كل الكويت… معك يا لبنان

كما هي العادة، لم يتأخر بلد الإنسانية في مد يد الغوث والمساعدة للبنان، وهو ما دأبت عليه الكويت مع مختلف البلدان والشعوب، فكيف ببلاد الأرز ذات التاريخ العريق بعلاقتها الوطيدة مع شقيقتها.
فمنذ الساعات الأولى للانفجار الذي هز بيروت مساء الثلاثاء الماضي، ألقت الكويت بثقلها لمساندة لبنان في محنته الكارثية التي حلت على العاصمة وساكنيها، في مسعى للتخفيف من أهوال وآثار الانفجار الذي دمر مرفأ بيروت، شريان البلد الحيوي، فكانت الفزعة من أعلى المقامات والمراجع الحكومية والبرلمانية، مروراً بالمواقف الشعبية ومنظمات المجتمع المدني.
وأجرى سمو نائب الأمير ولي العهد الشيخ نواف الأحمد اتصالاً هاتفياً، مساء أمس، بأخيه رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة العماد ميشال عون أعرب خلاله عن تعاطف دولة الكويت مع لبنان الشقيق في مواجهة حادث الانفجار الكبير الذي وقع في مرفأ بيروت وأودى بحياة العشرات وإصابة المئات، ودعمها له في مواجهة آثاره ووقوفها إلى جانبه.
كما عبّر سموه عن خالص تعازيه وتعازي الشعب الكويتي للرئيس وللشعب اللبناني الشقيق ولأسر الضحايا، متمنياً سموه للضحايا الرحمة والمغفرة وللمصابين سرعة الشفاء والعافية، سائلاً سموه المولى تعالى أن يحفظ لبنان وشعبه الشقيق من كل مكروه.
وقد أعرب عون عن بالغ تقديره لسمو نائب الأمير على هذه المبادرة الكريمة وهذا التواصل المجسد لأواصر العلاقات التاريخية والوطيدة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، متمنياً لسموه موفور الصحة والعافية ولدولة الكويت وشعبها كل التقدم والازدهار في ظل القيادة الحكيمة لأخيه حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد.
إلى ذلك، أعرب رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، في برقية إلى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، عن خالص العزاء وصادق المواساة بضحايا الانفجار.
وأكد الغانم في برقيته وقوف الشعب الكويتي جنباً بجنب مع أشقائه في لبنان بهذا الظرف العصيب، سائلاً المولى جلت قدرته، أن يرحم الضحايا ويلهم ذويهم الصبر والسلوان وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.
كما بعث سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، برقية مماثلة.
وأجرى سمو الشيخ صباح الخالد، أمس، اتصالاً هاتفياً برئيس مجلس الوزراء اللبناني حسان دياب، معرباً عن بالغ تعازيه ومواساته بالضحايا، مؤكداً أن الكويت حكومة وشعباً وبناءً على حرص وتوجيهات صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وسمو نائب الأمير، ستقدم كل الدعم وستعمل على توفير كافة المستلزمات الضرورية في مواجهة تداعيات الحادث الأليم.
وأكد سموه حرص الكويت على استقرار و أمن الجمهورية اللبنانية، متمنياً للشعب اللبناني تجاوز آثار الحادث ومواصلة مسيرة التقدم والازدهار.
من جانبه، عزى وزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد الناصر، نظيره وزير الخارجية وشؤون المغتربين اللبناني شربل وهبة، وأعرب عن خالص التعازي والمواساة لأسر الضحايا الأبرياء.
وكانت وزارة الخارجية اكدت في بيان «دعم الكويت للبنان في مواجهة آثار الحادث الاليم، وتجاوز تداعياته ووقوفها الى جانب الاشقاء في لبنان بما يحفظ امنهم واستقرارهم».
كما أجرى وزير الصحة الشيخ الدكتور باسل الصباح مساء الثلاثاء، اتصالاً بنظيره اللبناني حمد حسن، عبر خلاله عن بالغ الأسى.
وذكر الشيخ باسل خلال الاتصال، أنه بناء على توجيهات من سمو نائب الأمير، وانطلاقاً من حرص الكويت على الوقوف مع الأشقاء في لبنان والتضامن معهم، فقد تقرر تقديم مساعدات طبية عاجلة لمجابهة آثار الانفجار الضخم وتجاوز تداعياته.
ودعا الدكتور باسل الصباح نظيره اللبناني إلى تزويد الكويت ‏بقائمة الأدوية والاحتياجات الطبية العاجلة لتقديمها على الفور.
من جانبه، قدم وزير الصحة اللبناني الشكر لـ«الأشقاء في دولة الكويت على هذه المبادرة الكريمة»، معرباً عن خالص تمنياته لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، بالشفاء العاجل.
بدوره، بحث وزير التجارة والصناعة خالد الروضان، ونظيرة اللبناني وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني راوول نعمة، احتياجات لبنان من المواد الغذائية التي يمكن أن تقدمها الكويت، لمواجهة آثار الانفجار.
برلمانياً، أكد مجلس الأمة التضامن الكامل والتام مع الشعب اللبناني إثر الانفجار «الكبير والمروع» الذي وقع في مرفأ بيروت وأسفر عن عدد كبير من الضحايا والمصابين.
وجاء في بيان للمجلس تلاه الغانم إن أعضاء مجلس الأمة – نواباً ووزراء – يؤكدون وقوف الكويت، على المستويين الرسمي والشعبي مع لبنان، في هذه المحنة، مستذكرين الموقف المبدئي للبنان الشقيق، عندما كان أول بلد عربي يدين ويستنكر ما تعرضت له الكويت في يوم الثاني من أغسطس عام 1990 من غزو غاشم واحتلال.
وختم رئيس مجلس الأمة البيان بالقول «حفظ الله لبنان الشقيق وشعبه الأصيل من كل شر ومكروه».
واعتبر النائب أحمد الفضل أن البيان يمثل جميع الكويتيين، فيما قال خلف دميثير بحرقة: «لا تخلون لبنان لا تخلون لبنان يا باسل»، في إشارة إلى وزير الصحة الشيخ الدكتور باسل الصباح.
وفي السياق نفسه، أكد مدير عام مؤسسة الموانئ الكويتية رئيس اتحاد الموانئ العربية نائب رئيس قطاع النقل البحري الرئيس التنفيذي للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري الشيخ يوسف العبدالله، أن المؤسسة تؤازر «مرفأ بيروت» في مصابه، ولن تتأخر في تقديم المساعدات اللازمة في حال طلب منها ذلك، موضحاً أن اتحاد الموانئ العربية سيناقش في اجتماعه الطارئ السبل المثلى لتقديم كل أنواع المساعدات التي يحتاجها مرفأ بيروت.

شاهد أيضاً

«الشؤون»: تأكدوا من التبرع للجمعيات الخيرية المعتمدة.. وبالوسائل المصرح بها

أهابت وزارة الشؤون الاجتماعية بالمواطنين والمقيمين التأكد من التبرع للجمعيات الخيرية المعتمدة والمسجلة لديها. ونوهت …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.