قرر مجلس الوزراء، في اجتماعه الاستثنائي الذي عقده أمس برئاسة رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد، تمديد العمل بالمرحلة الأولى من خطة العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية، بسبب عدم تحقيق النتائج المرجوة في مجابهة انتشار عدوى فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد 19)، ما يعني استمرار تعطيل الدوام في القطاع الحكومي، وعدم فتح الأنشطة التي كانت مقررة في المرحلة الثانية وهي الإنشاءات والبناء، والمجمعات التجارية، ومحلات التجزئة، والمطاعم والمقاهي، والحدائق والمنتزهات العامة.
وشملت القرارات فك العزل التام عن حولي والنقرة وخيطان اعتباراً من الخامسة صباح الأحد المقبل، وتعديل حظر التجول الجزئي ليصبح من 7 مساء إلى 5 صباحاً، والسماح بسفر المواطنين للخارج لفئات محددة ووفق شروط على مسؤوليتهم الخاصة، مع فرض شهادة PCR على كل مسافر قادم إلى الكويت تؤكد خلوه من «كورونا».
كما تم تكليف الوزراء، كل في مجال اختصاصه باتخاذ اللازم نحو تقديم كافة الخدمات للمواطنين والمقيمين التي تقدمها الجهات التابعة لإشرافهم اعتبارا من يوم الأحد المقبل.
وكان لافتاً ما أعلنه وزير الصحة الشيخ الدكتور باسل الصباح، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد مساء أمس، بعد انتهاء الجلسة، لجهة وجود 10 مناطق، كثير من قاطنيها مواطنون، تحت المجهر، معلناً بوضوح أنها معرضة للعزل في حال استمر تزايد الإصابات فيها.
وأوضح أن «ارتفاع مقياس العدوى سبب تمديد المرحلة الأولى رغم تحسّن المؤشرات».
وأعلن رئيس مركز التواصل الحكومي الناطق باسم الحكومة طارق المزرم أنه «تقرر الاستمرار في العمل بالمرحلة الأولى من خطة العودة لحين تحقيق المعدلات والنتائج والمؤشرات التي تسمح بالانتقال إلى (الثانية)، على أن تقوم وزارة الصحة بإعادة تقييم المعدلات والنتائج والمؤشرات الطبية وموافاة مجلس الوزراء بتقريرها في هذا الشأن الأسبوع المقبل».
وقرر مجلس الوزراء «تعديل مواعيد العمل بحظر التجول الجزئي ليكون من الساعة السابعة مساء وحتى الخامسة صباحاً يومياً اعتباراً من صباح يوم الأحد المقبل».
وبناء على إفادة وزير الصحة بشأن تحسن المعدلات والمؤشرات الطبية المترتبة على عزل بعض المناطق، فقد تم إلغاء العزل التام المفروض على منطقة حولي والنقرة وميدان حولي والقطع المعزولة في منطقة خيطان اعتباراً من الساعة الخامسة من صباح الأحد المقبل.
كما أحيط مجلس الوزراء علماً بقرار وزير الصحة بشأن الضوابط الخاصة بالسماح بسفر المواطنين خارج البلاد عن طريق الجو، وكلف وزارة الداخلية والجهات ذات الصلة بتنفيذ هذا القرار.
من جهته، أكد الشيخ الدكتور باسل الصباح «أننا بحمد الله وصلنا لنهاية المرحلة الأولى والمفروض أن نكون بصدد الانتقال للمرحلة الثانية، ولكن التعامل مع الوباء لا يكون عن طريق التواريخ والأيام بل عن طريق الاحصاءات والأرقام، والجميع يتابع المؤتمر الصحافي اليومي لوزارة الصحة، ويرى الإصابات والزيادة الكبيرة في أعداد الكويتيين… وللأسف فإن الكثير من الإصابات وقعت بسبب عدم الالتزام بالاشتراطات، فالآباء والأمهات أصيبوا بالفيروس، وهم في بيوتهم، وبعضهم الآن في العناية المركزة، فمن أين أتتهم العدوى؟ مؤكد أنها أتتهم بسبب الاخلال بالاشتراطات، والتساهل بالزيارات وعدم التقيد بالاحترازات، خصوصا بعد الانتقال من الحظر الكلي إلى الجزئي».
وعرض الوزير بعض الرسوم البيانية التي تظهر وضع الفيروس وجهود وزارة الصحة في مواجهته.
وأشار إلى أن المسؤولين في وزارة الصحة لا يريدون رؤية تجمعات في الدواوين أو تجمعات عائلية، «فقد رأينا ما حدث مع كثير من الدول التي خففت من إجراءاتها، ولاحقاً رجعت الحالات وتضاعفت ومن ثم تضاعفت معها الوفيات».
