صعّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نبرته ضدّ روسيا، متهماً إياها بارتكاب «مجازر» في إدلب، في وقت توسعت قوات النظام السوري في محيط الطريق الدولي حلب – دمشق لضمان أمنها غداة سيطرتها عليه بالكامل للمرة الأولى منذ 2012.
وأشار المرصد السوري لحقوق الانسان، إلى «تقدم متواصل منذ الثلاثاء لقوات النظام في إطار تأمينها محيط الطريق الدولي» وإبعاد «هيئة تحرير الشام» والفصائل الأخرى عن الطريق منعاً لاستهدافه.
وتمكنت قوات النظام منذ الثلاثاء من التوسع إلى الغرب من الطريق، واستعادت قرى وبلدات عدة، أبرزها بلدة خان العسل المحاذية لمدينة حلب، ما أدى إلى مقتل مئات المدنيين ونزوح الآلاف في ظلّ ظروف مناخية قاسية. وأعلن «المرصد»، أمس، نزوح أكثر من 70 ألف مدني خلال 24 ساعة من في القطاع الغربي من ريف حلب.
وفي أنقرة، هدد أردوغان بضرب قوات النظام «في كل مكان» في حال تعرض جنوده لأذى، لكن روسيا ردت باتهام الأتراك بعدم «تحييد الإرهابيين» في محافظة إدلب، آخر معاقل المعارضة في سورية.
وعززت تركيا مواقعها العسكرية في المنطقة، حيث وصلت مئات الآليات المحملة بقوات خاصة ومدافع وعسكريين منذ الجمعة إلى بلدة بنش الواقعة شمال شرقي مدينة إدلب.
وفي موقف قل مثيله، انتقد أردوغان، روسيا بشكل مباشر خلال اجتماع لكتلة حزبه الحاكم «العدالة والتنمية» في البرلمان، بقوله إن «النظام والقوات الروسية التي تدعمه تهاجم المدنيين باستمرار وترتكب مجازر».
وأضاف أن تركيا ستفعل «كل ما هو ضروري» لرد قوات النظام إلى خلف نقاط المراقبة، و«سنضرب قوات النظام في كل مكان اعتباراً من الآن بغض النظر عن اتفاقية سوتشي، في حال إلحاق أدنى أذى بجنودنا ونقاط المراقبة التابعة لنا أو في أي مكان آخر».
ورداً على ذلك، اتهمت موسكو، أنقرة، بعدم الالتزام باتفاق عام 2018.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن تركيا «ملزمة تحييد المجموعات الإرهابية»، لكن «كل تلك المجموعات تهاجم القوات السورية وتقوم بأعمال عدوانية ضد المنشآت العسكرية الروسية».
وفي اتصال هاتفي في وقت سابق، عبّر أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين عن رغبتهما «بالتطبيق الكامل» لاتفاقات خفض التصعيد، بحسب الكرملين.
وفي مؤشر الى رغبة أنقرة مواصلة الحوار، أعلن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، أن وفداً تركيا سيتوجه إلى موسكو «خلال الأيام المقبلة».
وفي دمشق، قال مصدر في وزارة الخارجية السورية: «يخرج علينا رأس النظام التركي بتصريحات جوفاء فارغة وممجوجة لا تصدر إلا عن شخص منفصل عن الواقع (…) ولا تنم إلا عن جهل ليهدد بضرب جنود الجيش العربي السوري بعد أن تلقى ضربات موجعة لجيشه من جهة ولإرهابييه من جهة أخرى».
وفي ظل التوتر الروسي – التركي، أعربت واشنطن عن دعم واضح للسلطات التركية.
وأجرى المبعوث الأميركي الخاص لسورية جيمس جيفري محادثات مغلقة مع مسؤولين أتراك حول «الوضع الإنساني على الأرض والعملية الإنسانية».
وكان أعلن لدى وصوله مساء الثلاثاء إلى أنقرة أن واشنطن تريد دعم تركيا «قدر الإمكان».
لكن مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين، استبعد احتمال تدخل واشنطن عسكرياً، في محافظة إدلب.
وقال «إن نظام (الرئيس بشار) الأسد وداعموه أغاروا على القوات التركية والعناصر التي تعمل معها، فهل يُنتظر منّا أن نلعب دور الشرطي الدولي وننزل بالمظلات إلى إدلب لإيقاف الاعتداءات»؟
من ناحية أخرى، قتل شخص موالٍ للنظام في تبادل لإطلاق النار مع قوات أميركية في بلدة خربة عمو جنوب شرقي مدينة القامشلي، في محافظة الحسكة.
وأوضح التحالف الدولي بقيادة واشنطن في بيان: «قامت قوات التحالف بالرد على النيران كمحاولة للدفاع عن النفس»، أثناء مرورها قرب حاجز لقوات موالية للنظام.
وحصل تبادل إطلاق النار، بحسب «المرصد»، «أثناء مرور الدورية خطأ» في قرية خربة عمو الخاضعة لسيطرة النظام.
شاهد أيضاً
البيت الابيض يهتز بعد نشر “نيويورك تايمز” معلومات صادمة بشأن تفجير خطوط “السيل الشمالي 2”
رفض البيت الأبيض بصورة قاطعة، المعلومات التي قالت إن عبوات ناسفة تحت خطوط “السيل الشمالي …