في تناغم حكومي منقطع النظير، انهت الكويت مساء أول من أمس، ملحمة «الإجلاء الكبير»، إذ استطاعت إجلاء نحو 30 ألفاً من مواطنيها من مشارق الأرض ومغاربها، وسط جهود تنظيمية أبرزت عقولاً كويتية، قادرة على إدارة الأزمات بفعالية واقتدار، وسط أقصى درجات الإحكام الأمني والصحي.
وأنهت الكويت «الإجلاء الكبير» مساء أول من امس، باستقبال آخر 3 رحلات بدأت برحلة من القاهرة على متن الخطوط الكويتية، وأنهتها برحلة من لوس أنجليس على متن الخطوط القطرية، وبينهما وصلت رحلة من لندن على متن الخطوط الكويتية. وواكب وصول الرحلة الأخيرة، تواجد حكومي يتقدمه سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، يرافقه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أنس الصالح، ووزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد الناصر، ووزير الصحة الشيخ الدكتور باسل الصباح، حيث قدموا التهاني للعائدين، ثم اجتمع الخالد ومرافقوه بالادارة العامة للطيران المدني، حيث أشاد سموه بالدور الوطني لكل الجهات المعنية التي اشرفت على كافة مراحل عودة المواطنين من الخارج.
وعن عملية الإجلاء، هنأ مساعد مدير أمن مطار الكويت لمبنى ركاب «T4» العقيد يوسف اليعقوب، أهل الكويت باكتمال وصول المواطنين والمواطنات من الخارج، مشيرا إلى أنه على مدار الأيام الماضية ومنذ بدء عمليات الإجلاء الشامل، كانت إدارة أمن المطار تعمل وفق أعلى درجات الجهوزية والاستعداد، وبكل كفاءة تلبية لأمر صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، حين أمر ببدء إعادة مواطنينا ليقضوا عيد الفطر في أحضان الكويت.
وقال اليعقوب، في تصريح صحفي إن عملية الإجلاء تمت بدقة متناهية ومستوى تنظيمي وإداري يُدرّس في إدارة الأزمات، إذ تمكن كافة العاملين في عملية الإجلاء من إتمام مهامهم بنسب نجاح قياسية، وكان المحرك الأساسي في نجاحهم هو تلبية الأمر السامي، إلى جانب الواجب الوطني والشعور بالمسؤولية تجاه الكويت. وأكد أن عمليات قطاع أمن المطار كانت تسير وفق الخطط المرسومة منذ أول يوم لرحلات الإجلاء، إذ نُفذت الخطط الأمنية الموضوعة بدقة بلغت نسبتها 100 في المئة.
ونوه بحالة الرضا التي سادت جموع العائدين من معدلات السرعة والمرونة في إنهاء كافة إجراءاتهم داخل المطار، والتي لم تستغرق دقائق معدودة وسط إجراءات تنظيمية تراعي أعلى مستويات الإجراءات الاحترازية الصحية، وهو الأمر الذي وصفه العديد من العائدين من الخارج بأنهم لم يروا مثل تلك الإجراءات في العديد من الدول الأكثر تقدما.
وذكر اليعقوب أن إدارة أمن المطار لم تسجل أي مشكلات بفضل تضافر الجهود بين كافة أركان الإدارة، سواء إدارة حركة الطرق خارج المطار والتي اتسمت بالانسيابية دون أي حالات ازدحام، على الرغم من الرقم الكبير لأعداد العائدين ومستقبليهم، وهو الأمر الذي يرجع إلى حسن الإدارة والتنظيم في ذلك الجانب.
قال محمد العنزي الطالب بجامعة الملك فاروق في الإسكندرية والعائد على رحلة الاجلاء من القاهرة، أن الأجراءات كلها سارت بطريقة سهلة ودقيقة ومنظمة وأشكر كافة القائمين على هذا العمل في دولتي الحبيبة الكويت وعلى رأسهم أبونا سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.
بدوره، قال سلطان العنزي الطالب في كلية طب عين شمس، والقادم من القاهرة، «الاخوة في مطار القاهرة ما قصروا ويانا، والتنظيم كان رائعا، وكذلك السفارة ما قصرت ويانا أبدا، التنظيم كان ممتازا جدا».
وأضاف أن « القائمين على الخطوط الكويتية وفروا لنا كل أدوات الوقاية الشخصية من كمامات وقفازات ومعقمات، وما قصروا معنا بأي شيء». وختم بتوجيه الشكر إلى صاحب السمو أمير البلاد على الجهود المبذولة في عملية الإجلاء، وكذلك توجه بالشكر إلى جمهورية مصر العربية.
من جانبه، قال خالد وليد، إن الإجراءات كانت ممتازة جدا والأمور كانت تسير بسلاسة وأن السفارة في مصر كانت على تواصل دائم معهم. وأشار إلى أن الإجراءات في القاهرة كانت سهلة وسريعة وصولاً إلى الطائرة، مضيفا «ما طولنا بالمطار. وعند وصولنا إلى الكويت وجدنا اهتماماً عالي المستوى واجابات لتساؤلاتنا وأي شيء نحتاجه. وأشكر الكويت وكل من تعب على اجلائنا، وأخص بالشكر صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد».