وعن استخدام دواء «ديكساميثازون» في علاج المصابين، بيّن الصباح أن «الدواء يعتبر (كورتيزون) ولكنه كورتيزون بفاعلية وقوة أكبر من الكورتيزون العادي… هذا الدواء ليس جديداً وإنما يستخدم في العناية المركزة والعمليات. ونحن نعطيه لبعض الحالات في العناية المركزة لكن ليس بطريقة منتظمة وإنما حسب كل حالة. وتابعنا استخدامه في حالات الالتهاب الرئوي الحاد، وفي دراسات تشير إلى أن استخدام الكورتيزون أحدث تحسناً في نسب شفاء أو تحسن الالتهاب الرئوي الحاد… وطبعاً الدراسة جاءت في نفس هذه الفحوى، وبالتالي الدراسة التي تمت في المملكة المتحدة جيدة جداً ونتائجها مفيدة، لكن لم تحدد كمية استخدام الدواء ومتى يتم استخدامه وهل هو في بداية دخول المرض أم عندما ينتكس المصاب، ولا يوجد ذكر للمراحل… الأطباء يدرسون هذه النتائج لوضع البروتوكول العلاجي، ومن المتوقع أن يتم اعتماده بشكل عام، ولكن ننتظر لأيام للتأكد من طريقة وآلية استخدام هذا الدواء».
ورداً على سؤال حول منطقتي الجليب والمهبولة الخاضعتين للعزل، ومدى ازدياد الإصابات فيهما، قال الوزير «أنا أراقب 10 مناطق كثير من قاطنيها من المواطنين، وظهرت زيادة الإصابات فيها بشكل طردي بعد فترة الحظر الكلي، وإذا استمرت الزيادة فقد نصل إلى العزل المناطقي لها، ولكن الوضع الآن مطمئن، والعاملون في الصحة العامة يتابعون الوضع فيها لكن لم نصل لمرحلة عزل هذه المناطق ونراقب المؤشر التكاثري».
وأشار إلى أن المناطق التي مازالت معزولة يوجد فيها أيضاً عزل داخلي، كاشفاً أنه «يوجد 145 عمارة سكنية معزولة بالكامل داخل تلك المناطق المعزولة بهدف تقليل سرعة انتشار المرض».
وعن مراكز أخذ المسحات، قال «قمنا بفتح 10 مراكز لأخذ عينات وخصوصاً للمواطنين. وتم العمل بها ابتداء من هذا الأسبوع… وبالإضافة إلى الخدمة عن طريق السيارات في منطقة المطار، نحن دشنا الموقع الثاني في استاد جابر، وأصبح عندنا موقعان لأخذ العينات عن طريق السيارات. والآن هناك قرار لمجلس الوزراء بإنشاء مختبرات دائمة في المطار القديم وفي المطار الجديد الذي مازال قيد الإنشاء تحسباً للمشاكل الوبائية التي قد تطرأ على العالم».
شروط السفر
أعلن مجلس الوزراء عن تفاصيل ضوابط وشروط الحالات التي يسمح لها بالسفر، وهي:
1 – الحالات الصحية الحرجة ممن تسمح حالتهم بالسفر وذلك على نفقتهم الخاصة.
2 – الطلبة الدارسون في الخارج إذا استلزم الأمر سفرهم للخارج خشية فوات مواعيد اختباراتهم أو قبولهم في الجامعات والمعاهد، ومرافقه إذا استلزم الأمر ذلك وللاطمئنان على الدارس.
3 – المواطن أو المواطنة في الحالات الآتية:
* لديه زوج أو زوجة أجنبية في الخارج.
* مواطن مقيم في الخارج.
* الحالات الخاصة الأخرى التي تقدرها وزارة الداخلية.
على ألا تقل مدة السفر عن 30 يوماً.
أما الشروط فتتلخص بما يلي:
1 – أن يتقدم راغب السفر إلى الجهة التي يتم تحديدها (وزارة الداخلية) بطلب رغبة في السفر مدعماً بالمستندات المؤيدة وتأشيرة الدخول إلى البلد المراد السفر إليه، قبل موعد السفر بعشرة أيام على الأقل.
2 – أن يوقع راغب السفر على إقرار وتعهد يتضمن تحمله نفقات العلاج في حالة إصابته بالفيروس وتكاليف العودة وعدم مطالبة الحكومة بأي التزامات مالية أو غيره قد تترتب على السفر، والتزامه بكافة اشتراطات السلطات الصحية حال عودته إلى البلاد، بما فيها الحجر الصحي الإلزامي الذي تقرره السلطات الصحية (مؤسسي / منزلي) على نفقته الخاصة.
3 – يتم إلزام جميع شركات الطيران التي تقل رحلات إلى دولة الكويت بطلب إجراء تحليل (PCR) لكل راكب على نفقته الخاصة قبل صعود الطائرة، صادر بموعد لا يزيد على 4 أيام، يثبت سلبية الإصابة بمرض «كورونا» المستجد، على أن تكون الشهادة الطبية باللغة العربية، تفيد خلو الراكب من المرض يقدمها للسلطات الصحية فور وصوله مطار الكويت.
