صنف الرئيس دونالد ترامب، مساء السبت، للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة، 50 ولاية تحت حالة الكوارث وليس تحت حالة الطوارئ.
وأدى وباء «كوفيد – 19» إلى خضوع كل الولايات، لإعلان الكوارث الفيديرالي في وقت واحد.
وأظهر آخر إحصاء، أن حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بالفيروس في الولايات المتحدة تجاوزت 20 ألفاً، وهي أعلى حصيلة يتم تسجيلها في العالم، رغم أن هناك دلائل على أن الوباء ربما يقترب من ذروته، بعد أن تجاوزت الإصابات نصف المليون، وتنفرد ولاية نيويورك بـ160 ألف إصابة.
وفي حين منح البيت الأبيض، السبت، البنتاغون، الضوء الأخضر لتصنيع 39 مليون كمامة «إن 95»، خلال 90 يوماً، قال مفوض إدارة الغذاء والدواء الأميركية ستيفن هان، أمس، إن إدارة ترامب تعتبر الأول من مايو المقبل، تاريخاً مستهدفاً لتخفيف قيود العزل، لكنه حذر من أن من السابق لأوانه القول إن كان هذا الهدف سيتحقق.
من جانبها، تحدثت صحيفة «نيويورك تايمز» عن خلافات داخل الإدارة أخّرت التعاطي مع الفيروس لأسابيع، بينما أوضحت مصادر أن الرئيس بات يتعامل مع اللقاء بالصحافيين كمتنفس يومي في ظل الحد من حركته، وسط استطلاعات رأي تشير إلى تراجع شعبيته مقابل خصمه الديموقراطي جو بايدن.
وأوردت الصحيفة، أن عدداً من كبار المسؤولين حذروا ترامب في يناير الماضي من خطر تفشي الوباء، ودعوا إلى اتخاذ إجراءات احترازية حازمة.
غير أن ترامب كان بطيئاً في استيعاب حجم المخاطر. وأضافت أن الرئيس اتخذ أول إجراء بعد ستة أسابيع من إبلاغه بالتحذيرات، لكنّ تركيزه بقي منصباً على حماية مكاسب الاقتصاد.
وأضافت «نيويورك تايمز»، أنه مع نهاية فبراير، كان من الواضح لفريق الصحة العامة أن المدارس والشركات الواقعة ضمن النقاط الساخنة يجب أن تغلق.
لكن بسبب خلافات داخل البيت الأبيض، استغرق الأمر ثلاثة أسابيع أخرى لإقناع الرئيس بأن عدم التحرك بسرعة ستكون له عواقب وخيمة.
وفي سياق متصل، يبدو أن الرئيس الأميركي يعتبر اللقاءات مع رجال الإعلام للحديث عن آخر مستجدات الجائحة، المتنفس الرئيسي خلال اليوم، في ظل القيود التي تفرض عليه ملازمة البيت الأبيض.
فالظهور في اللقاءات الصحافية التي تنقلها شاشات التلفزيون يذكر الأميركيين بأنه لا يزال يقود إدارة أخطر أزمة تواجهها البلاد، كما أن معدلات المشاهدة جيدة.
لكن بعض المستشارين يفضلون عدم الإفراط في الظهور، وقد أوصوا بشكل غير علني بألّا يقضي ترامب وقتاً طويلاً في تلك اللقاءات الإعلامية كي لا ينصرف انتباهه عن التحدي الذي يواجهه، ولتجنب الدخول في جدل ومشاكسات مع الصحافيين.
وقال مصدر مطلع: «تم اقتراح الأمر بضع مرات، لكنه (ترامب) يعتقد أن الأمر رائع مع كل معدلات المشاهدة المرتفعة تلك».
في البداية، أظهرت استطلاعات الرأي ارتفاع معدلات التأييد لترامب في تعامله مع أزمة الجائحة، لكن ذلك لم يصل للوضع المعتاد عندما يتعلق الأمر بأزمة وطنية من قبيل التأييد لجورج دبليو بوش بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.
وفي ضربة أخرى، بدا أن التأييد لترامب يتراجع مقابل منافسه الديموقراطي جو بايدن في معظم استطلاعات الرأي، رغم أن بايدن لم يعد يظهر سوى عبر الفيديو من حجرة في منزله، بسبب عدم قدرته على إقامة تجمعات انتخابية في ظل «قيود كورونا».
وتسبب كل ذلك في إثارة قلق مستشاري الرئيس داخل البيت الأبيض وخارجه. وبينما يتفاخر ترامب بالأعداد الكبيرة من الأميركيين الذين يتابعون اللقاءات الإعلامية، يشعر بعض مستشاريه أنه سيظهر مسيطرا على الأمور بشكل أفضل إذا أدلى ببعض التصريحات الافتتاحية فقط وترك المجال بعد ذلك لفريق العمل المختص بالأزمة ليقدم التفاصيل.
وبعد الإدلاء بالبيان الافتتاحي في المؤتمر الصحافي اليومي، يشرف الرئيس على بقية الإفادة، وقد تدوم جلسة «سؤال وجواب» لأكثر من ساعتين.
وقال جمهوري مقرب من البيت الأبيض: «لا أعتقد أن هذا الأمر يصب في صالحه… إذا نظرت لاستطلاعات الرأي فأرقام التأييد لمنصبه منخفضة جدا. وهذا في وقت ذروة تلك الأزمة. بمرور الوقت أعتقد أن الأمور ستتدهور بالنسبة له، إذ لم يخرج حقا عن نطاق التفوا حول الرئيس في تلك الأزمة».
ويرى مستشارون ان ترامب يتحسر بشكل غير علني على تردي الوضع الاقتصادي بعد أن كانت قوة الاقتصاد أوائل هذا العام جوهرة تاج رئاسته وأفضل حجة يدفع بها لإعادة انتخابه في نوفمبر المقبل.
لكن كليف سيمز – وهو مسؤول سابق لدى ترامب في البيت الأبيض – يعتبر ان الرئيس يستغل ظهوره جيداً. ويضيف «انه يصب في صالح قوته كمتواصل جيد ويجعل له وجودا مستمرا في حياة الناس خلال الأزمة».
شاهد أيضاً
البيت الابيض يهتز بعد نشر “نيويورك تايمز” معلومات صادمة بشأن تفجير خطوط “السيل الشمالي 2”
رفض البيت الأبيض بصورة قاطعة، المعلومات التي قالت إن عبوات ناسفة تحت خطوط “السيل الشمالي …