فتح ضبط وزارة الداخلية شبكة غسل أموال في الكويت يديرها وافد إيراني بالتعاون مع آخرين بينهم كويتيون الباب أمام المضي قدماً في تفكيك سر الثروات المفاجئة التي ظهرت على البعض والبذخ المبالغ في الإنفاق وفضح أكذوبة ما يسمى بمشاهير «السوشيال ميديا».
وكشفت مصادر مطلعة أن «الرأس المدبر لشبكة غسل الأموال يحمل الجنسية الإيرانية ويدعى (ف.ص)، وأن من بين المتهمين عدداً من الكويتيين وكردياً»، مشيرة إلى أن «التحريات المستمرة رصدت علاقات واسعة النطاق بين المتهمين مع آخرين قد يشكّلون شبكات فرعية أخرى للعمليات المالية المشبوهة. كما ربطت التحريات الرأس المدبر في هذه الشبكة وأحد المتهمين البارزين في قضية الرشاوى والاتجار بالبشر المتعارف عليها بقضية (النائب البنغالي)».
وبيّنت المصادر أن «القاسم المشترك بين هؤلاء كان عالم السيارات الفاخرة والساعات والمجوهرات الثمينة واليخوت، التي تعتبر من أهم وسائل التورية لإخفاء عمليات غسل أموال غير واضحة المصادر بعد، إلا أن المؤكد أنها نتاج عمليات غير مشروعة قد تكون محلية فقط، وربما تكون إقليمية أو عالمية».
وأشارت المصادر إلى «احتمالات تورط شقيقين كويتيين في عمليات غسل الأموال، أحدهما كان بدأ نشاطه في عالم السيارات منذ تسعينات القرن الماضي، وساهم مالياً في دعم ومساعدة أحد النواب الحاليين في الوصول إلى مجلس الأمة ومن المتهمين في قضية النائب البنغالي»، مبيّنة أن «المتهم صديق مقرّب لرجل أعمال مشهور، وهناك شكوك بأنه من خلال عمليات غسل الأموال تمكّن من توسيع نشاطه إلى الشركات والعقارات والمجمعات السكنية والتجارية».
وأضافت أن «الشقيق الآخر معروف بنشاطه الاجتماعي في منطقته وتقديم خدمات لصالح الأهالي والمفاتيح الانتخابية».
وذكرت المصادر أن «أحد مشاهير (السوشيال ميديا) المشتبه بمشاركته في عمليات غسل الأموال، تم رصد علاقة قديمة تجمعه مع المتهم واستفاد من هذه العلاقة بتمييزه في التعاملات المالية عن غيره»، مشيرة إلى أن «من ضمن العمليات المشبوهة شراء أحدهم خلال أزمة (كورونا) ساعة ثمينة عبر مزاد بقيمة تقارب 80 ألف دينار»، ومبينة أن «أحد المشتبه بهم وأحد المشاهير كانا يحرصان خلال السفر إلى دول أوروبية على شحن السيارات الفارهة للاستعراض فيها هناك، خصوصاً في لندن».
وكشفت المصادر أن «أحد مشاهير (السوشيال ميديا) الآخرين والمقرب من أحد الشيوخ كان يروج للسيارات الفارهة التي يملكها الإيراني زعيم شبكة غسل الأموال»، مشيرة إلى أن «الأخير أظهرت التحريات وجود تعاملات مالية بينه وبين أحد المتهمين الذين يتم التحقيق معهم حالياً في قضية ما يعرف باسم (النائب البنغالي)».
وأشارت المصادر إلى أنه «فضلاً عن العلاقات المالية المشبوهة التي تجمع المتهمين، فإن أحدهم تربطه علاقة نسب بالآخر».
وكانت وزارة الداخلية أعلنت مساء أول من أمس القاء القبض على شبكة تقوم بعمليات غسل أموال، بناء على تحريات تم رصدها على مدى شهور، حيث جرت مداهمة موقع إقامة الرأس المدبر للشبكة الواقع في أحد الشاليهات بمنطقة بنيدر، فضلاً عن مداهمة 4 مواقع أخرى يستخدمها المتهم وهي عبارة عن منزل ومزرعة وشقة في مدينة الكويت وأخرى في منطقة السالمية، كما تم القبض على أحد أفراد الشبكة في المطار قبل محاولة هروبه.
وأعلنت «الداخلية» التحفظ على العديد من الممتلكات التي تم العثور عليها في المواقع المذكورة والتي توزّعت بين سيارات فارهة وكلاسيك مخزنة في مزرعة بمنطقة الوفرة، دراجات رباعية الدفع، ساعات ومجوهرات ثمينة، مبالغ مالية بالعملة المحلية وعملات مختلفة، كراتين يشتبه بداخلها مواد مسكرة.
شاهد أيضاً
بوشهري تحمل رئيس مجلس الأمة مسؤولية عدم انعقاد الجلسات
حملت النائب جنان بو شهري رئيس مجلس الأمة مسؤولية عدم انعقاد الجلسات في ظل اكتمال …