كويت تايمز 
في أعقاب تداول مقطع مرئي يدعي الناطق فيه أن «العلماء أجمعوا على أن أسماك ميد بحر الشويخ نجسة»، شدد جمع من علماء الشريعة أن «هذا الكلام عارٍ عن الصحة، لأن ماء البحر وأسماكه طاهرة بنص ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم»، محذرين في الوقت ذاته من «إقدام غير أهل الاختصاص على الفتوى والحديث دون الرجوع للجهات الرسمية المعنية».
وقال الداعية عبدالله نجيب سالم إن «السمك يأتي من البحر ولا ينجس ماؤه والنبي قال هو الطهور ماؤه فلا يتنجس ماؤه أبداً»، موضحاً أن «جون الكويت مفتوح وخاضع للمد والجزر وماؤه متحرك وليس راكداً».
وأضاف سالم «الماء الجاري يطهره الجريان، وإذا كان الإنسان يكره أكل هذا السمك فهذا أمر خاص به، وهذه قضية ذوقية… أما عن إصابة السمك بأمراض فهذه قضية طبية يفصل بها الأطباء».
واختتم بالقول «إذا كان هناك برك غلبت عليها النجاسة، فنعم يمكن القول بنجاستها لكن بشرط أن تكون غير متحركة وغير متصلة بتيارات البحر، لأن تحريك الماء والمد والجزر هو الذي يطهر الأسماك».
أما أستاذ الشريعة في كلية التربية الأساسية الدكتور راشد العليمي، فأكد أن «الذين يجب أن يتكلموا في قضية الحلال والحرام في ما يتعلق بكون مياه منطقة الشويخ نجسة أم لا، أهل التخصص وهم علماء البيئة ولدينا جهة رسمية وهي الهيئة العامة للبيئة ومعهم أهل العلم الشرعي، فلا يجوز أن يأتي إنسان ويتكلم بمفرده بعيداً عن الجهة المعنية ويقول هذا نجس أو طاهر».
وتابع «أهل الشريعة أعلم بسمك الخليج إن كان نجساً أم لا، وإن كان يندرج تحت حكم الجلالة (الحيوانات التي تأكل القاذورات) أم لا، وهذا المقطع أثار مشكلة بين الناس فليس كل ملتحٍ عالماً في الشريعة»، لافتاً إلى أن «الجلالة لا تكون في البحار وإنما على الأرض، فالبحر لا ينجسه شيء فهو الطهور ماؤه الحل ميتته». وزاد «الصحابة أكلوا حوتاً ملقى على الساحل بالقرب من منطقة جدة، فكل ما في البحر حلال، إلا ما ثبت من أهل الاختصاص بأن به ضرراً أما الكلام البعيد عن الشريعة فلا يؤخذ به».
من جهته، قال مدير مركز تعزيز الوسطية التابع لوزارة الأوقاف الدكتور عبدالله الشريكة، إن «هذا الأخ (الناطق في المقطع) لم يوفق في ما طرح ولعله سهى، غفر الله لنا وله، عن كثير من المسائل والأحكام»، مشيراً إلى أن «أحكام الجلالة فيها خلاف وليست محل إجماع ومياه البحر لا تتنجس وهذا السمك (الميد) لا بأس بأكله، وإن وجد الإنسان به فضلات فإنه يطهره بالماء ويغسله ويأكله».
