أعلن وزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد الناصر استمرار العمل على إعادة المواطنين من الخارج عقب إنجاز مراحل الإجلاء الأربعة التي نقلت 29168 مواطناً من 58 دولة، لتشمل المرحلة المقبلة ثلاث فئات، هم مَنْ تبقى من المواطنين في الخارج، والأقارب من الدرجة الأولى، والمستخدمون لديهم.
وعرض الشيخ أحمد الناصر خلال مؤتمر صحافي عقده ليل أول من أمس، تفاصيل خطة الإجلاء الشامل للمواطنين، تنفيذاً للتوجيهات السامية لسمو الأمير وسمو رئيس مجلس الوزراء، ومتابعة وتنفيذ من جميع القطاعات المعنية، مستشهداً بكلمة سمو الأمير عن تقدير سموه لجميع العاملين والمتطوعين في خطة العودة، وأهمية تحصين وطننا ومواطنينا، من خلال الالتزام التام بالشروط الصحية.
وأشار الناصر إلى مواجهة عدد كبير من التحديات في خطة الإجلاء، التي أنجزت بتكاتف الجهات الحكومية والتطوعية، جنباً إلى جنب، لأداء واجبهم الوطني، بعمل أقل ما يوصف به انه ملحمة وطنية بكوادر وسواعد كويتية تكللت بنجاح خطة الإجلاء خلال فترة زمنية لم تتجاوز 15 يوماً بعودة ما يقارب 30 الف مواطن.
وتابع «وضعنا خطتنا بعودة مواطنينا من الخارج آخذين بعين الاعتبار التوازن بين الرغبة السامية بالعمل على عودة كل أبنائنا الراغبين بالعودة للوطن وبين مجموعة من التحديات تمثلت في العدد الكبير لمواطنينا في الخارج ممن تقطعت بهم السُبل وطلبتنا أيضا، والغلق الشامل لمطارات بعض الدول، وتفشي الوباء في بعض هذه الدول وانهيار المنظومة الصحية في بعضها، وقرارات الحظر الكلي والجزئي في بعض الدول والتي قيدت حركة التنقل لمواطنينا فيها.
وأشار إلى انه في مرحلة الإجلاء الفوري، تم إجلاء عدد من مواطنينا في الخارج من 21 فبراير إلى 26 فبراير من: الصين، اليابان، سنغافورة، تايلند. وتم الحديث آنذاك عن نحو 25 ألفاً تقطعت بهم السُبل، إضافة لنحو 35 الف طالب، ولكن بعد توحيد قاعدة البيانات وانطلاق منصة «معاكم» أصبح العدد الإجمالي 46181 متواجدين في رقعة جغرافية واسعة في مختلف قارات العالم في 103 دول.
وتابع أن مرحلة الاجلاء الكامل بدأت من 24 حتى 29 فبراير، من الدول التي يتواجد بها مواطنونا بكثافة قليلة، ومعرضون بشكل مباشر للإصابة بالوباء، وهي: إيران، العراق، اسبانيا، إيطاليا، المانيا.
وذكر ان مرحلة الإجلاء المبرمج بدأت من 25 حتى 29 مارس، أجلت كبار السن فوق الـ65 سنة، وذوي الاحتياجات الخاصة، والحالات المرضية الحرجة، والقصر دون سن الـ18 من غير معيل.
وأضاف ان نحو 4890 مواطناً عادوا خلال مراحل الإجلاء الثلاثة الأولى، مشيرا إلى أن مرحلة الإجلاء الرابعة كانت الأكبر وأعادت 29168 مواطناً من 58 دولة خلال 14 يوماً، من 19 ابريل وحتى 6 مايو، ومرحلة الاجلاء البري انطلقت من 12 مايو وستستمر حتى 20 مايو، وان عدد المتقدمين للعودة عبر المنفذ البري بلغ 4117 مواطناً.
وأشار الى أن هناك مواطنين متواجدين في الخارج، لا يرغبون في العودة عددهم نحو 5089، بالإضافة لـ1018 مواطن لم يحددوا رغبتهم بالعودة أو البقاء في الدول المتواجدين فيها.
