تواصل أوروبا رفع إجراءات العزل بحذر في مواجهة فيروس كورونا المستجد الذي تسبّب بوفاة نحو 295 ألف شخص في العالم، وتسعى بعض الدول الى إعادة فتح حدودها الداخلية، فيما ترتفع أعداد الإصابات مجدداً في دول عدة وتبدو أقل من الواقع في دول أخرى.
ولمواجهة كارثة صحية عالمية أصابت أكثر من 4.38 مليون شخص، وفق إحصاءات رسمية، لكنها أقل من العدد الفعلي، تحاول كل البلدان تحقيق توازن صعب بين التدابير الهادفة إلى الحد من انتشار الوباء وقرارات إعادة انعاش الاقتصادات التي تأثرت بأزمة غير مسبوقة.
ودعا الاتحاد الأوروبي، أمس، الى إنقاذ موسم الصيف في القطاع السياحي الذي تضرّر بشدة من الأزمة، مشجعاً على عودة تدريجية للسياحة.
وقدّمت المفوضية الأوروبية توصيات جاء فيها أن إعادة فتح الحدود الداخلية يجب أن تتم بطريقة «منسقة الى أقصى حدّ ممكن ومن دون تمييز».
وخلت المتاحف والقصور والشواطئ والساحات من الزوار في أوروبا منذ فرض العزل العام في كل أرجاء القارة تقريباً في منتصف مارس، لكن الاتحاد الأوروبي يرغب في عودة ما يمكن عودته من حركة السفر للموسم من يونيو إلى أغسطس والذي تبلغ قيمته 150 مليار يورو (162.59 مليار دولار).
ولم يتضح ما إذا كان سيُسمح بالسفر من خارج التكتل هذا الصيف، وأعلنت المفوضية ان «السياحة الداخلية وبين دول الاتحاد الأوروبي ستكون هي السائدة على المدى القصير».
ولا تملك المفوضية إلا تقديم توصيات غير ملزمة للحكومات التي تسيطر على حدودها، لكن بروكسيل وضعت بعض الضوابط.
وفي فيينا، قالت وزيرة السياحة والزراعة إليزابيث كوستينغر إنه «اعتباراً من 15 يونيو، سيكون من الممكن إعادة فتح الحدود بين ألمانيا والنمسا».
وأضافت أن هذا القرار اتخذ «بعد مناقشات» بين قادة البلدين وسيسبقه تخفيف لشروط عبور الحدود في 15 مايو.
في برلين، أعلن وزير الداخلية هورست شيهوفر، أن ألمانيا، كما جيرانها فرنسا والنمسا وسويسرا، «وضعت لنفسها هدفاً واضحاً هو العودة الى حرية التنقل في أوروبا اعتباراً من منتصف يونيو». كما أعلن أن تدابير المراقبة على الحدود ستخفف اعتبارا من 16 مايو.
في انكلترا، يمكن للسكان الآن ركوب سياراتهم للذهاب إلى الحديقة أو لعب التنس أو الغولف أو الالتقاء بصديق أو الذهاب إلى متجر زراعي، ولكن مع احترام مسافة مترين تطبيقاً للتباعد الاجتماعي، وإلا ستتم مخالفتهم ودفع غرامة بقيمة 100 جنيه استرليني (113 يورو).
كما يمكن لملايين من الأشخاص الذين لا يستطيعون العمل من المنزل العودة إلى العمل.
لكن وزير النقل البريطاني غرانت شابس، حض على «التنقل بالدراجة أو المشي». وقال إنه امتثالا لتعليمات التباعد الاجتماعي، لا يمكن لوسائل النقل العام قبول شخص واحد من بين 10 مستخدمين عاديين.
كما يُسمح من جديد بزيارة المنازل المعروضة للبيع، ما سيساعد على انتعاش سوق العقارات.
وقبل أيام، قامت فرنسا وإسبانيا بتخفيف تدابير الاحتواء للسكان بعد ما أمضوا أسابيع في العزل.
في فرنسا، سلك بعض تلاميذ المدارس طريق المدرسة، وآخرون على وشك العودة إلى الدراسة، كما ستفتح الشواطئ في نهاية هذا الأسبوع للتنزه أو ممارسة الرياضة.
في إسبانيا، تذوق الكثيرون فرحة العودة إلى الحانات، مع تدابير النظافة الصارمة.
أميركياً، حذّر كبير خبراء الأوبئة أنتوني فاوتشي، الثلاثاء، من أن التداعيات يمكن أن تكون «خطيرة جدا» في حال إعادة إنعاش متسرع للاقتصاد في الولايات المتحدة، أكثر البلدان تضرراً (مليون و415 ألف إصابة حتى أمس، بينها أكثر من 84 ألف وفاة و300 ألف حالة شفاء).
وفيما يرغب الرئيس دونالد ترامب بإعادة تشغيل الاقتصاد بأسرع وقت ممكن، تحدث فاوتشي أمام لجنة في مجلس الشيوخ عن «خطر رؤية عودة» الوباء في غياب «رد مناسب».
ولم يسلم البيت الأبيض نفسه من الفيروس، إذ قرر نائب الرئيس مايك بنس، الذي أصيبت الناطقة الإعلامية باسمه بالفيروس، عدم الاقتراب كثيراً من الرئيس والإبقاء على مسافة معيّنة بينهما «لبضعة أيام».
ومنحت «البنتاغون»، عقداً بقيمة 138 مليون دولار لشركة تصنيع حقن للمساهمة في الإفراج السريع عن لقاح لـ«كوفيد – 19» اعتباراً من الخريف.
وبدأت روسيا تخفيفاً حذراً لإجراءات العزل مع ارتفاع الإصابات لديها إلى أكثر من 245 ألفاً، لتصبح ثاني بلد من حيث الإصابات بعد الولايات المتحدة (ما يزيد على مليون و415 الفاً).
وأصبح بإمكان كل منطقة روسية أن ترفع ببطء واعتباراً من الثلاثاء بعض القيود، لكن موسكو، البؤرة الرئيسية للوباء في البلاد مع 122 ألف إصابة، مددت العزل حتى 31 مايو الجاري.
وتزداد الصورة قتامة في البرازيل، التي سجلت أسوأ حصيلة يومية لها، الثلاثاء، مع 881 حالة وفاة. وبذلك يرتفع عدد الوفيات إلى أكثر من 12400.
وكشفت دراسة جديدة أن الفيروس كان منتشرا في البرازيل في أوائل فبراير، أي قبل أسابيع من اكتشاف الإصابات الأولى وقبل أن يحتشد الملايين من الناس في الشوارع للاحتفال بالكرنفال.
وتنفست استراليا الصعداء بعد أن ثبت عدم إصابة وزير الخزانة جوش فريدنبيرغ الذي انتابته موجة سعال في البرلمان بينما كان بجوار رئيس الوزراء سكوت موريسون.
في المقابل، أغلقت مدينة جيلين في شمال شرقي الصين حدودها جزئياً وأوقفت خطوط النقل بعدما ظهرت مجموعة إصابات فيها عززت المخاوف من احتمال حدوث موجة جديدة من الوباء.
شاهد أيضاً
البيت الابيض يهتز بعد نشر “نيويورك تايمز” معلومات صادمة بشأن تفجير خطوط “السيل الشمالي 2”
رفض البيت الأبيض بصورة قاطعة، المعلومات التي قالت إن عبوات ناسفة تحت خطوط “السيل الشمالي …