أكد وزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد الناصر حرص الكويت على تنمية وتعزيز التعاون مع جمهورية الصين الشعبية، مشيرا الى ان الصين تعتبر أحد أكبر الشركاء التجاريين للكويت.
جاء ذلك في كلمة لوزير الخارجية خلال ترؤسه وفد الكويت المشارك في أعمال الدورة التاسعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي – الصيني الذي عقد اليوم الاثنين عبر تقنية الاتصال المرئي.
وقالت وزارة الخارجية في بيان، ان الاجتماع تناول مجمل علاقات الشراكة الاستراتيجية المتميزة والوثيقة التي تربط الدول العربية بالصين وأطر تعزيز التعاون المشترك فيما بينها بمختلف المجالات الحيوية والهامة وسبل تطوير المنتدى وآفاقه المستقبلية دعما للمصالح المشتركة بين الجانبين.
واشارت الوزارة الى ان الاجتماع ناقش الأفكار والرؤى حيال التطورات السياسية الأخيرة على الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك لا سيما تلك المتعلقة بمواجهة تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
وأوضحت ان وزير الخارجية ألقى خلال الاجتماع كلمة فيما يلي نصها:
«بسم الله الرحمن الرحيم.. والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
معالي الأخ أيمن الصفدي وزيرالخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة رئيس الدورة التاسعة لمنتدى التعاون العربي الصيني
معالي الصديق وانغ يي مستشار الدولة ووزير خارجية جمهورية الصين الشعبية الصديقة – الرئيس المشارك
معالي الأخ أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية
أصحاب المعالي والسعادة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني في مستهل كلمتي أن أتقدم بجزيل الشكر والامتنان للمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة على حسن التنسيق والتنظيم لاستضافة اجتماعنا للدورة التاسعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني كما أتقدم بالشكر لجمهورية الصين الشعبية الصديقة على حرصها على انتظام أعمال هذا المنتدى على الرغم من الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم أجمع والشكر موصول كذلك للأمانة العامة لجامعة الدول العربية وعلى رأسها معالي الأمين العام على الجهود الحثيثة التي بذلت للاعداد لهذا الاجتماع.
كما أغتنم الفرصة لأبارك للمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة ولأخي معالي وزير الخارجية أيمن الصفدي باستعادة المملكة لأراضيها في الباقورة والغمرة ورفع علم المملكة عليها.
أصحاب المعالي والسعادة،،،
يأتي اجتماعنا هذا في ظل الظروف الاستثنائية التي عصفت بالعالم أجمع جراء تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد حيث لم تكن أي دولة بمنأى عن آثار هذه الجائحة والتي ترتب عليها آثار صحية واقتصادية واجتماعية لم يسبق لها مثيل وأصبحت تمثل تهديدا حقيقيا لأمن واستقرار الدول وكان من أهم الدروس المستفادة من هذه الجائحة هو أنه لا يمكن لأي دولة مهما كانت مواردها وقدراتها أن تواجهها منفردة وبأن التعاون والتنسيق الدولي هو الكفيل بمواجهة تداعياتها والحد من أثارها.
وإذ نشاطركم القلق جراء تداعيات هذه الأزمة على الأوضاع في دول العالم بشكل عام ودولنا بشكل خاص، فقد عملت الكويت بشكل فعال وإلى جانب المجتمع الدولي على دعم كافة الجهود الرامية لمواجهة آثار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) وفي التخفيف من أعباء هذه الجائحة على الدول الأخرى، حيث وجه سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بتقديم مساهمة بقيمة 100 مليون دولار أمريكي لمواجهة هذه الجائحة والتقليل من آثارها خصص جزء منها لدعم الدول العربية في مواجهة هذا الوباء اضافة إلى دعم منظمة الصحة العالمية والمراكز البحثية في مختلف أنحاء العالم للتسريع في اكتشاف لقاح لهذا الفيروس.
أصحاب المعالي والسعادة،،،
أود أن أستثمر هذه الفرصة للاشادة بما حققه هذا المنتدى على صعيد النتائج الإيجابية التي صبت في مصلحة الجانبين منذ تأسيسه في عام 2004 وإن انتظام انعقاد هذا المنتدى رغم كل الظروف المحيطة لهو أكبر برهان على حرص دولنا على تعزيز العلاقات التي تربطنا بجمهورية الصين الشعبية وعزم الطرفين على دفعهما لاستمرار عجلة التعاون والتنسيق والسير قدما نحو آفاق أرحب لتعزيز وتطوير هذا التعاون.
فقد تنامى التبادل التجاري بصورة مطردة بين الجانبين حيث وصل إلى 266 مليار دولار في عام 2019 وبزيادة تقدر بـ 9 في المئة سنويا وأصبحت علاقاتنا القوية محل فخر واعتزاز.
وفي هذا السياق ترحب الكويت بدعوة المملكة العربية السعودية الشقيقة لاستضافة القمة العربية الصينية الأولى، والتي من شأنها الدفع بآفاق الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين وبما يخدم مصالحهما المشتركة.
إن دولة الكويت حريصة كل الحرص على تطوير علاقاتها مع جمهورية الصين الشعبية سواء من خلال الأطر الجماعية أو الثنائية وهذا ما عكسته المشاركة التاريخية لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه مع فخامة الرئيس شين جين بينغ اللذين تفضلا بترأس وفدي بلديهما خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الثامنة لمنتدى التعاون العربي الصيني التي عقدت عام 2018 في بكين وكأول زعيمين يتشاركان في افتتاح أعمال إحدى دورات هذا المنتدى وكذلك زيارة سمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح حفظه الله رئيس مجلس الوزراء السابق خلال شهر يونيو من عام 2014.
إن جمهورية الصين الشعبية تعتبر أحد أكبر الشركاء التجاريين لدولة الكويت حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 18.7 مليار دولار أميركي كما أن مبادرة الحزام والطريق تمثل فرصة واعدة لكلا الجانبين خاصة فيما يتعلق بترجمة رؤية الكويت 2035 على أرض الواقع.
وإن دولة الكويت تولي كل الحرص على استمرار وتنمية هذا التعاون من خلال الآليات الاقتصادية والتجارية والفنية المشتركة والاتفاقيات الثنائية بما يجسد الشراكة الحقيقية بينهما مدركين مشاغل أصدقائنا في الصين ومجددين التزامنا الثابت بمبدأ»الصين الواحدة«وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وفي الختام أشكركم جميعا على حسن الإصغاء ومتمنيا لاجتماعنا هذا التوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
وذكرت وزارة الخارجية في بيانها انه صدر في نهاية الاجتماع إعلان رسمي تضمن كافة المواضيع والمجالات التي تمت مناقشتها في أعمال الدورة وبيان مشترك للتضامن العربي – الصيني في مكافحة (كوفيد 19) وبرنامجا تنفيذيا لأعمال المنتدى.
وضم وفد الكويت الى الاجتماع مساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا السفير علي السعيد، ومساعد وزير الخارجية لشؤون الوطن العربي السفير فهد العوضي، ومساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب وزير الخارجية السفير صالح اللوغاني، والمندوب الدائم للكويت لدى جامعة الدول العربية أحمد البكر، وعدد من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية.