فيما أشاد المكتب الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، بالإجراءات الكويتية، في التعاطي مع انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» ورآها تسير في الطريق الصحيح، أوصى ممثلو المكتب بعدم ضرورة فرض قيود على حركة السفر بين الكويت ومصر، حيث سجلت الأخيرة حالة إصابة وافدة لها من الخارج.
وقال المستشار الإقليمي للوبائيات ورئيس فريق الاستجابة لفيروس كورونا في المكتب الدكتور عبدالناصر أبو بكر، في تصريح على هامش المؤتمر الصحافي الذي عقدته وزارة الصحة بمناسبة زيارة وفد منظمة الصحة العالمية لمتابعة إجراءات الوزارة بهذا الخصوص، «تواصلت للتو مع وزيرة الصحة المصرية، واستطيع القول إنني لا أرى أي أسباب لفرض قيود خاصة على حركة السفر بين البلدين»، موضحا أن «الحالات التي تم اكتشافها وقيل إنها قادمة من مصر هي حالات لاشخاص لهم تاريخ في السفر في دول عدة، والحكومة المصرية تقوم بإجراء تحريات عنهم، وتواصلت مع دول أخرى للحصول على مزيد من المعلومات حولها».
وأضاف أبو بكر «كما تعلمون هناك حالة واحدة مؤكدة تم اكتشافها في مصر قبل نحو أسبوعين، وحاليا ليس هناك وضع يستدعي اتخاذ إجراءات معينة، وليس هناك داعٍ لاتخاذ أى قيود على القادمين منها، وإذا تغير الوضع فأعتقد أن الأمر يعود إلى حكومة مصر لاتخاذ الاجراءات اللازمة. وبينما نتحدث الآن، أعتقد أنه لا يوجد ما يستدعي اتخاذ اجراءات، وإذا حصلت تغيرات فسيكون هناك تقييم مختلف للأوضاع عندئذ، والحكومة المصرية تسألنا السؤال ذاته، ألا وهو ما الاجراءات التي ينبغي أن نتخذها إزاء المسافرين القادمين من الكويت التي ظهرت فيها حالات، ونحن نجيبهم بأن الكويت نجحت في الاكتشاف المبكر للإصابات، وأن نظام المراقبة الكويتي فعال وناجح، حيث إن الحالات التي في الكويت قادمة مع مسافرين من دول أخرى، وهذا يوضح لنا أن منظومة الاستطلاع والرصد في الكويت تعمل بفعالية ومعظم حالات الإصابة مستقرة ولا توجد حالات حادة».
من جانبه، أشاد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتور أحمد المنظري بتعامل الجهات المعنية في الكويت مع تفشي فيروس كورونا المستجد والعمل على احتوائه. وأثنى على ما تقوم به حكومة الكويت من جهود في تنفيذ توصيات المنظمة فيما يتعلق بانتشار الفيروس.
وبيّن أن إجراءات الجهات المعنية في الكويت تشمل تعزيز الرصد الفعال في جميع منافذ البلاد والمستشفيات والمراكز الصحية والتحري عند الدخول على جميع المسافرين القادمين من البلدان الموبوءة. وذكر أنه من الاجراءات التي قامت بها الجهات الكويتية أيضا تدريب العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية، والتعامل مع المخالطين ووضعهم في الحجر الصحي وعزل حالات الإصابة المؤكدة، والتعامل معها علاجيا وتوعية العامة فضلا عن غيرها من التدابير الخاصة بهذا الشأن.
وتوجه بالشكر إلى حكومة الكويت على عملها الدؤوب للاستجابة مع تفشي هذا المرض باعتبارها إحدى الدول الموقعة على اللوائح الدولية الصحية لعام 2005 كما تعمل على استيفاء التزاماتها بتعزيز قدراتها الاساسية بما فيها الكشف المبكر عن أحداث الصحة العامة والاستجابة لها في الوقت المناسب.
وأشار إلى أن المنظمة العالمية تتابع باستمرار مع الجهات المختصة في الكويت، وفي كل دول الاقليم والعالم ومع المختصين، آخر مستجدات انتشار فيروس كورونا المستجد، وفقا لبيانات ومعلومات ذات مصداقية بغية اتخاذ القرار المناسب. وأضاف أن المنظمة تتابع كذلك عدد الاصابات في الاقليم والمعلومات المغلوطة المنتشرة في مختلف وسائل التواصل ووسائل الإعلام حول هذا المرض التي تتسبب بالذعر للجميع.
ولفت المنظري إلى أن هناك تخاطباً بين منظمة الصحة العالمية وبين الجهات المختصة في دولة الكويت حول الاجراءات التي قامت بها وزارة الصحة والجهات المعنية ومراجعتها مع الفريق المختص في المنظمة.
وضمن فعاليات الزيارة، استقبل وزير الصحة الدكتور باسل الصباح، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتور أحمد المنظري والوفد المرافق، في مكتبه بالوزارة أمس، وتخلل الزيارة اجتماع تنسيقي بين الجانبين حول الإجراءات الإحترازية التي تتخذها الكويت في مجابهة فيروس كورونا، وفقا للبروتوكولات العالمية والبرامج الوقائية لمنظمة الصحة العالمية.
إلى ذلك، قد قام المنظري، أمس بزيارة تفقدية إلى مستشفى جابر، للاطلاع على الاجراءات الاحترازية والوقائية المطبقة في البلاد بشأن فيروس كورونا المستجد. وأوضح أن الهدف من الزيارة التفقدية للمستشفى المرور على جميع المصابين بالفيروس، للاطمئنان على صحتهم ومتابعة الإجراءات الصحية المتبعة لضمان سلامتهم. وأشاد بالإجراءات الصحية والاحترازات الوقائية عالية المستوى التي تتبعها الكويت مع المصابين، وفي تعاملها مع تفشي الفيروس والعمل على احتوائه.