اجتمع وزير الصحة الدكتور/ باسل الصباح عصر أمس بممثلي الجمعيات الطبية في قصر السيف وكان في لقاء كل من رئيس الجمعية الطبية الدكتور/ أحمد الثويني ورئيس جمعية أطباء الأسنان الدكتور/ محمد دشتي ورئيس الجمعية الصيدلية الدكتور/ وليد الشمري وأمين عام الجمعية الطبية الدكتور/ سالم الكندري.
وذلك بناءً على طلب من الجمعيات الطبية لنقاش كتاب التوصيات والمطالبات والمقترحات المقدمة منهم.
إذ تطرقت محاور الإجتماع لنقاش الخطاب المشترك حول ما تمر به البلاد من تظافر جمیع الجھود لمكافحة جائحة فیروس كورونا المستجد بما في ذلك الجھود الحكومیة والمجتمعیة وكثیر من المؤسسات والأفراد وكلھا لدعم المنظومة الصحیة والتي ترتكز بدورھا بشكل أساسي على الطواقم الطبیة، ونظراً لكون الطواقم الطبیة ھم الخط الأول في مكافحة الجائحة، فھم الأعلى عرضة للإصابة بالعدوى وحیث ان حمایة الطواقم الطبیة ھو أمر غایة في الأھمیة في ھذه المرحلة الحساسة وهي مسؤولیة متعددة المستویات بدءاً بالدعم الحكومي متمثلا في مجلس الوزراء، ووزارة الصحة بكل قیاداتھا ومسؤولیھا الإداریین والفنیین وبما في ذلك الطاقم الطبي نفسه لحمایة أنفسھم من الإصابة بالعدوى.
ومن باب الدعم الكامل بشقيه المعنوي والمادي لهذه الفئة الحساسة، فإن الجمعیات الطبیة تقدمت ببعض التوصيات التي تم مناقشتها خلال الاجتماع.
كالتأكد من توفیر كافة معدات الحمایة الشخصیة للطاقم الطبي بما یتناسب مع طبیعة عملھم وبشكل یظمن أقل نسبة لإنتقال عدوى الفیروس.
وإعطاء آلية منظمة تتيح للطاقم الطبي العاملين في الصفوف الأمامية بعمل فحص مسحات الفايروس خصوصاً للفئات الأكثر عرضة لإنتقال العدوى.
كما تم الحديث عن مدى إمكانية زيادة تخصيص مساكن إضافية على المساكن التي تم توفيرها من الغرف الفندقیة أو المنتجعات الخاصة للطاقم الطبي والتي لا تقل فيها مقاييس السكن عن أي فئة أخرى تم توفيره لها، كمساكن رعايا الإجلاء وغيرهم، وذلك للذين ثبتت إصابتهم بفايروس الكورونا من الفئة الذين ليس لديهم أعراض أو بأعراض بسيطة وكذلك لبعض الطواقم العاملين في مكافحة الوباء بشكل مباشر ولا يمكنهم توفير سكن بمعزل عن أهاليهم وذلك كدعم نفسي وصحي لهم.
ودار الحديث حول ما یخص وضع الوباء العام وتنبؤات الوضع الصحي ومستجد الإستراتیجیات المتبعة وإشراك من یمثل الاطباء في الإستشارات وخاصة بوضع خطط مكافحة الوباء وأبدى معالي الوزير ترحيبة للسماع إلى أي إقراحات أو ملاحظات من الكوادر الطبية من شأنها المساهمة في تطوير المنظومة الصحية للبلاد وذلك عن طريق عمل لقاءات إسبوعية مع ممثلي هذة الفئات من الجمعيات الطبية وغيره بآلية معينة.
كما دار الحديث عن مدى الحرص على التوازن في مستوى ساعات وأیام وطبیعة العمل والتعاون الإداري وتذليل الصعوبات لجمیع العاملین في مواجھة كورونا ووضع خطط تظمن عدم إنھاك أي فئة، والحث على تسهيل وإسراع إجراءات تعیین الأطباء وأطباء الأسنان والصیادلة والتمريض وغيره من التخصصات الطبية الأخرى من الخریجین حدیثاً لمشاركة زملاءھم في مواجھة الوباء.
