وجه سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ نواف الأحمد، اليوم الأحد، كلمة إلى إخوانه وأبنائه المواطنين الكرام التالي نصها:
«بسم الله الرحمن الرحيم
(واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) صدق الله العظيم.
إخواني وأبنائي المواطنين الكرام
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يطيب لي أن أحييكم تحية طيبة مباركة من عند الله العلي القدير نحمده ونشكره على كريم نعمه وأفضاله ونسأله أن يحفظ وطننا من كل سوء.
في البدء نرفع أكف الدعاء ضارعين إلى المولى العلي القدير أن يعجل بشفاء والدنا العزيز حضرة صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه ونسأله جلت قدرته أن يمن عليه باكتمال الصحة والعافية ليعود لأرض الوطن قريبا لمواصلة قيادته الحكيمة
لمسيرة البناء والتقدم في البلاد.
لقد رأيت لزاما في ظل هذه الظروف الدقيقة أن أتحدث إليكم وأشارككم الرأي حول أمور وقضايا أعلم أنها تشغل بالكم وتثير اهتمامكم.
ونحن في أدق مراحل التعامل مع تداعيات انتشار كورونا وانهماك أبنائنا الأبطال في تضحياتهم المشهودة بالتعاون مع المخلصين في كافة أجهزة الدولة بجهود مواجهة هذا الوباء الخطير نشهد بكل الأسف ما يدور في الساحة المحلية أخيراً من مظاهر العبث والفوضى والمساس بكيان الوطن ومؤسساته ولا سيما ما يتصل ببدعة التسريبات الأخيرة وما شابها من ممارسات شاذة مرفوضة وتعد على حريات الناس وخصوصياتهم تطال بعض العاملين في مؤسساتنا الأمنية وما برز من محاولة البعض شق الصف وإثارة الفتن وأود التنويه على أن هذا الأمر يحظى باهتمامي شخصيا ومتابعتي لجميع اجراءاته واخضاعه برمته وكافة تفاصيله بيد قضائنا العادل النزيه بعد أن تم مباشرة الإجراءات القانونية اللازمة في شأنه مشددا بألا يفلت أي مسيء من العقاب مؤكدا اعتزازنا بمؤسساتنا الأمنية ورجالها ونسائها المخلصين والتي لن يضيرها ولن ينتقص من قدرها شذوذ البعض الذين سينالون قصاصهم العادل جراء افعالهم الدنيئة الامر الذي يستوجب من الجميع التوقف عن تداول مثل هذه المواد الضارة والتي لن يستفيد منها الا أعداء الوطن ومن يسعى لتحقيق مصالح وغايات خاصة على حساب أمن الوطن وأننا على ثقة بأن شعب الكويت الأصيل الذي هو حصن الكويت واساس عزتها ورفعتها يدرك حقائق الأمور ولن تنطلي عليه الاباطيل ويظل حريصا على وطنه وأمنه واستقراره.
ولقد حذر حضرة صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه مرارا من خطورة انحراف بعض وسائل التواصل الاجتماعي وما تشكله من معاول هدم وتخريب لبنيان مجتمعنا وقيمه الفاضلة وما تحفل به من افتراءات وإثارة للفتن وإشاعة روح الإحباط والتشاؤم واطلاق الاتهامات دون دليل ولن نسمح لقلة ضالة بجر بلدنا الى الانقسام والفوضى باسم الحرية الزائفة الامر الذي يوجب الإسراع بترجمة التوجيه السامي بالقضاء على من أسماهم سموه حفظه الله ورعاه بأشباح الفتن حفاظا على أمن البلاد وصيانة مجتمعنا.
إخواني….أبنائي
إن ايماننا بحرية الرأي ثابت والتزامنا بالنهج الديموقراطي راسخ بما لا يقبل التشكيك أو المزايدة فهو عهد ارتضيناه جميعا ونتمسك به نموذجا صادقا للتوافق الوطني الذي توارثناه جيلا بعد جيل ولاشك بأن لهذه الحرية اطارا قانونيا واخلاقيا يراعي مسؤوليتها ويحفظ كرامات الناس وسمعتهم ويحقق الصالح العام وكذلك نهجنا الديموقراطي الذي يحكمه الدستور والقانون ومقتضيات المصلحة الوطنية ما يستوجب من السلطتين التشريعية والتنفيذية تصويب مسار العمل واستشعار التحديات والمخاطر التي تحيط بنا والتصدي للقضايا الجوهرية وما يمس هموم المواطنين ومصالحهم.
