شدّد رئيس جمعية المياه الكويتية الدكتور صالح المزيني، على ضرورة «الاستفادة من زيوت الطعام المستخدمة»، لافتاً إلى أن «هذه الزيوت تصرف في شبكات المجاري وهنا قد تسبب انغلاقا جزئيا أو كليا لتلك الشبكات، فضلاً عن أنها قد تصل للبيئة البحرية بما تحويه من مواد ضارة ومسرطنة مما يزيد من تلوث البيئة البحرية».
وذكر المزيني في تصريح، أمس «يمكن الاستفادة من زيوت الطعام المستخدمة في تحويلها لديزل حيوي كوقود بديل وفي الوقت نفسه نكون قد حافظنا على شبكة مياه المجاري لأن هذه الزيوت قد تتكثف وتسبب انفجار أنابيب المجاري»، لافتاً إلى أن «احدى الشركات في الكويت بصدد البدء في تحويل زيوت الطعام المستخدمة إلى وقود حيوي».
وتابع «هناك من يجمع هذه الزيوت المستعملة بطريقة غير قانونية من المطاعم والشركات ويقوم بتصديرها إلى خارج الكويت»، معرباً عن أمله «أن يتم تنظيم وتقنين آلية لعملية الجمع وخاصة في ظل ما يمكن تسميته بمافيا تجمع الزيوت وتصدرها خارج الكويت».
تصريح المزيني جاء على هامش فعاليات النسخة الرابعة للدورة التدريبية «إنتاج الديزل الحيوي من زيت الطعام المستهلك – حماية لمصادر المياه والبيئة ومصدر اقتصادي للطاقة المتجددة»، التي بدأت أمس في مقر المعهد العربي للتخطيط، وتنظمها جمعية المياه الكويتية على مدى ثلاثة أيام برعاية مدير عام الهيئة العامة للبيئة الشيخ عبدالله الأحمد.
وأكد المزيني ان «الجمعية بادرت بعقد الدورة بهدف إلقاء الضوء على الحلول المختلفة منها تدوير مخلفات زيوت الطعام المستعمل إلى مواد مفيدة»، لافتاً إلى أنها «تنسجم مع توجيهات الهيئة العامة للبيئة والجهات الدولية لحماية مصادر المياه واستدامتها وإيجاد حلول للاستفادة منها كمصادر متنوعة للطاقة البديلة وانسجاما مع رؤية دولة الكويت 2035 في حماية مصادر المياه».
وبيّن المزيني أن «الجمعية تقدم كل دعم لقطاع المياه بغرض تطويرها وتوفير وتأمين مصادرها وتأمين حاجة المواطن من المياه ذات الجودة العالية ودعم الاستراتيجية الوطنية للمياه»، مضيفا «ان انعقاد هذه الدورة يتماشى مع أهداف الدولة والجهات الداعمة، والمشاركة في الدورة في المحافظة على مصادر المياه ودعم مسيرة بناء الكويت الجديدة التي تحمل الرؤية الأميرية 2035 بأن تكون مصادر المياه في الكويت من بين أكثر دول العالم محافظة عليها وتسليط الضوء على الحلول المناسبة لقضايا المياه».
بدوره، أكد نائب مدير عام الهيئة العامة للبيئة لقطاع الشؤون الفنية الدكتور عبدالله الزيدان، في كلمته التي ألقاها نيابة عن مديرها العام ورئيس مجلس إدارتها الشيخ عبدالله الأحمد، أن «منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تؤكد ان استهلاك الفرد الواحد من الزيت النباتي سنويا يزيد على 19 كيلوغراما، كما ان غالبية الأسر تستهلك نحو 3 ليترات من الزيت شهرياً وتشكل هذه المستويات المرتفعة مشاكل صحية، لذا تأتي أهمية تنظيم هذا البرنامج التدريبي للبحث عن الحلول المتعلقة بإعادة تدوير زيوت الطعام المستهلكة، انسجاما مع التوجهات المحلية والعالمية الحالية والمستقبلية والدوافع الاقتصادية والبيئية والتي تقضى بضرورة اتخاذ إجراءات نحو تعديل منظومة الطاقة وايجاد مصادر متنوعة وبديلة، من خلال إعادة تدوير هذه الزيوت في انتاج وقود حيوي نظيف، نظرا لآثارة الايجابية اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا تحقيقا لرؤية الكويت 2035».
وفي السياق، أوضح عضو مجلس إدارة جمعية المياه المهندس محمد القناعي، ان «البرنامج التدريبي يهدف إلى التعريف بالمصادر المستخدمة في إنتاج الوقود الحيوي وأنواعه وتحديد الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المصاحبة لعملية إنتاج الوقود الحيوي، وتبادل التجارب العربية والعالمية في هذا المجال فضلا عن الاطلاع على التقنيات الحديثة المستخدمة في إنتاج الوقود الحيوي وتشجيع إقامة مشاريع في مجال إنتاج الوقود الحيوي لتحقيق تنمية محلية وتوفير فرص الشغل وتقديم حالة دراسية حول إنتاج الديزل الحيوي من زيت الطعام المستعمل».
شاهد أيضاً
«الشؤون»: تأكدوا من التبرع للجمعيات الخيرية المعتمدة.. وبالوسائل المصرح بها
أهابت وزارة الشؤون الاجتماعية بالمواطنين والمقيمين التأكد من التبرع للجمعيات الخيرية المعتمدة والمسجلة لديها. ونوهت …