كشف السفير الصيني لدى البلاد لي مينغ قانغ، عن تواصل الشركة الصينية التي قامت ببناء مستشفى جديد موقت في مدينة ووهان خلال 10 أيام، مع الجانب الكويتي في شأن بناء مستشفى مؤقت في الكويت، حيث تستعين الكويت بالتجربة الصينية في إنشائه، مشيرا إلى وجود شركات صينية أخرى تساعد الجانب الكويتي بنشاط على شراء المواد الوقائية.
وأعرب قانغ في تصريح صحفي عن ثقته التامة بأن علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية – الكويتية ستشهد شروقاً عظيماً بعد «الغيوم» الناتجة عن انتشار الفيروس، مؤكداً أن هذا الفيروس لا يحترم الحدود ولا يميز بين الأعراق، ولا تقدر أي دولة على تحصين نفسها بمفردها، ولا يمكن أن ننتصر على الوباء إلا بالتعاون والتضامن.
وأضاف أن فيروس «كورونا» المستجد يعد اختباراً كبيراً لجميع بلدان العالم، لافتاً إلى أن الصين تخطت المرحلة الأصعب، فاستأنفت المصانع إنتاجها وبدأت المدارس إعادة الدراسة فيها، كما بدأت استعادة حركة المرور بشكل منظم في مقاطعة هوبي الأكثر تضرراً، وسيتم رفع حظر حركة المرور في مدينة ووهان بعد أسبوعين، ويمكن القول إن الصين قد سيطرت على تفشي الوباء بشكل عام، ونتطلع إلى الانتصار الكامل على الوباء في المستقبل القريب.
وتابع أنه ما زالت مهام الصين لاحتواء الوباء ثقيلة للغاية بطبيعة الحال، حيث مع الاستئناف التدريجي للإنتاج والعمل، سيشكل تنقل الناس وتجمعاتهم مخاطر جديدة لتفشي المرض، مضيفاً أن انفجار الوباء في العديد من الأماكن حول العالم يزيد احتمال وصول الوباء إلى الصين من خارجها، ولقد اتخذ الجانب الصيني الإجراءات الصارمة لعلاج بقية المصابين ومنع وصول الوباء إليها من الخارج اللذين يعتبران مهام الصين الجوهرية خلال المرحلة الراهنة، سعياً إلى منع إعادة الانتشار الواسع للوباء داخل الصين.
وذكر أنه منذ بدء تفشي الوباء، ظل الجانب الصيني يتبنى موقفاً من الانفتاح والشفافية والمسؤولية لإبلاغ منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي بمعلومات الوباء، وتقاسم التسلسل الجيني للفيروس، وإجراء التعاون الطبي والصحي مع البلدان الأخرى، كما قامت الصين بنشر 7 نسخ من برنامج التشخيص والعلاج و6 نسخ من برنامج الوقاية والسيطرة، وتقديم خدمة الاستفسار عبر الانترنت لكل العالم مجاناً، كما قدمت المساعدات المالية والعينية لمنظمة الصحة العالمية وبعض الدول، وأرسلت فرق الخبراء الصحيين إلى إيران، العراق، إيطاليا، صربيا، كمبوديا وغيرها.
وأشار إلى أن السفارة الصينية تعتبر صحة وسلامة جاليتها في الكويت أولوية قصوى لها، موضحاً أنها على تواصل وثيق مع المؤسسات والشركات الصينية في الكويت والجالية الصينية والطلبة الصينيين الوافدين فيها، مطالبا الصينيين المتواجدين في الكويت بالامتثال والاستجابة للتدابير التي تتخذها الحكومة الكويتية لإحكام الوقاية والسيطرة، وتعزيز الوعي للوقاية والحماية الذاتيتين، وعدم السفر الدولي إلا عند الضرورة الملحة، وسرعة زيارة الطبيب في حال ظهور أعراض الإصابة بالمرض، وذلك نظراً لآخر مستجدات الوضع الوبائي، وإن كان هناك حاجة للمساعدة، الاتصال بالسفارة الصينية، حيث سنبذل كل ما في وسعنا للمساعدة ونقضي الأوقات الصعبة مع المواطنين الصينيين معا.
وأضاف أنه بعد تفشي الوباء، قدمت الحكومة الكويتية مساعدات عينية قيمتها 3 ملايين دولار أميركي للجانب الصيني دعماً لجهوده في مكافحة الفيروس، كما قدم الجانب الصيني تسهيلات لإنجاح مهمة الكويت الطارئة لنقل المعدات والمستلزمات الطبية من الصين إلى الكويت برحلة مخصصة، وتبرعت شركة هواوي الصينية بأجهزة للاجتماع عن بعد للجانب الكويتي.
79 دولة و10 منظمات عالمية ساندت الصين في أزمتها
أوضح السفير الصيني أن الخبرات المبدئية التي اكتسبتها بلاده تمثلت في ضرورة وجود نظام شامل وفعّال للقيادة، حيث قاد الرئيس الصيني شي جين بينغ أعمال الوقاية من الوباء بتوجيهاته المباشرة، موضحاً أن حكومة بلاده أنشأت منظومة مشتركة للوقاية من الوباء بين الجهات المعنية التي تبنت الإجراءات الحاسمة، وتم إنشاء آلية وطنية وتركيز الثروات الفائقة.
وأشار إلى أنه تم اتخاذ تدابير علمية ودقيقة حيث نجح العلماء في كشف التسلسل الجيني للفيروس خلال فترة لا تقل عن أسبوع، الأمر الذي مهّد أساساً للرصد والعزل والعلاج المبكر، مؤكداً أن الصين لم تدخر أي جهد في تقديم العلاج للمريض وقطع مصدر العدوى، لمنع تفشي الوباء بقوة.
وأشار إلى أن الأزمة أظهرت تضافر الشعب الصيني، الذي شارك في معركة لم يكن بها دماء أو دخان، بتعاونه وتضحياته.
وحول دعم المجتمع الدولي، قال «عندما كانت الصين أكثر تضرّرا للوباء، قدّم المجتمع الدولي الدعم السياسي لها وتبرعت 79 دولة و10 منظمات دولية بالمواد الوقائية للشعب الصيني».