فيما يتابع فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد 19) تمدده خارج بؤرة ظهوره الأول في الصين، وتحديداً مدينة ووهان، تتواصل الاستعدادات الاحترازية التي تتخذها وزارة الصحة والجهات المعنية الأخرى لمنع وفادة المرض إلى البلاد، متوخية أقصى درجات الحيطة والحذر، لا سيما بعد أن ضرب خطر الإصابات، إحدى دول المحيط الإقليمي للدولة مع إعلان الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن تسجيل أول حالتي وفاة بالفيروس في نطاق مدينة قم.
وفيما شارك وزير الصحة الشيخ الدكتور باسل الصباح أمس في الاجتماع الاستثنائي للجنة وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي لمناقشة مستجدات الفيروس في الرياض، أكدت مصادر مطلعة متابعة المسؤولين في الوزارة بشكل حثيث لتنفيذ خطة الطوارئ للوقاية والحد من دخول وانتشار الفيروس، استجابة لتوصيات منظمة الصحة العالمية، حيث شهدت أروقة الوزارة عقد اللجنة العليا الدائمة لتطبيق اللوائح الصحية الدولية اجتماعاً برئاسة وكيل الوزارة الدكتور مصطفى رضا أول من أمس، بهدف متابعة تطورات الفيروس والتأكد من جهوزية جميع الاستعدادات ومتابعة تنفيذ خطة الطوارئ عند الحاجة.
وإذ أوضحت المصادر «تواصل استعدادات وزارة الصحة وجهوزيتها للتعامل مع أي طارئ»، أكدت أن «هذا يتزامن مع تعاون وتنسيق مع الجهات المعنية الأخرى، وحزمة توجيهات شهدها الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء، منها توجيه وزارة الخارجية للتعميم على البعثات الديبلوماسية في الخارج تأجيل الاحتفالات بالأعياد الوطنية لهذه السنة، وتوجيه وزارة التجارة والصناعة بحظر تصدير المواد الطبية والوقائية المتعلقة بمواجهة الوباء، وتوجيه ديوان الخدمة المدنية بوضع ضوابط للحد من سفر الموظفين في المهمات الرسمية واقتصارها على حالة الضرورة، فضلاً عن التأكيد على أهمية تجنب المواطنين والمقيمين لأي تجمعات، لاسيما خلال فترة الأعياد الوطنية، لتلافي المخاطر المترتبة كافة على انتشار هذا المرض والحفاظ على سلامة المواطنين والمقيمين».
وبناء على توجيهات مجلس الوزراء، أهاب ديوان الخدمة المدنية، أمس، بجميع الجهات الحكومية عدم تكليف موظفيها في مهمات رسمية أو إيفادهم في دورات تدريبية خارجية، واقتصار ذلك على حالة الضرورة القصوى بعد عرض كل مبررات وأسباب التكليف أو الإيفاد على الديوان، مع أخذ الحيطة والحذر والالتزام باتباع التعليمات والتوجيهات الصادرة من الجهات المعنية في هذا الشأن.
وفي الرياض، أعلن وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي عن اتخاذ الإجراءات الاحترازية كافة للتعامل الوقائي في المنافذ الحدودية لدول المجلس بما يتعلق بفيروس كورونا المستجد.
وجاء ذلك خلال الاجتماع الاستثنائي الطارئ الذي تم عقده في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية برئاسة وزير الصحة ووقاية المجتمع الإماراتي عبدالرحمن العويس بمشاركة وزير الصحة الكويتي الشيخ الدكتور باسل الصباح.
وأوضح الوزراء خلال الاجتماع أن الإجراءات المتخذة بخصوص الفيروس تأتي من خلال تنفيذ اللوائح الصحية الدولية (2005) المعتمدة من منظمة الصحة العالمية وتنفيذ دليل الإجراءات الصحية الموحدة في المنافذ الحدودية لدول مجلس التعاون.
وكلف وزراء الصحة اللجان المختصة والعاملة في هذا الشأن بمتابعة المستجدات في هذا الموضوع وتبادل المعلومات في ما بين دول مجلس التعاون.
وأشادوا بالجهود التي تقوم بها الصين في متابعة ومكافحة الفيروس، معربين عن كامل دعمهم ومساندتهم للتعاون معها في هذا المجال.
من جانبه، أكد رئيس الاجتماع الوزير العويس في كلمته على أن الهدف المشترك هو مواصلة تنسيق المواقف وتعزيز أواصر التعاون لمكافحة الأوبئة لاسيما فيروس (كورونا المستجد كوفيد – 19).
من جانبه، قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف في كلمته إن الدعوة لهذا الاجتماع جاءت تنفيذاً لقرار وزراء الصحة لتحقيق أحد أهداف مجلس التعاون والمتمثل في توحيد المواقف وتنسيق الجهود والتكامل والترابط بين دول المجلس في المجال الصحي والتخطيط للتعامل مع الحالات الطارئة في دول المجلس.
وأوضح الحجرف «بالرغم من الجهود المضنية التي تقوم بها جميع وزارات الصحة بدول المجلس للوقاية الوطنية من هذا الفيروس، إلا أن الوضع استدعى عقد اجتماع طارئ واستثنائي للجنة وزراء الصحة لمناقشة الجوانب المشتركة والتي تتطلب التنسيق وتوحيد المواقف والجهود لمواجهة هذا الحدث ووضع الخطط والاحترازات اللازمة لمواجهته».
شاهد أيضاً
«الشؤون»: تأكدوا من التبرع للجمعيات الخيرية المعتمدة.. وبالوسائل المصرح بها
أهابت وزارة الشؤون الاجتماعية بالمواطنين والمقيمين التأكد من التبرع للجمعيات الخيرية المعتمدة والمسجلة لديها. ونوهت …