أكد عدد من أصحاب المساجد والحسينيات لـ«الراي» التزامهم بتنفيذ التعليمات والتوصيات التي سيصدرها مجلس الوزراء في شأن إقامة مجالس عزاء عاشوراء في شهر محرم المقبل، وأنهم في انتظار ما سيقرره مجلس الوزراء في هذا الشأن، حفاظاً على سلامة المعزين والتي في ضوئها سيقومون باتخاذ اللازم في شأن كيفية إحياء ذكر عاشوراء.
واتفق القسم الأكبر منهم على ضرورة الاستفادة من التطبيقات الالكترونية الحديثة في بث وقائع مجالس العزاء مباشرة لجموع المعزين في منازلهم، أو تخصيص قناة لكل حسينية في موقع «اليوتيوب»، مع تحديد أوقات البث ليستفيد منه الجميع، لافتين إلى وجود بعض العراقيل التي يصعب معها تنظيم وإقامة مجالس العزاء داخل الحسينيات لضيق مساحاتها.
وقال صاحب حسينية أبي ذر الغفاري حسين القطان «ان اجتماعنا يأتي في إطار التباحث واستمزاج الآراء في شأن التحضير لذكرى عاشوراء واقامة المجالس الحسينية»، مؤكداً التزام الجميع بما ستسفر عنه قرارات مجلس الوزراء وتوصيات وزارة الصحة، بهذا الشأن لضمان سلامة المعزين.
وشكر القطان تجاوب عدد من ممثلي الحسينيات لدعوته للتشاور والتباحث في موضوع كيفية اقامة مجالس عزاء عاشوراء، في ظل جائحة فيروس «كورونا» والاستفادة من التقنيات الحديثة في إحياء ليالي عاشوراء، في حال لم يسمح للمعزين بالحضور.
من جانبه، قال ممثل حسينية البلوشي محمد البلوشي «هناك حديث بأن الحكومة ربما تسمح بافتتاح دور السينما والمسارح في عيد الأضحى، وربما يتم أيضاً دمج المرحلتين الثالثة والرابعة معاً، وفي هذه الحالة لن تكون هناك قيود على الحسينيات»، مشيراً إلى تعاون الجهات المعنية مع الحسينيات، خصوصاً في ما يتعلق بإقامة مجالس عزاء عاشوراء.
وأضاف البلوشي «إذا كانت هناك اشتراطات، فيجب أن نكون أول الخاضعين لها التزاماً بالقانون ولضمان سلامة الحضور».
من جهته، أشار ممثل حسينية الهزيم حسن الهزيم إلى وجود مجالس عزاء صغيرة الحجم وهذه يمكن إغلاقها ومجالس عزاء كبيرة عليها أن تنتظر قرارات مجلس الوزراء، مبدياً تأييده للرأي القائل بتقنين أعداد المعزين داخل الحسينيات حال سمحت الحكومة بإقامة مجالس العزاء، والاستفادة قدر الامكان من التطبيقات الحديثة في بث مجالس العزاء لرواد الحسينيات.
بدوره، قال ممثل حسينية الشيخ عبدالكريم الرمضان المستشار حسين الرمضان «اجتمعنا للتشاور والاتفاق في شأن وضع إقامة مجالس العزاء في عاشوراء، ونحن هنا لا نصادر حق الآخرين وآراؤنا ليست موجهة ضد أحد»، لافتاً إلى أن تزايد أعداد المصابين في الكويت يشير بنذر الخوف، في ظل تواتر أخبار تحذر من خطورة فيروس «كورونا» خلال الفترة المقبلة بعد تطوير نفسه، حيث يجدد نفسه وأخطر من الأشهر الماضية، بالإضافة إلى عدم القدرة على السيطرة على المجالس بالاشتراطات الاحترازية التي ستضعها الحكومة.