أمامنا أيها الاخوة العديد من الملفات والقضايا المهمة وهي نتيجة تراكمات طويلة تحتاج لمعالجتها إلى الجدية والحكمة والفكر الخلاق كما تحتاج إلى التعاون البناء والايجابية وروح الفريق الواحد ولنا في سمو الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء وقدرته على التصدي لهذه الملفات ثقة كبيرة مستحقة بالتعاون مع المخلصين من أبناء هذا البلد الكريم.
فهناك قضايا التعليم والشباب والإصلاح الإداري والتركيبة السكانية والخدمات والإصلاح الاقتصادي الذي يجب ان ينطلق من اصلاح الأجهزة الحكومية ومعالجة الهدر في المصروفات وضبط وتجفيف منابع الفساد وادواته إلى جانب القضايا الأخرى المهمة.
إنها تحديات حقيقية جادة لا تحتمل ترف التسويف والانشغال بالمماحكات السياسية وتصفية الحسابات وتسجيل النقاط والانحراف في استخدام الأدوات الدستورية الرقابية الذي لا يحقق اصلاحا الامر يستوجب تعاونا جادا فاعلا مخلصا فالوطن يستحق والمواطنون يتطلعون إلى انجاز حقيقي ملموس يلبي طموحاتهم في حاضر آمن ومستقبل واعد.
لا شك بأن الفساد آفة مدمرة ورأينا كيف أحال الفساد أمما متقدمة إلى كيانات مهلهلة يفتك بها الفقر والجهل والمرض وقد استشعرنا غزو هذه الآفة لبلدنا عبر مظاهر مختلفة واذا كنا نشكو من الفساد فليس من المقبول ان يصور البعض الكويت بأنها أصبحت موطنا للفساد!!! ولنا وقفه جادة وحازمة لمواجهة هذا الخطر المدمر بكل عزم وقوة وان محاربة الفساد ليست خيارا بل هي واجب شرعي واستحقاق دستوري ومسئولية أخلاقية ومشروعي وطني يشترك الجميع في تحمل مسؤوليته ولكل من يثير التساؤل حول محاسبة أبناء الاسرة الحاكمة نؤكد بأنهم جزء من أبناء الشعب الكويتي وتسري عليهم ذات القوانين ومن يخطئ يتحمل مسؤولية خطئة فليس هناك من هو فوق القانون وقد أكد حضرة صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه أن لا أحد فوق القانون ولا حماية لفاسد أيا كان أسمه أو صفته أو مكانته…. وأدعو الأخوة في الحكومة ومجلس الإمة إلى اعتماد التدابير الفاعلة والتشريعات الكفيلة بردع الفاسدين والقضاء على مظاهر الفساد وأسبابه بكافة أشكاله.
إخواني…. أبنائي الأعزاء
إن المحافظة على أمن الكويت وتعزيز استقراراها مسؤولية الجميع وهي هدفنا الأعلى وهي قمة الأولويات وقد أكد الشعب الكويتي حرصه على كيان الوطن وقدم أغلى التضحيات وبذل الروح والدم والغالي والنفيس فداء له وحفاظا على سيادته وجسد أروع صور الوحدة الوطنية والتلاحم مع قيادته في تجاوز كافة التحديات والمخاطر التي تزخر بها صفحات تاريخ الكويت الناصع حرة أبية عزيزة الجانب عالية الراية.
وأرجو أن تطمئنوا بأن الكويت بخير بتلاحم أبنائها وتعاونهم وأياديها البيضاء التي امتدت الى مشارق الأرض ومغاربها وقادرة على تجاوز كل العقبات والتحديات كانت وستظل دائما بعون الله وتعاون أبنائها الصادق كما عهدها دائما دار عز وأمان تمضي بخطى واثقة نحو مستقبل واعد وزاهر ينعم فيه أبناؤها بالأمن والرخاء والازدهار والله نسأل أن يحفظ كويتنا الغالية وأهلها الأوفياء برعاية وحكمة أميرنا وقائدنا المفدى حفظه الله ورعاه.
(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».