ترامب يهدّد بإغلاق الكونغرس… وفتح الاقتصاد

هدد دونالد ترامب، بتعليق جلسات الكونغرس ما لم يتراجع الديموقراطيون، خصوصاً في مجلس الشيوخ، عن عرقلة المصادقة على تعيينات قام بها الرئيس الأميركي لعدد من المناصب القضائية والحكومية الشاغرة.
كما هدد بالضغط على حكّام الولايات ممن قد يبدون اعتراضات على إنهاء الحجر الصحي المفروض للحد من انتشار وباء كورونا المستجد، وهو تهديد لاقى رداً فورياً من زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، الذي ذكّر ترامب بأن تكثيف إجراءات الفحوصات هي السبيل الوحيد لاعادة فتح الاقتصاد.
ويمنح الدستور الأميركي، الرئيس صلاحية تجاوز المصادقة المطلوبة في الكونغرس إن تم التعيين في أثناء عدم الانعقاد. لكن الكونغرس، خصوصاً مجلس الشيوخ الذي تسيطر عليه غالبية جمهورية، عمد الى إجراءات شكلية للإبقاء على نفسه منعقداً، حتى عندما يكون المشرعون في دورات عدم انعقاد. كما يمنح الجزء الثالث من المادة الثانية من الدستور، الرئيس صلاحية فرض تعليق الكونغرس، وهو ما يعطيه فرصة لفرض تعييناته من دون مصادقة.
وقال ترامب، خلال مؤتمره الصحافي اليومي في البيت الأبيض في شأن تطوّرات فيروس كورونا المستجدّ، إن الكونغرس قام بـ«عرقلة تعيين القضاة، وعرقلة تعيين وكيل وزارة الزراعة ومناصب أخرى، وكلها مناصب نحتاجها، خصوصاً الآن في مواجهة الفيروس». وأضاف: «سأستخدم صلاحيتي الدستورية في فرض عطلة على الكونغرس لفرض تعييناتي. كل المعينين ينتظرون على مدى سنتين أو سنتين ونصف السنة، تركوا أعمالهم في المحاماة والمحاسبة وغيرها وينتظرون المصادقة على تعيينهم».
وأكد الرئيس الأميركي، أنه يفضّل ألا يقفل الكونغرس، ولكنه سيقوم بذلك إن وجد نفسه مضطراً.
وكان لافتاً تخصيص ترامب، أحد التعيينات المعطلة بالاسم، وهو مايكل باك، الذي رشحه لرئاسة «مجلس أمناء البث»، الذي يشرف على أعمال الوسائل الإعلامية المخصصة للبث الخارجي، مثل «صوت أميركا» وتلفزيون «الحرة» الناطق بالعربية. وقال: «هل سمعتم ما الذي يخرج من صوت أميركا؟ انها مقرفة… مقرف ما يقولونه بحق بلدنا».
ولم يبد السناتور ميتش ماكونيل، مستعداً لتنفيذ توجيهات الرئيس، لكنه تجنب في الوقت نفسه الرد بشكل مباشر على تهديده.
وأعلن ناطق باسم زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، أن ماكونيل «تعهد إيجاد وسائل لتثبيت المرشحين الذين يعتبرون أساسيين في (مكافحة) وباء كوفيد – 19، لكن حسب قواعد مجلس الشيوخ، يتطلب ذلك موافقة» السناتور شومر.
وسارع المؤرّخ مايكل بيشلوس، المتخصّص في التاريخ الرئاسي، إلى القول في تغريدة: «لم يسبق لأي رئيس في تاريخ الولايات المتحدة أن استخدم السلطة الدستورية لتعليق عمل الكونغرس».
وقال جوناثان تورلي أستاذ الحقوق في جامعة جورج تاون، إن الصلاحية الدستورية التي يتحدث عنها ترامب «لم تستخدم يوماً من قبل ويجب ألا تطبق في الوقت الراهن».
واستبق ترامب منتقديه بالقول «ربّما لم يسبق أن حصل هذا الأمر، لكننا سنفعله»، مشدداً على أنّ التعيينات العالقة في مجلس الشيوخ تنعكس سلباً على إدارة أزمة الوباء.
وتوقّع أن تؤول الكلمة الفصل إلى القضاء. وتابع: «وسنرى من سيربح».
ويبدو أن ترامب يسعى للضغط على الديموقراطيين بعدما رفضوا تجديد الأموال التي قدمها الكونغرس لدعم الاقتصاد من النتائج الناجمة عن «اقفال كورونا». وقال إن للتخفيف من وطأة الأزمة الاقتصادية، «منحنا 350 مليار دولار الى مليون ونصف مليون مؤسسة عمل صغيرة لمساعدة هذه المؤسسات على مواصلة تسديد رواتب موظفيها وإيجارات عقاراتها».
لكن الديموقراطيين، الذين يسيطرون على الغالبية في مجلس النوّاب، امتعضوا من أسلوب ترامب في استخدام الأموال بشكل يخدم اعادة انتخابه لولاية ثانية في انتخابات نوفمبر المقبل. وكان الرئيس أوعز لادارته بإضافة توقيعه على الشيكات التي ذهبت الى كل مواطن أميركي كمساعدات حكومية.