بدوره، أعرب الطالب المبتعث لأميركا عبدالله محمد، عن شكره للسفارة والقنصلية الكويتية في الولايات المتحدة ووزير الخارجية وكل من ساعدهم في عملية الإجلاء، قائلاً «مشكورين ما قصرتوا وكل شيء كان سهالات»، لافتا إلى أنهم قد أعطوهم راتباً إضافياً ووزعوا عليهم المستلزمات الوقائية في المطار، مضيفاً أن الإجراءات في مطار الكويت كانت سهلة وسريعة ولم يجابه أي تأخير.
وقال الطالب عبدالعزيز القريشي القادم من لوس انجليس انه يشعر بالفخر لعودته للكويت، وشعر كأنه كان في فيلم لدى خروجه من الطائرة، حيث يسمح بخروج 10 أشخاص من الطائرة، ويتم قياس درجة حرارة الشخص واعطائه السوار الذي يمنعه من الخروج من المنزل. وأضاف «صحيح أن الحجر المنزلي قد يسبب الملل لكنّه أفضل لصحتي وصحة أهلي»، لافتا إلى وجود فرق كبير بين مطار الكويت ومطار اميركا، حيث انهم في مطار اميركا لا يلبسون الكمامات أو القفازات وغير ملتزمين بترك مسافات بين الناس، لكن في الكويت هناك التزام كبير بالإجراءات الاحترازية الصحية لمنع انتشار فيروس كورونا «الله يطول بعمر سمو الأمير وعمر الشعب الكويتي، فالوضع في الكويت أفضل 1000 مرة من الوضع في أميركا».
حول الإجلاء الكبير
تنفيذ الرغبة السامية حافز النجاح
يعود نجاح خطة الإجلاء، بمراحلها كافة إلى تضافر جهود الطواقم الطبية والفرق المساندة لها، وتنفيذا لتوجيهات سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الداعية إلى تكاتف كل الجهات في مواجهة تداعيات وباء فيروس كورونا المستجد. وتأتي خطة العودة الشاملة للمواطنين تنفيذاً لتوجيهات سمو الأمير، ورغبته السامية بعودة أبنائه إلى أرض الوطن ولقضاء شهر رمضان والعيد في البلاد.
واستمرت المرحلة الرابعة والأخيرة التي أنهتها الإدارة العامة للطيران المدني بنجاح أيضا ثلاثة أيام، في حين وزارة الخارجية الجهة المكلفة والمعنية بالخطة حرصت أيضا على توفير كل الاحتياجات والرعاية للمواطنين في مناطق وجودهم، حتى عودتهم إلى أرض الوطن سالمين آمنين.
اهتمام شخصي من الخالد
حظيت الخطة باهتمام بالغ من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، ومتابعته اليومية والمباشرة لأوضاع المواطنين في الخارج وتنفيذاً أيضاً للتوجيهات السامية. ويرجع فضل نجاح العملية إلى التعاون الكبير لكل من وزارات الخارجية والصحة والداخلية والإدارة العامة للجمارك والإدارة العامة للاطفاء وشركة الخطوط الجوية الكويتية وشركة طيران الجزيرة وشركات الخدمات الأرضية.
أكبر عودة لمواطنين من الخارج
تعتبر خطة الإجلاء أكبر عودة للمواطنين من الخارج لناحية العدد وبأقصر فترة ممكنة، إضافة إلى أنه إجلاء صحي، خلافاً لما سبقه إبان تحرير الكويت عام 1991، وبعكس المرات الأربع الماضية من لبنان عامي 2006 و2008 ومن مصر عامي 2011 و2013.
وسبق أن أطلقت وزارة الخارجية في العاشر من أبريل الماضي منصة «معاكم» بالتعاون مع الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات في إطار استكمال جهود الوزارة بالتنسيق مع كل الوزارات والقطاعات الحكومية الأخرى المعنية بترتيب عودة المواطنين إلى البلاد بغية تأمين تنظيم العودة السليمة والآمنة لمواطنينا في الخارج.
اتحاد طلبة مصر: تحية لكل من ساهم في عملية الإجلاء
وجه رئيس اتحاد طلبة الكويت في القاهرة، أيوب الصراف، الشكر لقيادات وأعضاء السلك الديبلوماسي الكويتي في مصر، وفي مقدمهم سفير الكويت في القاهرة محمد الذويخ، والمكتب الثقافي والمكتب الصحي، وغيرهم، على تعاملهم في إجلاء الطلبة الكويتيين من مصر وإتاحة الفرصة لقيادات الاتحادات للمشاركة في خدمة الوطن، من خلال لجنة الطوارئ، وقال: «جميعاً ما قصروا، وكانوا خلية نحل على مدار الساعة».
وأضاف الصراف في تصريح أن «لجنة الطوارئ، ركزت في تحديد الأسماء، وتقديم كل ما يحتاجه الطالب في فترة الأزمة، وطوال تواجده في الأراضي المصرية وتقديم الخدمات للجميع». وقدم التحية إلى قيادات بيت الزكاة من خلال مكتب المشروعات الخيرية في القاهرة وجمعية التنمية وجمعية الرحمة، للمساهمة في إجلاء من رغب من الطلبة، الذين يدرسون في الجامعات المصرية.