بدأت ألمانيا والنرويج وكوريا الجنوبية، التي تعتبر أن وباء «كوفيد – 19» بات «تحت السيطرة»، رفع إجراءات العزل، في عملية بطيئة وحساسة، ولاسيما في أوروبا المغلقة منذ أسابيع والتي سجّلت أعداد وفيات قياسية جراء فيروس كورونا المستجدّ، لكنّها متحمسة لإحياء عجلتها الاقتصادية.
وحتى اليوم، دفعت «القارة العجوز» الثمن الأكبر للوباء بتسجيلها قرابة ثلثي حصيلة الوفيات في العالم البالغة 166 ألفاً، من أصل أكثر من مليونين و450 ألف إصابة رسمياً. وإيطاليا هي الدولة الأكثر تضرراً من الوباء في أوروبا (24114 وفاة) تليها إسبانيا (20852) وفرنسا (نحو 20 ألفاً ) والمملكة المتحدة (16060).
وفي ألمانيا، اعتبرت السلطات أن الوباء بات «تحت السيطرة ويمكن إدارته» مع تسجيل 146 ألف إصابة ونحو 4700 وفاة. وسمحت صباح أمس، بإعادة فتح المحال التجارية التي لا تتجاوز مساحتها 800 متر مربع.
وبات يمكن لمتاجر المواد الغذائية والمكتبات ووكلاء السيارات ومتاجر الألبسة ومحال بيع الزهور استقبال زبائن.
وستبقى المراكز الثقافية والحانات والمطاعم والملاعب الرياضية مغلقةً أيضاً. وستظلّ التجمعات الكبيرة كالحفلات الغنائية والمسابقات الرياضية ممنوعة حتى 31 أغسطس على الأقلّ. وستفتح المدارس والثانويات أبوابها تدريجياً اعتباراً من الرابع من مايو.
وتبقى التجمعات التي تضمّ أكثر من شخصين ممنوعة وينبغي أن تتمّ المحافظة على مسافة 1,5 متر بين الشخص والآخر في الأماكن العامة وارتداء القناع الواقي هو أمر توصي به المستشارة أنجيلا ميركل.
وحذرت الأخيرة من أن الوضع لا يزال «هشاً». ولم تخفِ انزعاجها، أمس، من النقاشات الدائرة في شأن احتمال رفع كامل للعزل وعدم احترام متزايد بحسب قولها لقواعد التباعد الاجتماعي.
وتدرس دول أوروبا هذه الاستراتيجية للخروج من الأزمة التي وضعتها ألمانيا، القوة الاقتصادية الأولى في القارة العجوز. وأوروبا معزولة منذ قرابة شهر وتستعدّ بعض دولها للبدء برفع بعض إجراءات العزل في وقت يبدو كأنه تمّ احتواء المرض.
وكانت النمسا سمحت الثلاثاء الماضي، بإعادة فتح المتاجر الصغيرة والحدائق العامة.
وبدأت النرويج أمس، إعادة فتح دور الحضانة، في خطوة أولى من عملية بطيئة وتدريجية لرفع القيود المفروضة منذ منتصف مارس.
وسمحت ألبانيا بإعادة إطلاق نشاطها الاقتصادي في نحو 600 قطاع بينها الزراعة وتربية الماشية وانتاج الأغذية والتعدين وصناعة المنسوجات وصيد الأسماك.
وتستعدّ فرنسا وإسبانيا وإيطاليا التي تسجّل تراجعاً في أعداد الإصابات والوفيات بعد أسابيع من الارتفاع، لأول تدابير رفع العزل.
وحذر رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب الأحد، من أن «حياتنا اعتباراً من 11 مايو لن تكون الحياة نفسها التي كانت ما قبل العزل. سيترتب علينا تعلّم العيش مع الفيروس».
ويخشى وزير الخارجية جان-إيف لودريان «أن يصبح عالم ما بعد (الوباء) مشابهاً كثيراً لعالم ما قبله، لكن أسوأ».
واعتبر في مقابلة نشرتها صحيفة «لو موند»، أمس، أن الوباء يفاقم «الانقسامات» العالمية والخصومة الصينية – الأميركية ويُضعف في نهاية المطاف التعددية الدولية.
وتعمل الحكومة الفرنسية التي تواجه انتقادات لتأخرها في تعميم الفحوص وارتداء القناع، على خطة رفع عزل تدريجية اعتباراً من 11 مايو المقبل.
في إيطاليا، التي أعلنت أمس، تراجع عدد المصابين فيها للمرة الاولى منذ ما يزيد على شهر، ذكّرت السلطات بأن أول تدابير تخفيف العزل لن يُتخذ قبل الثالث من مايو. لكن الشركات تعيد فتح أبوابها شيئاً فشيئاً حتى ولو كان ذلك بشكل جزئي مترافق مع العديد من التدابير الوقائية.
في إسبانيا، سُجلت 399 وفاة في الساعات الأخيرة مقابل 410 وفيات في اليوم السابق، في أدنى حصيلة منذ أربعة أسابيع.
وسيتمّ إغلاق المشرحة الميدانية التي أُقيمت في حلبة للتزلج في مدريد غداً، بعدما استقبلت أكثر من ألف نعش. واعتباراً من 27 أبريل سيُسمح بخروج الأطفال من المنازل بعدما كان ذلك ممنوعاً منذ 14 مارس.
وتقول بلجيكا (5828 حالة وفاة من نحو 40 ألف إصابة) إنها تجاوزت ذروة «كوفيد – 19» وستبدأ بتخفيف إجراءات الإغلاق اعتباراً من الرابع من مايو.
في الصين، ستفتح مدارس مقاطعة هوبي (وسط)، التي تضمّ ووهان منشأ الوباء، أبوابها اعتباراً من 6 مايو لطلبة المرحلة النهائية الثانوية.
في أستراليا، أعادت السلطات فتح ثلاثة شواطئ أمام السكان، فهرع السباحون وراكبو الأمواج من جديد إليها.
وفي كوريا الجنوبية، بدأ السكان في العودة للعمل والازدحام في المراكز التجارية والحدائق وملاعب الغولف وبعض المطاعم بعد ما خففت الحكومة قواعد التباعد الاجتماعي مع استمرار اتجاه حالات الفيروس نحو التراجع.
وانضمت سريلانكا إلى العديد من الدول التي قلصت جزئياً حظر التجول، وأعلنت السيطرة على الفيروس.
وفي أفريقيا، وقعت صدامات عنيفة مساء الأحد في العديد من أحياء عاصمة النيجر، بين قوات الأمن وسكان. وعلى وقع هتافات مثل «النضال مستمر!» و«لا تتراجعوا!»، أحرق المتظاهرون الإطارات وأقاموا عوائق في الشوارع.
وفي عمان، ناشدت منظمة «اليونيسيف»، المجتمع الدولي توفير نحو 100 مليون دولار لدعم جهودها في مكافحة التفشي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مؤكدة أن نحو 110 ملايين طفل يلازمون بيوتهم.
شاهد أيضاً
البيت الابيض يهتز بعد نشر “نيويورك تايمز” معلومات صادمة بشأن تفجير خطوط “السيل الشمالي 2”
رفض البيت الأبيض بصورة قاطعة، المعلومات التي قالت إن عبوات ناسفة تحت خطوط “السيل الشمالي …