ولدى سؤاله عن الأمر، أجاب ترامب أنه لم يكن يعلم بالأمر، وتابع: «لكن الناس ستكون سعيدة باستلام شيك جميل كبير عليه اسمي».
ووصفت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، هذه الخطوة بأنها «معيبة» كونها ستتسبّب بتأخير الدفع لملايين العائلات والشركات التي تعاني جرّاء أزمة الفيروس.
وأكّدت وزارة الخزانة، أنّ اسم ترامب سوف يطبع على أوراق شيكات المساعدات المالية التي يصل بعضها الى 1200 دولار، والتي ستدفع قريباً الى عشرات ملايين الناس.
وستحمل الشيكات اسم ترامب وليس توقيعه.
وفي ما يتعلق بوباء «كوفيد – 19»، قال الرئيس الأميركي إن «الأرقام تظهر اننا تجاوزنا الذروة في عدد الاصابات الجديدة، على أمل أن يستمر ذلك»، وهو ما سيسمح بالعمل «على اعادة اقتصادنا الى سرعته الكاملة، وبسرعة، والى سابق عهده بل أحسن، فاقتصادنا كان معجزة، وسنعيده أفضل مما كان».
وأضاف أنه ونائبه مايك بنس سيتحدثان مع حكّام الولايات حول كيفية إعادة فتح الاقتصاد: «نقاشاتي لاعادة فتح الاقتصاد شملت حتى الآن قطاعات الصحة والسياحة والطاقة والزراعة والرياضة». وأضاف: «نريد لبلدنا أن يعود الى ما كان عليه… اشتقنا للرياضة. نريد أن نراهم يلعبون».
وتابع أن واشنطن ستعمل على تزويد حكّام الولايات بفحوص الوباء. «لن ندير مراكز فحوص في مواقف السيارات، بل على حكومات الولايات القيام بذلك». وأضاف: «لدينا 20 أو 29 ولاية، لا يشكل الفيروس فيها أي مشكلة».
وأمام إصرار ترامب على إعادة فتح الاقتصاد، قال السناتور شومر، في تغريدة: «يحاول ترامب أن يلوي ذراع الولايات لفتحها قبل الأوان، أو من دون إجراء فحوصات كافية، وهذا قد يخاطر بالقضاء على التقدم الذي أحرزناه عبر التباعد الاجتماعي».
وخلال المؤتمر الصحافي اليومي في البيت الأبيض، قالت رئيسة لجنة مكافحة الوباء، الدكتورة ديبرا بيركس: «رأينا انخفاضاً في أعداد الإصابات الجديدة، وعلينا أن نعلم أن نسبة الوفيات في أميركا أدنى من الدول الأخرى».
بدوره، قال نائب الرئيس بنس: «قد يسر الشعب الأميركي أن يعرف أن 24 في المئة من المقاطعات الادارية خالية تماماً من الفيروس، وأن نصف الولايات سجّلت أقل من 2500 إصابة بالفيروس، وكما قال الرئيس، سيستمر الاقفال في بعض المناطق، وفي مناطق أخرى، سيتم تقليصه أو رفعه».
وأحصى في الولايات المتحدة، العدد الأكبر من الوفيات عالمياً، بلغ نحو 31 ألفاً مقابل أكثر من 640 ألف إصابة. كما سجلت البلاد، حسب جامعة جونز هوبكينز التي تعد مرجعاً، رقماً قياسياً عالمياً جديداً، الأربعاء، يتمثل بعدد الوفيات خلال 24 ساعة وبلغ 2569.
في سياق متصل (أ ف ب)، تعهّدت الولايات المتحدة والصين، التنسيق لمكافحة الفيروس، رغم التوترات القائمة بينهما.
وتتهم إدارة ترامب، بكين بأنها «أخفت» خطورة الوباء عندما ظهر في مدينة ووهان في ديسمبر الماضي، وجمّدت الثلاثاء، المساهمة المالية في منظمة الصحة العالمية، متهمةً إياها بأنها منحازة إلى بكين.
وشدّد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في مكالمة هاتفية مع أعلى مسؤول في الحزب الشيوعي الصيني للسياسة الخارجية يانغ جييشي، الأربعاء، مجدداً على «ضرورة» الشفافية الكاملة وتشارك المعلومات لمكافحة وباء كوفيد – 19 وتجنّب أوبئة في المستقبل».
وقال يانغ، إن بكين «مستعدة لمواصلة تشارك معلوماتها وخبرتها» في إدارة الوباء مع الولايات المتحدة.

شاهد أيضاً

البيت الابيض يهتز بعد نشر “نيويورك تايمز” معلومات صادمة بشأن تفجير خطوط “السيل الشمالي 2”

رفض البيت الأبيض بصورة قاطعة، المعلومات التي قالت إن عبوات ناسفة تحت خطوط “السيل الشمالي …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.