وتم التأكيد على استمرار الوزارة بحصر جميع الطواقم الطبية التي في مواجهة وباء كورونا وفي أي موقع كان من المواجهة إذ أن جميع العاملين في المواجهة تحت خطر عالي نسبياً لإنتقال العدوى مع إقرار مكافآت خاصة تتناسب مع طبيعة هذا العمل وخطورة العدوى وإما بسؤال الجمعيات الطبية عن ما يخص التطرق الى الكادر المالي أو المطالبة بالعلاوات كبدل العدوى وغيره للأطباء فأكدت الجمعيات الطبية بأنها بصدد تجهيز بيان بهذا الخصوص وتقديمه لاحقاً على أن يكون من الأولويات بالمرحلة المقبلة مقارنة بأي جهة أخرى ذات خطورة نسبية وإعتبارها من الأعمال الشاقة مشيرين بالوقت ذاته بإستمرار كل الطواقم الطبية بتفاني في خدمة الوطن لإنجلاء الوباء والإنتهاء من الأزمة بسلام بإذن الله.
بالإضافة إلى الحرص على الإلتفات إلى القطاع الأھلي والتعاون معھم ودعم متطلباتھم الفنیة والإداریة والمادیة والمطالبة بإعتبارھم من أولویات الدولة في الدعم لإستمرار وتطور منظومة القطاع الصحي.
كما جاءت التوصيات من الجمعيات الطبية بالأخذ بعين الإعتبار الأولوية في تجنيس فئة غير محددي الجنسية العاملين في الكوادر الطبية من المستحقين منهم والمطالبة بإعتبار -لا سمح الله- من یتوفى من الطاقم الطبي بسبب الإصابة بفیروس كورونا شھیداً للواجب، طبقاً لما يتوافق مع القانون الكويتي.
كما حرصوا على التعاون المجتمعي للتصدي إلى كل ما من شأنه الإخلال في سير المنظومة الصحية من شائعات أو تكسبات سياسية قد تكون من شأنها عرقلة توفير المستلزمات الطبية أو الوقائية أو التأثير على إستراتيجيات العمل الصحي التي من شأنها التأثير على سلامة وأرواح العاملين في الجسد الطبي.
وأكدوا بأن صحة الناس خط أحمر لا نقبل أي تأثيرات أو مزايدات من شأنها المساس بنجاح المجهود الذي يقوم به زملائنا من الطواقم الطبية على مدار الساعة في مكافحة هذا الوباء.
وقاموا بتسليم معالي وزير الصحة كتاباً رسمياً بالتوصيات والمطالبات والمقترحات التي تتبناها الجمعيات الطبية، وبدورهم ثمنوا الجهود الكبيرة التي قامت بها وزارة الصحة بكافة كوادرها القيادية والطبية والإدارية مع دعم سرعة الإجراءات الإحترازية التي تمت لمنع إنتشار الوباء في المجتمع والخطوات التي تمت في مكافحة الجائحة مما جعل دولة الكويت هي النموذج في المنطقة في كيفية التعامل مع هذه الجائحة ذات التغيرات والتأثيرات متعددة العوامل وتواجد القيادات في الميادين والتواصل المباشر مع العاملين في الخطوط الأولى، والنجاح المشهود في إجلاء ما يزيد عن ٣٠ ألف مواطن من تنسيق وتعاون مع عدة جهات حكومية أخرى.
وفي ختام اللقاء أشاد معالي الوزير بالدور الملحوظ الذي قامت به الجمعيات الطبية منذ بداية الأزمة وأبدى تعاونة وحرصة على جميع التوصيات والمقترحات المقدمة من الجمعيات الطبية وبين أن كثير منها تحت الإنجاز المسبق من طرف وزارة الصحة، كما وبين سعيه الجاد لتذليل كل السبل المستطاعه التي من شأنها إنجاح سير المنظومة الصحية لتقديم أفضل
الخدمات الصحية للبلد في ظل هذة الأزمة وأكد دعمة الدائم لجميع الكوادر الطبية العاملة في مكافحة هذا الوباء.
وأكد على أن التعاون والإلتزام مطلوب من جميع فئات المجتمع حتى يتيسر على المنظومة الصحية إجتياز هذه الأزمة بأمان.