 في المئة من الزبائن من المصريين، أما الباقي فهم من المواطنين الذين مكثوا في مصر أو ممن لهم أم مصرية أو ممن يرغب في تجربة هذا الطعام الجديد بالنسبة لهم، ولدينا زبائن يأتون من مناطق نائية من بينها المنطقة العاشرة فضلاً عن بقية مناطق الكويت».
وتابع الصاوي شارحاً طرق التقديم: إن «الفسيخ يقدم بطرق عدة، إما مفتوحاً بحيث يتعامل معه الزبون كما يحلو له ويقوم بنفسه بفصل اللحم عن العظم، أو مخلياً لمن لا يريد أن يجهد نفسه في الفصل. كما أن الرنجة تقدم بشكل غير تقليدي كجزء من طبق سلطة»، لافتاً إلى أن «سعر كيلو الفسيخ 5 دنانير، بينما سعر كيلو الرنجة 4 دنانير».
وفي ما يتعلق بالتحذيرات التي يطلقها البعض بين الحين والآخر في شأن أضرار الفسيخ الصحية، شدد الصاوي على أنه «مهما قيل عن أضرار الفسيخ فلن يتوقف الإقبال عليه، ولكن ما نستطيع عمله هو ضمان جودة المنتج فالتخزين يكون في ثلاجات»، مشيراً إلى أن «من بين زبائن الفسيخ في الكويت عدد من الأطباء الذين أحبوا تجربة أكله».
الصاوي الذي أكد أن «النساء يشكلن السواد الأعظم من زبائن الفسيخ في الكويت»، بيّن في الوقت ذاته أن «نصف الزبائن من الأسر والنصف الآخر من العزاب، وتشكل عطلة نهاية الأسبوع أكثر أيام الطلب على شراء الفسيخ».
البطارخ… «فياغرا الفقراء»
لبطارخ الرنجة العديد من الفوائد الصحية، وفقاً لدراسات طبية، أكدت أنها تحتوي على الكثير من الفيتامينات والمعادن، ما جعل البعض يطلق عليها «فياغرا الفقراء» لدورها في الحفاظ على نشاط وقوة الجسم، ومن أهم فوائدها أنها تُصلِح الأنسجة التالفة، وتُجدّد الخلايا، وتُعزّز قوة البصر، وتُقوّي الجهاز المناعي، كما أن لها خصائص مضادة للسرطان، وتُرطّب البشرة بعمق.
ما هو الفسيخ؟
الفسيخ هو أحد أنواع السمك البوري، الذي يتم تجفيفه ووضعه في ملح خشن لمدّة خمسة عشر يوماً أو أكثر حتى يكتسب لوناً فضياً ورائحة مميّزة.
وكان الفراعنة المصريون أوّل من تناوله، واحتفظ المصريون بهذا التقليد في كل عيد شم نسيم حيث يقدم مع السلطة الخضراء وشرائح البصل، كما يتم تناوله في بعض الدول العربية مثل فلسطين في أول أيام عيد الفطر لفتح الشهية بعد صيام شهر كامل.