في ظل ما تواجهه وزارة الصحة من انتقادات في تعاملها مع ظهور حالات الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد بين المواطنين العائدين من إيران، أكدت مصادر صحية مطلعة أن ما قامت به الوزارة من إجراءات احترازية، على كل المستويات تعتبر متقدمة، مقارنة بالإجراءات التي اتخذت في عدد من الدول المتقدمة التي ظهرت فيها حالات إصابة.
وكشفت المصادر ان تأكيد ظهور النتيجة النهائية لعينة المسحة المأخوذة من المريض تستغرق بين 3 و4 ساعات في الظروف العادية، بينما قد تستغرق نحو 12 ساعة أو أكثر في الظروف الاستثنائية، كما حدث في عملية اجلاء القادمين من إيران.
ولفتت إلى أهمية ان يقارن من ينتقدون اجراءات الوزارة التي اتخذتها من تطبيق الحجر الصحي الاجباري والحجر الصحي المنزلي على القادمين من دول موبوءة بالإجراءات التي اتخذتها دولة شقيقة وصديقة.
وشددت على أهمية أن يقارن هؤلاء بين الاجراءات المتشددة التي اتخذتها الوزارة، التي تفوق في درجتها التوصيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، وبين الاجراءات المتبعة في دول أخرى متقدمة طبياً التي اتخذت إجراءاتها في وقت متأخر بينما الإجراءات الكويتية كانت استباقية.
البحرين
ففي مملكة البحرين، يتم فحص جميع القادمين لمطار البحرين الدولي المشتبه إصابتهم بالفيروس للتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس، وفي حال ظهور الأعراض عليهم يتم نقلهم فورا للعلاج، بعد التأكد من نتائج التحليل، وعزلهم في المراكز المخصصة لذلك. وفي إجراء احترازي تم تعليق جميع الرحلات الآتية من مطاري دبي والشارقة الدوليين لمدة 48 ساعة، فيما تقوم شؤون الطيران المدني، بالتعاون مع كل الجهات المعنية باتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من فيروس كورونا.
واتبعت وزارة الصحة البحرينية الإجراءات اللازمة للتعامل مع أي حالة يشتبه بإصابتها بالفيروس، وتم إجراء التحاليل اللازمة عبر فريق طبي مختص، فيما يتم استدعاء المخالطين للمريض وتطبيق إجراءات العزل المعتمدة عليهم، بالاضافة لمتابعة جميع القادمين من الدول الموبوءة لمدة 14 يوماً من قبل فريق متخصص من الصحة العامة والاتصال بهم يومياً للتأكد من خلوهم من أي أعراض والتزامهم بإرشادات العزل، وتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية من الفيروس، بحسب المعايير الدولية والتي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، وفقًا لخطة التأهب والاستجابة الاستراتيجية للفيروس، كما انها طلبت من كل المواطنين والمقيمين في حال شعورهم بالأعراض المرتبطة بالفيروس، مثل ارتفاع في درجة الحرارة، والسعال، وصعوبة في التنفس، أو في حال سفرهم لأحد البلدان المصابة بالفيروس، أو اختلاطهم بأحد المسافرين إليها أو اختلاطهم بأحد المصابين بالفيروس، البقاء في مقر سكنهم في غرفة منفصلة، واتباع التعليمات التي ستعطى لهم من قبل الفريق الطبي، مع ضرورة تجنب الاختلاط بالآخرين.
عُمان
وفي سلطنة عمان، حيث تم تسجيل أوّل حالتين موجبتين لمرض فيروس كورونا لمواطنتين عمانيتين قدمتا من إيران، وإيداعهما في الحجر الصحي، كان الإجراء الأول تعليق الهيئة العامة للطيران المدني جميع رحلات الطيران المدني بين السلطنة وإيران. وطالبت الوزارة الجميع بالتقيد بإجراءات الحجر الصحي لكل المسافرين القادمين من الدول التي سجلت فيها حالات بالفيروس، وتجنب السفر إليها، إلّا للضرورة القصوى.
وكإجراء احترازي، تم تعميم بعض الإرشادات، بهدف المحافظة على الصحة العامة، من خلال اتباع العادات الصحية السليمة عند السعال والعطس والتقليل من المصافحة وتجنب التقبيل والخشوم في المناسبات الاجتماعية.
الإمارات
أما دولة الإمارات العربية المتحدة، فقد تعددت الإجراءات بين تعليق هيئة الطيران المدني الإماراتية، جميع الرحلات المتجهة والقادمة من إيران، بما فيها طائرات الركاب والشحن اعتباراً من أمس ولمدة أسبوع قابلة للتجديد، واتخذت وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإجراءات اللازمة كافة، بما فيها التقصي وفحص المخالطين ومتابعتهم في إطار إجراءاتها الاحترازية بالتعاون مع الجهات الصحية بالدولة، وتعزيز آلية الترصد للأمراض من أي جائحات صحية بكفاءة واستدامة، لتعزيز الثقة بالإجراءات الوقائية بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية بمختلف القطاعات.
