أعلنت الولايات المتحدة مقتل زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية قاسم الريمي في عملية عسكرية في اليمن.
وجاء الإعلان على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي وصف مقتل الريمي بأنه “أضعف تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وفي شتى أنحاء العالم كما أن هذه العملية قربتنا من القضاء على خطر تلك الجماعات التي تهدد أمننا القومي”.
وقال ترامب في بيان “تحت قيادة الريمي، ارتكب تنظيم القاعدة أعمال عنف ضد المدنيين في اليمن كما أنه سعى لتنفيذ وإلهام أنصاره بتنفيذ هجمات ضد الولايات المتحدة وقواتنا”.
فمن هو قاسم الريمي وما أهميته في صفوف تنظيم القاعدة
يقع اسم قاسم الريمي،المكنى “أبو هريرة الصنعاني”، (واسمه الحقيقي قاسم عبدة محمد أبكر)، في أعلى قائمة المسلحين الضالعين في أعمال إرهابية “جهادية” المطلوبين عربيا ودوليا.
وتولى الريمي قيادة “تنظيم القاعدة في جزيرة العرب” في حزيران يونيو 2015 في أعقاب مقتل زعيم التنظيم السابق ناصر الوحيشي في ضربة جوية بطائرة مسيرة في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت شرقي اليمن.
وكان “تنظيم القاعدة في جزيرة العرب” أُنشأ من دمج فرعي تنظيم القاعدة في اليمن والمملكة العربية السعودية في عام 2009، ويقول بعض المراقبين إن الريمي كان أحد من أسهموا في جهود توحيد التنظيم تلك.
وتتهم الولايات المتحدةالتنظيم بالضلوع في عدد من الهجمات التي استهدفت المصالح الأمريكية والغربية، ومن بينها التخطيط والإشراف على عدد من العمليات الإرهابية ومن أبرزها تلك استهدفت المدمرة الأمريكية “يو أس أس كول”في خليج عدن وأسفرت عن مقتل 17 عسكريا أمريكيا، والهجوم على مبنى السفارة الأمريكية في صنعاء عام 2008 والذي أسفر عن مقتل 16 شخصا.
وقد أعلنت في عام 2010 عن إدارج اسم الريمي في قائمة الإرهابيين المطلوبين وتجميد أي أرصدة أو أصول مالية يمتلكها داخل الولايات المتحدة.
وفي عام 2018 رفعت قيمة المكافأة التي وضعتها لمن يقدم معلومات تقود إلى اعتقاله من خمسة إلى عشرة ملايين دولار.
“خليفة الظواهري”
ويعتقد أن الريمي من مواليد 1978 وقد التحق بتنظيم القاعدة في عمر مبكر، حيث تدرب على السلاح في معسكراته بأفغانستان في التسعينيات.
وقد عاد الريمي إلى اليمن في عام 2004، واعتقل هناك وصدر بحقه حكم بالسجن، بتهمة التخطيط لاغتيال مواطنين أجانب في اليمن.
وتمكن الريمي من الهروب من السجن في عملية هروب جماعية لأكثر من 20 عنصرا من مسلحي التنظيم من سجن بصنعاء في عام 2006.
وتقول ريتا كارتز مديرة موقع (سايت) الاستخباري المهتم بمتابعة نشاطات الجماعات المتطرفة في تغريدة على حسابها الرسمي في موقع تويتر، إذا تأكد مقتل الريمي فسيعد ضربة كبيرة لعموم تنظيم القاعدة، لأن الريمي، حسب تعبيرها، كان مرشحا لخلافة زعيم التنظيم أيمن الظواهري.
ولم يحدد ترامب متى قتل الريمي وطريقة مقتله لكن تقارير صحفية تحدثت عن أنه قتل في غارة بطائرة أمريكية مُسيرة استهدفت الجمعة الماضية منزلا في مديرية “وادعي عبيدة” شرق مدينة مأرب اليمنية يستخدمه مسلحو القاعدة وكرا لهم.
وكانت تقارير سابقة تحدثت عن مقتل الريمي في غارة أمريكية في اليمن منذ يناير / كانون الثاني الماضي ولكن التنظيم أصدر رسالة صوتية بصوت الريمي للرد على تلك التقارير، ويرى بعض الخبراء أن الرسالة قد تكون سُجلت في وقت سابق.
ويصف مسؤولون أمريكيون تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بأنه من أنشط فروع تنظيم القاعدة خارج أفغانستان وباكستان.
ويستثمر التنظيم الأوضاع الأمنية المضطربة في اليمن لتوسيع قاعدته وشن هجماته، ويُتهم بالوقوف وراء العديد من الهجمات التي قتل فيها مئات الأشخاص في اليمن والسعودية، فضلا عن التخطيط لهجمات معقدة ضد مصالح الغربية، من بينها عملية إرسال طرود مفخخة على متن طائرة شحن متوجهة إلى الولايات المتحدة، التي احبطت في مطار دبي في عام 2010.