وشكر الناصر كل الفرق العاملة بكل القطاعات الرسمية والتطوعية، وهي 13 جهة بلغ عدد العاملين فيها 12353 مواطناً، عملوا جميعاً بروح فريق واحد بانسجام وانصهار لخدمة الكويت.
وذكر أنه «قبل حدوث جائحة كورونا كانت هناك عدة حالات وفاة لمواطنین كويتیین في الخارج وهي غیر مرتبطة بإصابتهم بالفیروس وبعض جثامینهم تمت إعادتها إلى الكويت وبعضها الآخر لم تتم إعادته، ونحن نتكلم عن 106 بعثات ديبلوماسیة كويتیة في الخارج».
وذكر ان هناك دراسات وخططاً سيتم الإعلان عنها خلال فترة العيد، لإعادة بعض ابنائنا بعد انتهاء فترة الحظر الشامل، لان بعض الطلبة يكونون قد انهوا فترة الامتحانات.
وكشف الناصر أن مسألة عودة المقيمين إلى الكويت قيد الدراسة من قبل المعنيين حاليا، موضحا أنهم يعملون حاليا على إعادة ثلاث فئات حاليا هي، المواطنون الكويتيون في الخارج، والمستخدمون لديهم، وأقاربهم من الدرجة الأولى، وحاملو جوازات المادة 17 الذين خرجوا بطريقة رسمية.
وبیّن أن الفئات الأخرى تعالج تباعاً والكثیر منهم على اتصال مع الإدارة القنصلیة بوزارة الخارجیة، لافتاً إلى إطلاق موقع إلكتروني للادارة القنصلیة في وزارة الخارجیة قريباً للتعامل مع مثل هذه الحالات.
وأكد أن الكويت لم تدخر أي جهد لاحتواء الوباء ومنع انتشاره واتخاذ كل الإجراءات من أجل الوصول لهذين الهدفين، نافياً أن تكون هناك أي دولة رفضت استعادة مواطنيها المتواجدين في المحاجر، كون هذا مخالفاً للعرف الدولي، وجميع الدول ملتزمة بتوفير الرعاية تجاه مواطنيها وقدرت هذه الدول ما تقوم به الكويت، لافتاً إلى أن بعض هذه الدول قد أجرت ترتيبات معينة قبل استقبال رعاياها.
رسالة سمو الأمير لأمير قطر
قال وزير الخارجية إن سمو الأمير على تواصل دائم مع قادة دول المجلس، وانه كُلف بنقل رسالة شفهية لسمو أمير قطر، تتعلّق بالظروف التي تمر في المنطقة، والتحديات المشتركة التي تواجهها المنطقة والعالم، في ظل هذه الجائحة الكبيرة التي أشغلت جميع دول العالم.
تعاون بنّاء بين السلطتين
عن عدم حضور الحكومة لجلسة مجلس الأمة، واحتمالية أن يؤدي ذلك للتصعيد بين السلطتين، قال الناصر: كما أعلن سمو رئيس مجلس الوزراء أننا جميعاً ملتزمون بتعليمات السلطات الصحية في هذا المجال، والتي أوصت بعدم التجمع، لافتاً إلى أن اجتماعات مجلس الوزراء تعقد عن بُعد، وأنا مكتفٍ بما ذكره رئيس مجلس الأمة في بيانه، مؤكداً أن هناك تعاوناً بنّاء من قبل الجميع في السلطتين والاجتماعات بين الطرفين مستمرة.
عودة الديبلوماسيين
عن موعد عودة أعضاء البعثات الديبلوماسیة في الخارج، ذكر الناصر أن «ديبلوماسیینا يعرفون كیفیة طريقة العودة من خلال مخاطبة الجهة المعنیة في الوزارة وإبداء الرغبة في العودة».
وأضاف أن آلیة العودة لیست بطريقة جديدة لأنها شيء معمول به سابقاً، ولها إجراءات يجب اتباعها، مستطرداً أنه «بعد استكمال خطة العودة الشاملة لجمیع مواطنینا في الخارج، يمكن وفق الآلیات والإجراءات المتبعة، عودة بعض ديبلوماسیینا».