ورأى الرمضان أن الأفضل أن يتم تعطيل مجالس العزاء خلال العام الحالي، مؤكداً «أن التعطيل ليس ضعفاً إيمانياً ولكن هناك بدائل تقنية جديدة يمكن الاستفادة منها، خصوصاً أن سيطرة القائم أو الوصي على الحسينية ستكون كبيرة وربما تصل إلى المسؤولية الجزائية».
وأشار إلى أهمية الاستفادة من وسائل التطبيقات الحديثة في بث مجالس العزاء من خلالها، لا سيما أن الوضع الصحي في الكويت ما زال حتى الآن غير مطمئن، داعياً إلى عدم فتح الحسينيات أمام المعزين والاكتفاء بنقل تلك المجالس إلى الجمهور من خلال التطبيقات والتقنيات الحديثة حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.
وفي السياق نفسه، دعا ممثل حسينية أبا ذر الغفاري رياض القطان إلى تخصيص كل حسينية قناة على «اليوتيوب» لبث مجالس العزاء الخاصة بها لمتابعي الحسينية، مقترحاً إعداد جدول بأسماء الحسينيات التي لديها قنوات بث مباشر على «اليوتيوب»، مع تحديد أوقات البث حتى يتسنى للمتابعين الاستفادة من العظات التي يرويها خطباء المنابر الحسينية.
وقال القطان «من المتوقع أن تبدأ مجالس العزاء في 21 أو 22 أغسطس المقبل، ونحن سننتظر قرارات مجلس الوزراء بهذا الشأن، وسنقوم بناء عليها بتجهيز اللازم لإحياء ذكرى عاشوراء واستشهاد الإمام الحسين عليه السلام».
البغلي: التكنولوجيا للتغلب على الصعوبات
رأى الإعلامي علي البغلي ضرورة الاسترشاد والاستئناس برأي الحكومة ممثلة في وزارة الصحة في شأن التعليمات التي ستصدرها بصدد إحياء ليالي عاشوراء، خصوصا المتعلقة بالمأكل والمشرب والتباعد الجسدي، مبيناً أن الحكومة قامت بوضع اشتراطات للمساجد، ونحن يمكننا القياس على هذا الأساس، ولكن مساحات الحسينيات صغيرة مقارنة بالمساجد، الأمر الذي يمكن ان يواجه معه أصحاب الحسينيات صعوبات كبيرة.
وقال البغلي «يمكن التغلب على الصعوبات من خلال استخدام التكنولوجيا، وبث مجالس العزاء للحضور وهم جالسون في سياراتهم، ولكن علينا أن نستفهم أولاً من الحكومة إن كانت ستسمح بانعقاد مجالس العزاء أم لا».
من جهته، قال رياض الناصر: إن الصورة حتى الآن ما زالت ضبابية في شأن إقامة مجالس العزاء، ولا نملك سوى الانتظار، خصوصاً أن وضع المجالس يختلف عن وضع أي تجمع آخر، لا سيما في ما يتعلق بالوجبات الغذائية التي يتم توزيعها، وإن كان هذا الأمر مقدوراً عليه، ولكن أعتقد ان التقارب الجسدي داخل الحسينيات يمكن ان يمنع إقامتها هذا العام، لذا نتمنى على الحكومة ان توضح رأيها حتى يحدد أصحاب الحسينيات في ضوء قرارها الإجراءات التي يمكن اتخاذها.
أفكار اقترحها أصحاب الحسينيات
● التقيّد بتعليمات وزارة الصحة في المقام الأول وتعليمات وزارة الداخلية الخاصة بأمن المجالس.
● ممارسة الشعائر الدينية المعتادة مع أخذ الاحتياطات اللازمة.
● الالتزام بالتعقيم أثناء الدخول وارتداء الكمامة.
● عدم توزيع الأطعمة والمشروبات والسماح بالمياه المعبأة فقط.
● اختصار وقت إقامة الشعائر بقدر الإمكان.
● متابعة الشعائر من داخل السيارات كما جرت العادة حرصاً على التباعد الجسدي.
● بث الشعائر الدينية أون لاين.
● منع اصطحاب الأطفال لمجالس العزاء.