تكليف الوزراء بتقديم الخدمات للمواطنين والمقيمين اعتباراً من الأحد
شدد رئيس مركز التواصل الحكومي الناطق الرسمي طارق المزرم أن «الهدف من المراحل التي وضعها مجلس الوزراء هو العودة الآمنة للحياة الطبيعية، وحتى نتمكن من العبور مرحلة إلى أخرى يجب أن يكون الانتقال آمنا، ومن هنا كان قرار مجلس الوزراء تمديد المرحلة الأولى لتحقيق الهدف». وذكر أن لكل مرحلة تعليماتها ومعطياتها، مؤكداً على الجميع بالالتزام للوصول إلى الهدف المنشود.
وقال المزرم، في المؤتمرالصحافي، «ننظر إلى قراءات السلطات الصحية بتمعن ونؤكد على الالتزام بالتعليمات، فالمرض موجود ولم نصل إلى دواء له، ومجلس الوزراء يصدر قراراته مهما كانت قاسية لتحقيق الأمن الصحي، فإذا تطلب الأمر تطبيق عزل على منطقة أو رفعه عن أخرى لتحقيق الهدف فسيتخذ القرار».
وذكر ان «مجلس الوزراء كلف الوزراء كلا في مجال اختصاصه، باتخاذ اللازم نحو تقديم كافة الخدمات للمواطنين والمقيمين التي تقدمها الجهات التابعة لإشرافهم اعتباراً من يوم الأحد المقبل 21 يونيو».
وزير الصحة: لا نريد أن يتحكم الوباء بنا
جدد وزير الصحة ما قاله سمو رئيس مجلس الوزراء في جلسة مجلس الأمة يوم الثلاثاء الماضي، بأن الكويت اليوم على مفترق طرق، والوضع ليس سهلاً، مضيفاً «نحن اليوم متمكنون من التعامل مع الوباء، ونحقق أحسن النتائج، وأقولها بكل وضوح وصراحة لا نريد زمام الأمور أن يفلت من يدنا، اليوم نحن قادرون على التحكم بالوباء، ولا نريد أن نصل لمرحلة الوباء يتحكم بنا… وأكرر شعار المرحلة (تعاون تفاؤل ولا تهاون)… ولأن الأمر يتطلب عدم التهاون، فقد ارتأى «مجلس الوزراء» الاستمرا بالمرحلة الأولى الحالية، وإعادة تقييم المرحلة بشكل دوري إلى حين تحقيق الشروط اللازمة للانتقال إلى المرحلة الثانية، بالإضافة إلى تقييم الأمور لتعيدل موعد الحظر ورفع العزل عن المناطق التي يتحسن فيها مؤشر الإصابات».
تحسّن في 4 من أصل 5 معايير
أعــــلن الشـــيخ الدكتور باسل الصباح أنه في المرحلة الأولى تحسنت الأرقام في 4 معايير من المعايير الخمسة الموضوعة، وظل معيار واحد، هو معيار انتقال العدوى في مستوى عال، وهو مازال تحت التقييم لإنزاله إلى المعدل المطلوب، وهذا لا يتحقق إلا باتباع الإجراءات الصحية.
فيروس بكين… أشدّ
تطرق وزير الصحة إلى واقع التجربة الصينية وعودة الفيروس إلى الظهور في بكين، قائلاً «نحن نراقب الوضع وما حصل في بكين في سوق يعتبر من أكبر أسواق الأغذية في قارة آسيا، حيث تم فك شفرة الجين في بكين، وبيّنت قراءات أولية أن الفيروس تغيّر، وأيضاً وجود احتمالات أن يكون أشد وأقوى من الفيروس الذي ظهر في ووهان. ونراقب مع منظمة الصحة العالمية، ونأمل من الصين أن تستطيع السيطرة على الوباء الذي ظهر في بكين أخيراً».
لا موعد لإعادة التشغيل التجاري في المطار
أعلنت الإدارة العامة للطيران المدني أنه «لم يتم تحديد موعد نهائي حتى الآن، لإعادة تشغيل الرحلات التجارية في مطار الكويت الدولي» فيما تواصل اللجنة العليا لإعادة تشغيل الرحلات، جهودها للتجهيز والإعداد حتى إذا صدر قرار من مجلس الوزراء في ذلك تكون جاهزة للتنفيذ.
وعقدت اللجنة اجتماعها الثاني أمس، برئاسة رئيس الإدارة العامة للطيران المدني الشيخ سلمان الحمود، وبحضور ممثلي وزارات الخارجية والداخلية والصحة والمالية والإدارة العامة للجمارك والأمانة العامة للتخطيط، لمناقشة إجراءات إعادة التشغيل التجاري.