ونصحت الوزارة الجمهور باتباع الإجراءات والتدابير الصحية الوقائية والاطلاع على النشرات التوعوية المتوافرة على موقعها الالكتروني والمواقع الرسمية للجهات الصحية بالدولة. وأوصت أفراد المجتمع باتباع السلوك الصحي الذي يساعد في حماية الأفراد من العدوى بالأمراض المعدية، كالاهتمام بنظافة الأيدي وغسلها جيدا بالماء والصابون، وتغطية الأنف والفم عند السعال أو العطس، لمنع انتشار الجراثيم والفيروسات، مؤكدة أنها وبالتعاون مع الشركاء تتبع آلية ترصد وبائي وفق أعلى الممارسات العالمية لضمان الكفاءة المستدامة في الترصد الوبائي والاستجابة المناسبة للطوارئ الصحية وفق معايير منظمة الصحة العالمية.
قطر
وفي قطر التي لم تعلن عن أي إصابة بهذا الفيروس، اتخذت إجراءات عدة لمحاصرة تفشيه، شملت فرض قيود على دخول قطر. وأعلنت شركة موانئ قطر بدء فحص جميع السفن الآتية إلى موانئ حمد والرويس والدوحة، خاصة من البلدان التي أعلنت تسجيل حالات إصابة بالفيروس، وتطبيق جميع الإجراءات الصحية على طاقم السفن المقبلة للكشف عن الفيروس. كما أعلنت الخطوط الجوية القطرية أنها ستطلب من الركاب القادمين من إيران وكوريا الجنوبية البقاء في منازلهم أو في منشأة للحجر الصحي لمدة 14 يوماً، بسبب مخاوف من انتقال «كورونا» إلى البلاد.
السعودية
في المملكة العربية السعودية، طبقت وزارة الصحة العديد من الإجراءات الاحترازية المشددة للتصدي لهذا الفيروس، في منافذ الدخول الجوية والبحرية والبرية، حيث يوجد فيها مراكز مراقبة صحية مزودة بأجهزة قياس الحرارة وكاميرات حرارية وتجهيزات طبية لتنفيذ الإجراءات الوقائية، وأوصت بضرورة الاهتمام بنظافة اليدين وأن يكون العطس أو السعال باستخدام المناديل أو في المرفق، والابتعاد عن الأشخاص الذين لديهم أعراض.
وذكرت أن القادمين من إحدى الدول الموبوءة يتم استقبالهم من قبل كوادر طبية ووضعهم في الحجر الصحي وفحصهم للتأكد من عدم حملهم للفيروس.
تايوان
وفي شرق آسيا، حيث انطلق الفيروس، قامت تايوان باتخاذ العديد من الاجراءات لمواجهته، وتدرجت إجراءاتها بحسب الحالة، فبدأت في حال التأكد من تواصل الشخص مع حالة مصابة بالفيروس، يطبق عليه الحجر المنزلي لمدة 14 يوماً، ويمنع من استخدام المواصلات العامة أو مغادرة البلاد، كما يتم فحصه مرتين من قبل السلطات الصحية ويكون مراقبا إلكترونيا، وفي حال خالف أياً من هذه التعليمات يتم تطبيق العزل الالزامي عليه وأي عقوبات أخرى قد تفرضها عليه شعبة الامراض السارية في البلاد.
وفي حالة السفر أو التنقل في الصين أو هونغ كونغ أو مكاو، فإنه يطبق عليه الحجر الصحي ويخضع لفحص يومي من قبل رئيس الجناح بالاضافة لمراقبته إلكترونياً وفي حال خالف أياً من هذه التعليمات يتم تطبيق العزل الالزامي عليه وأي عقوبات أخرى قد تفرضها عليه شعبة الأمراض السارية في البلاد.
ويتضح من المقارنة، أن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس «كورونا» التي اتخذتها الكويت هي الأشد وتتعدى ما أوصت به منظمة الصحة العالمية حفاظاً على صحة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.
لا توصية بدخول الوافدين من إيران
نفت وزارة الصحة صحة ما يُشاع عن توصية الوزارة بالسماح لبعض الركاب (غير المواطنين) القادمين من إيران، ممن يحملون إقامات صالحة، من دخول البلاد.
وأشارت الوزارة إلى تنسيقها مع الجهات المعنية في الدولة، لتطبيق الإجراءات الاحترازية على المسافرين القادمين من جميع الوجهات حول العالم، لاسيما من المناطق التي رصدت حالات مؤكدة بفيروس كورونا المستجد، حفاظاً على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين في دولة الكويت.
تعليمات لمجلس الصحة الخليجي عن الحجر
أصدر مجلس الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي، مقطع فيديو يوضح بأن الحجر الصحي بالمستشفى يتم عند التأكد من وجود الاصابة بالفيروس، أو ظهور علامات العدوى بشكل واضح، فيما الحجر بالمنزل يتم لمن تأكدت مخالتطهم لأشخاص مصابين، لكن لم تتأكد إصابتهم بالفيروس، ولم تظهر عليهم أي أعراض واضحة للعدوى.
وأشار المجلس إلى أن آلية الحجر الصحي المنزلي تتمثل في البقاء في المنزل حتى يتم التأكد من عدم الاصابة، أي بعد انتهاء فترة الحضانة، وهي أسبوعان، واتباع إجراءت الوقاية وعزل الشخص المتوقع إصابته وحفظ مسافة كافية بينه وبين أفراد العائلة، وإذا ظهرت أعراض يجب طلب الاسعاف وعدم الذهاب للمستشفى لتجنب انتقال العدوى للآخرين.